الدكتور وليد يحيى يكتب لـ"مع الناس نيوز": من ينصف المرأة؟!
عندما يشكي الزوج من زوجته يجد ألف يد تمتد لتشد من أزره، وعندما تشكي الزوجة من زوجها تجد ألف يد تريد تكميم فاهها.
- عندما يقول الزوج إنه يفتقد الحب والحنان في بيته يجد ألف لسان يقول له من حقك تنفصل أو تتزوج بأخرى، ,عندما تقول الزوجة إنها تفتقد الحب والرومانسية والحنان من الزوج تجد الجميع يلومونها، ويقولون لها اتقي الله، وعيشي، واشكري الله أن زوجك يطعمك ويكسيك ويسترك كأنها كانت في بيت أهلها جوعانة وعارية.
- عندما يشكي الزوج من عدم اهتمام زوجته بشياكتها وأناقتها ومظهرها ووزنها يلقى مساندة من الكل وعتاب على هذه الزوجة المهملة بدون حتى النظر لأسباب إهمالها في نفسها أو البحث وراء دوافعها، وعندما تشكي الزوجة من مظهر زوجها وعدم اهتمامه بنفسه تجد الجميع يتهمونها بالتفاهة، وأن الرجل لا يعيبه شكله أو مظهره كأنها ليست بشرًا ويجب أن تتحمل شكله وعدم اهتمامه ومن العيب أن تنفر منه .
- عندما يقرر الزوج الطلاق لأسباب تخصه يقول الجميع حقه وشرع الله لا جدال فيه, معذور حياته تحولت إلى جحيم، ويكفي أنه كتوم ولا يريد الإفصاح.. الله يعينه،
وعندما تطلب الزوجة الطلاق يشار إليها على أنها متسلطة، وقد تكون منحرفة ويسألها الجميع بما يشبه التحقيق هل تورطتي في علاقة مع غيره؟ هل وعدك أحدهم بشيء؟ هل أصابك الجنون؟ وكثيرًا ما يشكون أن بها مس من جن أو بشر فهي ناقصة عقل ودين ولا تعرف مصلحتها حتى لو بلغت من العمر أرذله .
- عندما ينفعل الزوج على الأبناء انفعال مبالغ فيه قد يصل إلى الضرب أو الإيذاء النفسي والبدني, فهو معذور ومطحون بعمله، واعصابه متوترة بسبب مسئولياته.. فلماذا تزوج إذا لم يكن اهلا للمسئولية؟، وعندما تنفعل الزوجة من تصرفات الأبناء يشار إليها بالعصبية، وأنها عاشقة للنكد ولا تتحمل الأبناء، فكيف تريد الجنة بغض النظر عن الضغوط والمشكلات والتغيرات الطبيعية التي تصيب جسدها في مختلف المراحل.
شكراً مجتمعنا الظالم.. واعتذر.. ولكن هذا بعضًا مما نواجهه يوميا من عجائب في مجتمعات عربية تطبق الدين حينما يحلو لها، وعندما يتوافق ويتناسب مع ميولها فقط..
** أستاذ بمركز البحوث الزراعية – كفر الشيخ