نبيل أبوالياسين: عن دعوة رئيس الوزارء الإسرائيلي يدعو لعسكرة المواطنين ضد الفلسطينيين
كتب : عصام علوان
قال"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأن العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم«الأحد» للصحف والمواقع الإخبارية، إن تواصل قوات الإحتلال الإسرائيلي عمليات الإغتيالات "لـ " الفلسطينيين في شهر رمضان المبارك يعد مؤشراً خطيراً وتصعيد غير مسبوق قد تأتي مغبَّة لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية.
وأضاف"أبوالياسين" أن إستغلال الإحتلال الإسرائيلي إنشغال العالم بما يجري في أوكرانيا، وتصعد من الإغتيالات ضد الشعب الفلسطيني سيدفع المقاومة الفلسطينية بالتمسك بحقها في مواجهة المحتل، ولن تتنازل عن المقاومة، وخاصة بعد إصابة ثلاث فلسطينيين برصاص الإحتلال في كمين "بـ" بلدة 3 عرابة جنوبي جنين، وتركتهم ينزفون حتى فارقوا الحياة، وجاء هذا التصعيد بسبب التحريض من الداخل الإسرائيلي بعد الهجمات الإستشهادية الإخيره، وسط التهديدات المتبادلة إسرائيل تطلب من مصر الضغط على المقاومة الفلسطينية لتجنب التصعيد.
مضيفاً؛ أن وصف بعضهم، بأنه يشكل تصاعد العنف إختباراً لسياسات الحكومة الإسرائيلية الهشة حيثُ؛ أدت سلسلة من الهجمات الأخيرة إلى إنتقاد الحكومة من اليسار واليمين، ولأسباب معاكسة، ولكن تنوع التحالف قيد خياراته، وشكلت الموجة الأخيرة من الهجمات في إسرائيل، وهي الأكثر دموية منذ عدة سنوات، تحدياً صارخاً للحكومة الإئتلافية الهشة في إسرائيل ، والتي تعرضت لإنتقادات من طرفي الطيف السياسي بسبب السياسات التي يزعم النقاد أنها ضاعفتها خطر العنف، على اليمين، وتعرض رئيس الوزراء "نفتالي بينيت" لإنتقادات لإدراج حزب عربي في الآئتلاف.
كما أضاف؛ وهو قرار يقول منتقدو اليمين إنه قلل من إستعداد الدولة لمراقبة الأقلية العربية في إسرائيل وحد من قدرتها على الرد على الهجمات الأخيرة، ونُفِّذ منها عرب مواطنون في إسرائيل،
وتلاحقت الإنتقادات لأنه قدم تنازلات صغيرة للفلسطينيين بينما إستبعد محادثات السلام أو أي خطوات نحو تشكيل دولة فلسطينية، وهو نهج يقول منتقدو اليسار إنه زاد من اليأس الفلسطيني، وشجع أقلية على ذلك "الرد بالعنف"،
متواصلاً: لقد إعتاد الإسرائيليون على إستمرار الوضع الراهن دون دفع ثمن، ولكن من دون أي عملية سياسية، فإن المناخ أكثر ملاءمة للعنف على المدى القصير.
حيثُ: كشفت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، منذُ قليل اليوم الأحد، أن رئيس مجلس الأمن القومي "إيال حولتا" تحدّث مع مدير المخابرات المصرية "عباس كامل" بخصوص التصعيد في الأراضي الفلسطينية، وقالت القناة إن ذلك جاء في إطار محاولة إسرائيل دفع مصر إلى الضغط على التنظيمات الفلسطينية لعدم تصعيد الموقف، ويأتي هذا وسط تهديدات متبادلة بين إسرائيل من جهة، وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة أخرى على خلفية تصعيد كبير في الأراضي المحتلة خلال الأيام الماضية.
ولفت "أبوالياسين" إلى أن "بينيت"يعُد مقيد قليلاً في خياراتهُ في الرد على العنف بسبب تكوين إئتلافه المتنوع أيديولوجياً، وهو تحالف من ثمانية أحزاب يضم اليمينيين مثل"بينيت"، والوسطيين، واليساريين، وحزب إسلامي عربي صغير ، رآم، أول حزب عربي مستقل ينضم إلى حكومة إسرائيلية،
بعد عشرة أشهر من توليه المنصب، وجد التحالف بإستمرار طرقاً للتحايل على خلافاتهم، لكن العنف أدى إلى تفاقم الفجوات في وجهات نظرهم للعالم.
لافتاً؛ إلى الهجمات التي أودت بحياة 11 شخص إسرائيلي على مدار 10 أيام كانت بمثابة تذكير أيضاً بأنه بغض النظر عن مدى رغبة الإسرائيليين في إختفاء المشكلة حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم بسلام ، كما تظهر إستطلاعات الرأي، فإن القضية الفلسطينية تظل بلا حل وهي قنبلة موقوتة محتملة، بينيت مثل سلفه، بنيامين نتنياهو، وضع القضية في المقدمة، وتعامل مع الصراع على أنه مشكلة يجب إحتواؤها وليس حلها، وتلاشت مفاوضات السلام الأخيرة في عام 2014، وفشلت القيادة الفلسطينية، المنقسمة بين غزة والضفة الغربية، في تشكيل موقف تفاوضي موحد ، في حين أن القادة الإسرائيليين، أبدوا معارضتهم لقيام الدولة الفلسطينية.
كما لفت؛ إلى أن تصاعد العنف دفع بعض المعلقين الإسرائيليين إلى الإعتراف بعدم الإستقرار المتأصل للوضع الراهن ، حتى لو أدى هذا الإدراك إلى تقوية وجهات نظر الناس الموجودة مسبقاً بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الهجوم الذي شنه فلسطيني من الضفة الغربية، وقتل خمسة أشخاص هناك يوم الثلاثاء الماضي قد أدى إلى الإعتقاد بأن إسرائيل ليس لها نية في السلام بين الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية، ولن يؤدي إلا إلى جعل الحياة أكثر خطورة على الإسرائيليين.
وأشار"أبوالياسين" إلى الملصقات التي ظهرت في جميع أنحاء المدينة تدعو السكان إلى عدم إستخدام عمال فلسطينيين، ووضعت لافتة بجانب نصب تذكاري للضحايا دعت"بينيت" إلى الإستقالة، وفي المدن المجاورة، أغلق رئيس بلدية مواقع البناء التابعة للبلدية التي غالباً ما توظف عمالاً فلسطينيين، ودعا آخر المقاولين إلى عدم توظيف الفلسطينيين.
وحذر"أبوالياسين" من عمليات التحريض التي يدعو لها بعض المستوطنين حيثُ قال"موشيه والدمان"محاسب في بني براك، الذي شهد جزءاً من الهجوم، إننا نحتاج إلى معاقبة قاسية لعائلات من قاموا بالهجوم، دمروا منازلهم، ودعونا نقوم بأعمال ردع حقيقية، وأضاف؛ يخبرنا العالم دائمًا، علينا أن تجلس، وتتفاوض لكن هذا ليس الواقع هنا، نحن نُقتل لأنهم يكرهوننا أوحسبما قال.
كما حذر: من دعوة رئيس الحكومة"بينيت" لـ المدنيين الإسرائيليين إلى حمل أسلحة نارية مرخصة، وهي خطوة أثارت قلق العديد من المواطنين العرب في إسرائيل، ما دفع "بشائر فاهوم الجيوسي"، الرئيسة المشاركة لمجلس إدارة مبادرات أبراهام، وهي مجموعة غير حكومية تعمل على تعزيز المساواة بين العرب، والعرب يهود، والتي قالت"هذا جنون"، هذا يدعو إلى عسكرة المواطنين، ويخاطر بمضاعفة خطاب الكراهية الذي يتصاعد في الأسبوع نصف الماضي ضد المجتمع العربي داخل إسرائيل.
وأكد"أبوالياسين" أنه لابد من عمل وثيق من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي مع العرب الإسرائيليين، وغيرهم في الضفه، وتقديم الكثير من التنازلات للفلسطينيين، فإن ما قدمه، من تصاريح العمل، ومنح الحكومة الإسرائيلية وضعاً قانونياً لـ الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين كانوا يعيشون سابقاً في مأزق قانوني، وأقراضها 156 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، والسماح للعائلات في غزة بزيارة أقاربهم في السجون الإسرائيلية، وإجتمعها، وتواصلها مع القادة الفلسطينيين بشكل علني أكثر مما فعلت الحكومة السابقة كل هذا لايكفي.
مؤكداً: أن هذا النهج، الذي وصفه "بينيت"بأنه تقليص الصراع، لا يفعل الكثير لتحسين الجوانب الأساسية للحياة الفلسطينية تحت الإحتلال، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يقوم بغارات يومية في مناطق تديرها السلطة الفلسطينية إسمياً، ولا تزال إسرائيل تطبق نظام عدالة من مستويين في الضفة الغربية، أحدهما للفلسطينيين، والآخر للمستوطنين الإسرائيليين، ولا يزال الحلم الفلسطيني بإقامة دولة بعيد المنال كما كان دائماً، وهناك يأس تام، وإنعدام أي أفق سياسي على الجبهة الفلسطينية.
وختم"أبوالياسين" بيانه الصحفي حيثُ قال: إن فكرة
أحد أقرب حلفاء رئيس الوزارء الإسرائيلي الحالي"ميكا غودمان"، الفيلسوف الذي روج لفكرة تقليص الصراع، وقال إنه من السابق لأوانه الحكم على نجاح نهج الحكومة في الضفة الغربية أو في إسرائيل نفسها،
وإن الركيزتين الأساسيتين لفكرته، التحرير التدريجي للفلسطينيين في الضفة الغربية والإندماج التدريجي للفلسطينيين داخل إسرائيل، سيستغرقان سنوات وليس شهوراً فكرة خاطئة، ولابد من حل عادل للقضية الفلسطينية.
متواصلاً: التجربة العاطفية السائدة للإسرائيليين في الصراع هي تجربة الخوف، وبالنسبة للفلسطينيين فهي تجربة إذلال، وإن تقليص الصراع يتعلق بخلق واقع يكون فيه خوف أقل على الإسرائيليين لأنه يوجد إرهاب أقل، وإذلال أقل للفلسطينيين بسبب وجود إحتلال أقل، وهذا نهج حكومة"بينيت" منذُ توليها السلطة وتسعى إلية منذ 9 أشهر، ونُظر إلى إصدار رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس ، إدانة نادرة للهجوم في بني براك، من قبل المسؤولون على إنها خطوة فسروها الإسرائيليون على أنها نتيجة لزيادة تواصلهم معه مؤخراً، إذا هدأ العنف الحالي، وفسوف يعطي إحساساً بأن السلطة الفلسطينية هي شريك، والتعاون معها ذو قيمة عند القتال ضد أعداء إسرائيل في إشارةً بأن أعداء إسرائيل أصبحوا أعداء السلطة الفلسطينية