الثلاثاء, 02 ابرايل 2019 07:54 صباحًا 0 740 0
من العدد الورقى: عم الحاج.. مسقط البنطلون.. بقلم عبد العزيز صبرة
من العدد الورقى: عم الحاج..  مسقط البنطلون.. بقلم عبد العزيز صبرة

تخيل معي أنك في عيادة طبيب تنتظر حضوره ليبدأ الكشف علي المرضي المنتظرين منذ ساعات كعادة كل شئ في مصر حيث تنتشر ثقافة  عدم احترام الوقت والمواعيد.

وفجأة جاء الطبيب.. إذ دخل  من باب العيادة رجل.. نعم رجل نحو الثلاثين أو تخطاها خطوة أو خطوتان مرتد جاكت سبور أو سويت شيرت أسفل منه  يظهر البوكسر أو الاندروير أو الشورت وبمعني أكثر وضوحا وعامية يظهر اللباس الداخلي السفلي يغطي المنطقة أسفل الظهر وأعلي المقعدة.

معقولة حضرة الطبيب إلي هيكشف عليَ خريج الطب النابغة خريج أعلي كلية قمة في مصر.. حلم كل أب وأم  وكل أسرة.. معقولة مسقط البنطلون.

تخيل مشهد آخر استباقي أو توقعي، مجموعة من الشباب  بيحكوا عن موقف حصل في المترو مثلا وشاب منهم بيحكي عن رجل عجوز كبير من دور جده أو أبيه ويقول الشاب: إنه وأثناء جلوسه بجوار حبيبته إذا دخل عليهم رجل  كبير من الناس القديمة إللى بتلبس بناطيل موضة قديمة إلي مسقطين البناطيل دول.. يا نهار أبيض هي البناطيل الساقطة أصبحت موضة قديمة وعم الحاج الراجل الكبير العجوز مسقط البنطلون.

أيوه فعلا، نعم، هذا حدث لقد رأيت بأم عيني  وبعين رأسي ذالك مهندسون وأطباء ورجال كبار مسقطين البناطيل، ماذا حدث؟!

هل مر الزمان بهذه السرعة.. هل فات قطار الوقت هكذا طويلا ونحن في غفلة

هما العيال بتوع إعدادي وثانوي إللي شفناهم من كام سنة كبروا؟

نعم  لقد مر الزمان وهؤلاء الصبية أصبحوا أطباء وآباء ومهندسون وأمهات لقد مرت السنوات، إذن فقد نشأ جيل آخر، جيل ما بعد النت، جيل ولد والموبايل موجود، أما نحن فقد كنا أجيال كبار حيث ظهرت الموبايلات، والنت وتلك الأشياء الحديثة.

جيل مختلف عنا، جرى يجرب كل شي، يتأفف من كل ما هو قديم سلوكيًا، وحياتيًا ومعيشيًا، جيل مستعجل، يريد الغني والمال والثروة الآن، وحالًا، يريد الوصول لهدفه سريعًا، بضغطة زر، حتى ضغطة الزر هذه قديمة  هناك التاتش الآن، حتى التاتش قديم، هناك ما هو أحدث، هناك بصمة الصوت، وبنظرة العين. 

جيل مختلف عنا تماما اجتماعيا وثقافيا وإدراكا ووعيا.. نعم جيل سريع التقليد قلد، الثورات والمظاهرات، والعصيان سريع التصادم، والانفعال وأحلامه واسعة  وعريضة بوسع وعرض الدنيا، وشبكة المعلومات الدولية والفضائية العالمية.

 جيل سريع التقلب من الانفلات للتعصب والإفراط والتشدد جيل سريع الاقتناع والتخلي عما أقتنع.. ولكنه في النهاية جيل من أصلابنا رغم الاختلاف  الظاهري فهو داخله أنا وفي داخله نحن، كل ولد وبنت في داخلهم آباءهم وأمهاتهم، لكن بشكل جديد، وإن كانت الروح هي.. هي، ورحم الله من قال "لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباءكم... فقد خلقوا لزمن غير زمانكم".

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
مسقط البنطلون عبد العزيز صبرة

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق