الجمعة, 07 سبتمبر 2018 00:07 صباحًا 0 1004 0
الدكتورة شيماء عكاشة تكتب.. عن إدمان الانترنت وعلاجه
الدكتورة شيماء عكاشة تكتب.. عن إدمان الانترنت وعلاجه

الدكتورة شيماء عكاشة تكتب.. عن إدمان الانترنت وعلاجه
منذ نعومة أظافري، وأنا اسمع هذه الكلمة، واشاهد أفلام، ومسلسلات، و"أكشنات، ودراميات مترادفات لهذه الكلمة.
كنت اشاهدها للتسلية وفقط، لم ادرك حجم، وخطورة، وبلاء، ووبال هذه الكلمة إلا بعد عملي كمسؤل لمرض "الإيدز" في محافظتي .ّ
بعد ان قابلت، وسمعت، ورأيت، وعشت روايات، وروايات أغرب من الأفلام، فالواقع دائما اقسي كثيرًا.
لم يعد الإدمان يعني مخدرات وفقط، فالادمان هو سلب للإرادة، واحتلال للعقل والقلب، وتسخير للهوي الشيطاني.
الإدمان هو مخدرات و"فيس بوك"، و"نت" وجنس وشذوذ، هو مرض نفسي وعضوي وفيروسي ومعدي. الإدمان هو احتلال للدول دون حروب أو أسلحة.

فعندما تريد ان تدمر أمة، دمر أطفالها، وشبابها، فالشباب هو القوي الفتاكة الكامنة التي لا تقدر قيمتها.

لم يعد الإدمان قاصرًا علي أبناء "السوء"، و"أبناء "السوق"، بل دخل كل البيوت دون استئذان، الصالح منها والطالح، وأصاب كل الأعمار دون استثناء.. الطفل والشاب والشيخ والعجوز .
ّ
وإن لم ننتبه لهذا الخطر الداهم، فلسوف تكون العواقب وخيمة، واذكر نفسي وإياكم... فانا من عشاق ذاك العالم الافتراضي الذي وقعنا في براثنه، ووقعنا دون ذنب، حيث أصبح "متنفس" و"متنفث"، لضغوط الحياة وتقلباتها.
ولكن نحن نستطيع أن نتحكم بقوة خبرتنا، وعلمنا، وسننا، ولكن هيهات لهؤلاء الصغار والمراهقين، وكل مغريات الحياة أمامهم على شاشة صغير، بـ"تكة" إصبع كلها دون استثناء الحلال منها والحرام، المصلح منها والمؤذي والمفسد، و-أن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي -.ناهيك عن الاستقطاب المخفي في كثير من الجروبات. 
نحن أمام طوفان سوف يأكل الأخضر، واليابس،و يجب أن نتكاتف جميعًا بكل طوائف المجتمع الأهلية، والحكومية، والتنفيذية، والقيادية، والأسرية، نحن لا نستطيع أن نمنع "النت"، ولكننا نستطيع أن نربى أنفسنا، وندربها، ونثقفها، ثم نربى أبنائنا، فلا للإدمان.

 

** أخصائي ومدير الوبائيات والترصد ومسئول الإيدز بمديرية الصحة بكفر الشيخ

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الدكتورة شيماء عكاشة إدمان الانترنت

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق