الشيخ سعد الفقى يكتب لـ"مع الناس نيوز".. الرجاء تاج لمن امتلكه..
قد لا نحتاج إلي كلمات كثيرة لنحدث الأثر، وقد لا يكون الشرح معيارًا للصدق، فما خرج من القلب وصل إلي القلوب، وما خرج من اللسان لا يتعدي الآذان.
هذه ثوابت، وجميعها يبرز قيمة الكلمة، ونبل صاحبها، وثقه الإنسان فيما يصدر عنه، فنبي الله نوح بكلمات قليلة "إني مغلوب فانتصر"، أغرق الأرض، وكانت كلماته سببًا في تغيير معالمها.
إنه الصدق مع النفس، ومع الله الذي لا يخيب الرجاء، وعندما ذهب المضارون من رفع الضرائب إلي السيدة نفيسة - رضي الله عنها وأرضاها - شاكين من الحاكم، وذهبت معهم حيث يقيم قالت: لما؟ فقال لها كما..، والمعني كما تكونوا يولي عليكم.
أما نبي الله سليمان، عليه السلام، فقد امتلك الدنيا بدعاء، من ثلاث كلمات "وهب لي ملكا"، قد لا نحتاج إلي كثير من الألفاظ والمصطلحات، لنحدث الأثر، بل الحاجة إلي نُبل الأهداف ومكانتها، الحاجة إلي الإخلاص، والصدق البعيد عن الرياء، مع الله الذي يمتلك نواصي العباد، ويفعل ما يشاء ويختار، وهو من قال "ادعوني استجب لكم"، لم يحدد نوع الدعاء، ولا حجم الطلب، فقد طالبنا بالدعاء والالحاح، شريطة ألا يكون إثمًا.
كم من المهمومين تضرعوا فكان الفرج، وكانت النفحات، فالرجاء تاج لمن امتلكه، وحافظ عليه، فطوبي لمن اتجه غلي الله الذي لا يرد الدعاء، فمن اعتمد علي الله لا ذل، ولا مل ولا قل.
** وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ
