الخميس, 21 ابرايل 2022 08:21 مساءً 0 198 0
شذرات لغوية ٠٠ !!
شذرات لغوية ٠٠ !!

شذرات لغوية ٠٠ !!

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
===============
قال تعالى:
«إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» ٠
" سورة فاطر : جزء من الآية ٢٨ "
٠٠٠٠٠
عزيزي القاريء الكريم مازال الحديث موصولا مع شذرات لغوية حول كتاب الله العزيز ٠٠
و من ثم نحلق مع ( العلم و العلماء ) في تلك الآية الكريمة ٠
و مما لا شك فيه و لا جدال هذه الآية كانت من ضمن بعض الآيات التي دعت إلى أسباب نقط وضبط و تشكيل المصحف مثل ( إن الله بريء من المشركين و رسوله )وقد تكلمنا عنها في لقاءات سابقة ٠
و هذا ليس مقتصرا على العلم الشرعي فقط، وإنما يكون في شتى المجالات ومختلف العلوم ، حتى نفهم و ندرك مقاصد القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف في مواضيعه هكذا ٠
ولذا قال ابن كثير رحمه الله :
إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر ٠
وذكر القرطبي: يعني بالعلماء الذين يخافون قدرته، فمن علم أنه عز وجل قدير أيقن ٠٠
أولا الإعراب:
----------------
إنما: إنّ: حرف ناسخ و توكيد ونصب و مشبه للفعل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، و ما : كافة كفت..
أو نقول عنها " إنما " : كافة و مكفوفة .
يخشى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
الله: لفظ الجلالة أو اسم الجلالة مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
عباده: اسم مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره ، و هو مضاف ، و الـ " ها " : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
و الجار و المجرور متعلق بحال من العلماء "
العُلَماء: فاعل مؤخر مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
و جملة " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ "
استئنافية لا محل لها من الإعراب ٠
* تعقيب :
وأما عن الكلام في ( التقديم والتأخير) فلأنَّ سياقَ الكلامِ عن حقِّ الله عزَّ وجلَّ في أن يُخشى، فقدَّم الخشيةَ التي سيق الكلامُ لأَجْلِها، ثم أتبعها باسمه سبحانه وتعالى مُقدمًا على الفاعل؛ وذلك للاهتمامِ، ولتنبيه السامع على مَن يقصد به الكلام، ثم قدَّم الجار والمجرور (مِن عبادِه) ليفيدَ أن الكلامَ مُتعلِّق بنوعٍ معينٍ من العباد فقط، تشويقًا للسامع ليتأهَّبَ وينتبه لمعرفة هذا النوع الذي بلَغ تلك المنزلةَ الكبيرةَ مِن الاهتمام لأنْ ينصَّ اللهُ عز وجل عليه دون غيره، ويقصر خشيته عليه دون من سواه، ثم ختم الكلامَ بذِكْر الفاعل المراد وهم (العلماءُ) وبهذا تتم دلالة الحصرِ والقصرِ، وهي مِن باب: (قصر الصفة على الموصوف) أي: قصر صفة الخشية على أهل العلمِ بالله عزَّ وجلَّ.
ثانيا المعنى العام :
-----------------------
وليس معنى الآية أنه لا يخشى الله إلا العلماء، فنسبة الخوف و الخشية متفاوته و الذي يعلم ذلك فهو عالم عرف قدر الله ببصيرته وعقله فتوقف عند أوامره و نواهيه كما ينبغي ٠٠
و المقصود هنا بالعلم في كل المجالات ومختلف العلوم، فمعرفة العلم تدلنا على قدرة الله عز وجل و تقربنا من طاعته ٠
فالعلم سعادة للبشرية وطوبي للعلماء الذين يعلمون حق الله تعالى من خلال التأمل و النظر و التدبر و التفكر و الاعتبار في صنع الله القادر عالم الغيب و الشهادة في إطار الدلائل ٠
* و من ثم نستعرض بعد آراء المفسرين حول الآية التي تتصدر المقال على النحو التالي :
وذكر المفسرون العديد من الأقوال فى تفسير معنى قوله تعالى:
«إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ»، وأورد الإمام ابن كثير فى تفسيره: أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في معنى الآية:
أى الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير ٠
وقال سعيد بن جبير: الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل ٠
وقال الحسن البصري فى معنى الآية:
أى أن العالم هو من خشي الرحمن بالغيب، ورغب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما سخط الله فيه ٠
وورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية.
وأوضح سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال:
كان يقال العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله، فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض، والعالم بأمر الله ليس العالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل .
= وذكر القرطبي:
يعني بالعلماء الذين يخافون قدرته، فمن علم أنه عز وجل قدير أيقن بمعاقبته على معصيته، كما قال أنس :
من لم يخش الله فليس بعالم ٠
وقال مجاهد:
إنما العالم من خشي الله عز وجل ٠
وقال ابن مسعود:
كفى بخشية الله تعالى علما، وبالاغترار جهلًا.
ورأى الزمخشري في كتابه الكشاف:
والآية سيقت للحث والتحريض على النظر في عجائب صنع الله تعالى، وآثار قدرته ليؤدي ذلك إلى العلم بعظمة الله وجلاله، ويؤدي العلم إلى خشية الله تعالى، ولذلك ختمها بقوله تعالى:
«إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» فالتدبر هو سر القرآن ٠
وفي النهاية يظل الحديث عن العلم و العلماء هو الفيصل في إعلاء قيمة الإنسان بالتدبر في هذا الكون ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
شذرات لغوية ٠٠ !!

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق