الخميس, 26 مايو 2022 01:32 صباحًا 0 575 0
((( نِفسي أقول لِك ٠٠ !! ))) الشاعر المصري المهندس / فوزي مدين " ١٩٥٨ - ٢٠١٤ م " ٠
((( نِفسي أقول لِك ٠٠ !! ))) الشاعر المصري المهندس / فوزي مدين
((( نِفسي أقول لِك ٠٠ !! ))) الشاعر المصري المهندس / فوزي مدين
تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
**************

((( نِفسي أقول لِك ٠٠ !! )))

الشاعر المصري المهندس / فوزي مدين " ١٩٥٨ - ٢٠١٤ م " ٠

بيّاع كلام
باوزنه و اتوصى بزباينه
وموضحه ومبينه ومفسره وزاينه
و بنقي منه الوحش
أما النضيف عاينه
جرب ودق فاكهته
اتمشى في جناينه
سوق الكلام اتملا
مفضلش فيه شبرين
وفرشت بره الخلا
وفردت فيه ديوانين
الوزن بالخردلة
والقافية م الجهتين ٠
( من قصيدة : سوق الكلام )
٠٠٠
وصلت يا نيل شكوتك
و الدمع فيك محبوس
هيقطعوك بالموس
ومجهزين ديتك
و الفرجة فيك بفلوس
عزتنا من شمختك
مجد و تاريخ ودروس ٠٠
" من قصيدة : يا نيل "
٠٠٠٠٠٠
هذا شاعر مغبون لم ينال حظه حيا و ميتا له معجمه الشعري المتفرد زاحم بيرم التونسي و صلاح جاهين و فؤاد حداد أحمد فؤاد نجم و الأبنودي ولكن بطابع خاص ٠٠
ما أجمل أن نعيش معايشة طبيعية مع نصوصه في تفاعل لقصيدته التي تحت عنوان ( بيتنا القديم قال لنا ) و في اعتقادي إذا لم يكتب فوزي مدين غيرها لكانت كافية ان تجعلها في مقدمة الشعر العامي مع رواده وفرسانه أمثال:
بين التونسي و صلاح جاهين و أحمد فؤاد نجم و الأبنودي و فؤاد حداد و غيرهم كثيرون من أعمدته التي عايشت أفراح و أحزان الريف و المدينة و الوطنية و العروبة و الاجتماعيات اليومية و أغنيات و مواويل النيل و الليل ٠٠
بيتنا القديم قال لنا :
الأب كان فايق
طبلية بتلمنا
و لا حد مضايق
و احنا وولاد عمنا
نتلم في دقايق
بيتنا القديم قال لنا :
٠٠٠٠٠
نعم مازلنا مع فن الشعر الشعبي العامي الذي يصور لنا الحياة اليومية بكل أحزانها و أحلامها من الواقع بكل أطيافها و انواعها و ألوانها من خلال شتى القضايا هكذا ٠٠
و لقد عرفت شاعرنا فوزي مدين أنا و الأستاذ الدكتور عاطف عبد الجليل استاذ الرياضيات البحتة بكلية العلوم جامعة طنطا منذ أن كان زميلا لنا بالمرحلة الإعدادية بالحامول وظلت علاقتنا قوية نتلاقى في المناسبات و الأعياد ٠٠
فهو منذ نعومة أظفاره مرهف الحس و الوجدان نقي السريرة متواضع صاحب بسمة و بصمة ورأي حر مستنير كاشف للأوضاع السياسية و الاجتماعية و القضايا العربية و لا سيما فلسطين وعروسها القدس و الأقصى الغريب وزيتونها الأصيل عبر عن كل هذا في روح ثائرة وجرأة من خلال شعره الوطني والذي جسد برؤيته ومعجمه الخاص فوظف عشقه للأرض الطيبة و تخصصه في فن الزراعة ملاحمه التي تنم عن عبقريته الفذة ٠٠
و لَمَ لا فقد ظل مهموما بمشكلات مصر و نيلها و شعبها و قضايا العروبة ٠٠
فنجد محور كلماته عن الوطن وحضنه و النيل و مواسم الحصاد و الليل و المواويل و الأغاني و معاناة الإنسان و الحب و السلام و مناهضة الفساد والظلم وانتظار الحلم و رسم صورة الغد المشرق الجميل فهذا مدخل لعالمه الشعري الممتد بلا شطآن ٠٠
أليس هو القائل عن حبه لمصر :
دايماً يا مصر بحن لك
و بحُر مالي وقت عيالي
وكل غالي أمدلك
من حبي ليكي باغير عليكي
أغضب وقلبي يحن لك ٠
نشأته:
ولد الشاعر المهندس فوزي محمد مدين عام ١٩٥٨ م بمدينة الزعفران مركز الحامول كفر الشيخ جمهورية مصر العربية ٠
عمل مهندسا زراعيا بوزارة الزراعة ٠
عضو نادي أدب بيلا ٠
و عضو صالون القرضا الثقافي أحمد ماضي ٠
وشارك في منتدى الأقاليم و هيئات الثقافة ٠
و بعد رحلة عطاء ومعناة سجل فيها روائع قصائده من فيض شجونه ليرحل عنا في عام ٢٠١٤ م ٠
و تبقى روحه بين قصائده تحلق بيننا في سجل الخالدين ٠
* صدر له ديوان عن هيئة قصور الثقافة بعنوان :
= ( نِفسي أقول لِك ) ٠
= و له عدة دواوين أخرى قيد الطبع ٠٠
تجمع خلاصة تجربته مع فلسفة الحياة في واقعية ونظرة إلى اتجاهات وتطور نحو الرؤى بكل معطياتها الفنية ٠
وكان له صوتا مميزا في الحركة السياسية من خلال كلماته المتمردة و الثائرة عن كثب ٠
فهو شاعر سياسي و اجتماعي ووطني و غنائي يتغنى بجمال وأصالة الريف المصري البسيط مثل تهويمات شاعر الكوخ محمود حسن إسماعيل ٠٠
* مختارات من شعره :
============
نتوقف مع قصيدته تحت عنوان ( بيتنا القديم قال لنا ) و في اعتقادي إذا لم يكتب فوزي مدين غيرها لكانت كافية ان تجعلها في مقدمة الشعر العامي مع رواده وفرسانه أمثال:
بين التونسي و صلاح جاهين و أحمد فؤاد نجم و الأبنودي و غيرهم من أعمدته التي عايشت أفراح و أحزان الريف و المدينة و الوطنية و العروبة و الاجتماعيات اليومية ٠٠ فكلمات و تعبيرات وصور وايقاعات تلك القصيدة تجمع المؤثرات الفنية لمكونات الشخصية المصرية و الريف المصري البسيط بكل نسيجه ومقوماته في دفقة شعورية صادقة لطرح حكاية ظلال الريف المصري و التغيرات التي ضربت جذوره و قيمه و عاداته أمام طغيان المدنية الغاشمة مدن بلا قلب فيقول فوزي مدين يصف لنا مكونات الريف و علاقة أهله به :
بيتنا القديم :
بيتنا القديم قال لنا :
حبة عشم وعتاب
أصل الزمن لفنا
وضربنا ميت قبقاب
و لا انحناش ضهرنا
و لا عشنا يوم أغراب
بيتنا القديم قال لنا :
فرطتوا ليه فيّا
شلتوا الأساس و العروق
وعملتوا طبليه
وهدمتوا برج الحمام
و لا عادتش بنية
بس الليالي دول
يوم ليك ويوم ليّا
بيتنا القديم قال لنا :
سيبك من السيراميك
ليزحلقك مننا
ويهدني و يئذيك
و ياخذنا من بعضنا
ويخش بينّا شريك
بيتنا القديم قصته
حبة عروق على غاب
مرصوص بطوب معجنه
بس اللي فيه أحباب
ومزوقين واجهته
فرعين من اللبلاب
بيتنا القديم صبته
غُمرين حطب نشفين
على عقدتين م القش
سندينهم بسليلة طين
والمية مترشحه
و مخضرة البلاص
وصنيتين للقلل
اتروقوا بإخلاص
والجرن كان لعبتي
و الشرشرة والفاس
و الساقية كانت غنوتي
و البانيو طشت نحاس
و القاعه والمندره
طبعا أساس الدار
و الفرشه متزهره
للقاعده والزوار
والمندره منوره
وبلندتين م الجاز
ممسوحة متعمره
و لا كهربا و لا غاز
و لا كانش فيه مقدره
للراديو أو تلفاز
مطبخنا كان معلقه
و مشنتين للعيش
على كام زلوع للخزين
و حصير لجبنة قريش
على أفئولين للبن
طشتية للقراقيش
و مشلتيتين بالعرق
و الطعم زيه مافيش
و السمنة دي بتندلق
و الخير يأكَّل جيش
بيتنا القديم قال لنا :
مصطبته كانت كرنيش
بمخدتين حشوهم
من أحلى نوع م الخيش
و الفرن قايد ورا
جانبه الكانون و لا فيش
عند الجيران مشكله
و لا فيه طابور للعيش
بيتنا القديم قال لنا :
الأب كان فايق
طبلية بتلمنا
و لا حد مضايق
و احنا وولاد عمنا
نتلم في دقايق
بيتنا القديم قال لنا :
***
و في قصيدة تحمل عنوان الديوان ( نفسي أقولِك ) يصور فيها معاناة الناس في كل شيء كلماتها قبل ثورة ٢٥ يناير و هى ملحمة مطولة منها هذه المقاطع التي يجسد فيها صدى الواقع المرير عن معايشة واقعية دون تجميل ونفاق حيث يقول فيها فوزي مدين :
نفسي أقولك قبل ما أنسى
عن شعوري المستخبي
لو حصلك أي كارثة
عمري ما أجريلك و ألبي
هتلقي مركب و مرسى
و أمسحك من جوه قلبي
و المؤكد اللي منك
قلبهم منك معبي
لما بحتاجلك في زنقه
ما التقيش مسئول يجاوب
و أما عيشتي تبقى خانقه
و الهموم تملأ الزكايب
و أما أتورط في علقه
تأمينات أو م ضرايب
و أما اتمسح في صدرك
بلتقيه جبن ورايب
و أما أوطي أحب رجلك
بتقوليلي منين يا خايب
و أرمي كل الخير في حجرك
يبقى متقطع ودايب
لما كيلو اللحمة يوصل سعره
يبقى عدا سني
أو رغيف العيش وغيره
تخطفوا الهليبة مني
و أما أصرخ جوى مشفى
ما ألتقيش مخلوق يعني
و السواقي في أرض ناشفه
و العطش بتقولي مني
و أما هم العيشة يبقى
زي كل الناس حاضني
و أما أجهز لابني شقه
متقوليش الله يعيني
القي منك ألف لأه
و الحوار ممكن يدني
قلت أقولك قبل ما أنسى
إن حكمك فيَّا قاسي
نفسي أهديلك نصيحه
غيري كل الكراسي
نفسي أشيل عنك فضيحه
لأجل أتغنى بتراثي ٠٠٠
***
ونختم له بهذه القصيدة الرائعة تحت عنوان ( فَرشة متاع ) حيث يصف لنا مشهد من الحياة يعكس ملامحنا باختصار ٠٠ يقول فيها فوزي مدين :
اشتري مني وبعليي
كدبي ظني ودليلي
اثبتي عكس ادعائي
خليلي نيلك يبقى نيلي
يمكن اثبتلك ولائي
لما أشوفك شدة حيلك
يومها أعملك فدائي
يومها أولعلك فتيلي
اثبتي عكس ادعائي
لمي نفطك من اليهود
استري الجزء اللي باقي
أمني كل الحدود
خضري الأرض الشراقي
اوفي وبكل الوعود
يومها أأكد انتمائي
و أبقى سيد مش مسود
اثبتي عكس ادعائي
وصي نيلك على الفرات
دا أنت نيلك في السواقي
خلى فدانك قيراط
محتاجين نطلب نلاقي
محتاجين فرحة بعياط
اثبتي عكس ادعائي
رجعي القدس اللي ضاع
حسسيني بإني باقي
خدت حقي بالدراع
صدقيني الكل باصم
صدقيني الكل باع
اجمعي كل العواصم
و اطلبي فَرشة متاع ٠
هذه كانت نافذة حقيقية حول شاعرية فوزي مدين أحد فرسان ورواد الشعر العامي في مصر المحروسة جسد كل الآمال و الأوجاع معا في قصيدته الشعبية الموروثة بين الأصالة وروح الحداثة في مزج للفكرة والوجدان بهمساته وصرخاته الصادقة في تلقائية تفتح لنا مسارات القضايا العربية و الدولية و الظواهر الاجتماعية وروعة الريف تتجلى في قصائده المغناه دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
((( نِفسي أقول لِك ٠٠ !! ))) الشاعر المصري المهندس / فوزي مدين " ١٩٥٨ - ٢٠١٤ م " ٠

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق