مع حديث الجمعة /
( مع بعض حقوق المسلم على أخيه ٠٠ !! )٠
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
===============عن أبي هريرة -رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "حقُّ المُسلمِ على المُسلمِ خمسٌّ: ردُّ السلام، وعِيَادَةُ المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدَّعوة، وتَشميتُ العاطِس ".
" متفق عليه "
٠٠٠٠٠٠
نعم عزيزي القاريء الكريم فما أحوجنا ان نعرف الحقوق و الواجب في الطاعة و العبادة و الآداب و المعاملات و الأحكام فقد بنيتها الشريعة الإسلامية الغراء و معها الفقه الإسلامي ٠
كل هذا من واقع الكتاب وصحيح السنة النبوية الشريفة المطهرة منهج حياة صراط مستقيم هكذا ٠٠
و لمَ لا فالمسلم مرآة أخيه ٠٠
و من ثم يجب البعد عن الظلم و الحقد والكراهية والحسد و تتبع العورات و الغيبة و النميمة و الحرص على الرحمة و المساعدة و استقباله بوجه طلق بشوش ٠٠٠ الخ ٠
وفي هذا الحديث النبوي رصد لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعد المعالم في التعامل بين الناس بالرحمة و المودة حتى يسود الحب و الخير و الأمن و السلام ٠٠
وعيش المجتمع في طمأنينة بعيدا عن القطيعة و الأنانية ٠٠
و الرسول صلى الله عليه وسلم تناول بعض الحقوق كجزء من كل حلقة متصلة لأعمال البر و الخير الجامع النافع ٠٠
فهذه حقوق تفيد الإنسانية كلها تنظم العلاقات الاجتماعية في ظل الأخلاق الكريمة ٠٠
فعليك عزيزي القاريء أن تبدأ بالسلام فهو اسم من أسماء الله الحسنى و اسم من أسماء الجنة ففيه النجاة ونشر الفضيلة و به يحصل الانسجام وكسب ود القلوب و رضا الرحمن و تنال به الحسنات ٠
وفي الحديث آخر"حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه".
* الخلاصة :
فقد جاء في كتب الفقه عن تلك المفردات السابقة تعاليم هامة و منها :
ردُّ السلام فرض عين إذا كان المُسلَّم عليه واحدًا، وفرض كفاية إذا كانوا جميعًا .
عيادة المريض فرض كفاية .
اتباع الجنازة فرض كفاية، وهو تشييعها من محلها أو محل الصلاة إلى مكان دفنها .
إجابة الدعوة إلى وليمة العرس بشروطها المقررة في كتب الفقه واجبة، وفي سائر الولائم سنة مؤكدة .
تشميت العاطس بعد أن يحمد الله، قال بعض العلماء: إنه واجب وجوباً عينياً إن لم يكن غيره، ووجوب كفاية على الجماعة، وقال آخرون: إنه مستحب .
عظمة الإسلام في توثيق عرى الأخوة والمحبة بين المسلمين .
لا يجوز تشميت العاطس، ولا رد السلام، والإمام يخطب؛ لأن كلاً منهما كلام، والكلام محرم في الخطبة .
و و توجد فائدة علمية للعطس فلنتأمل هذه النعمة على الإنسان ٠٠ تشميت العاطس:
ذلك نعمة من الله لخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان، يسر الله لها منفذاً تخرج منه فيستريح العاطس، فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة، وشرع لأخيه أن يقول له: "يرحمك الله"، وأمره أن يجيبه بقوله: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت، ولا يلومن إلا نفسه.
هذه بمثابة دستور و قانون أخلاقي اجتماعي يحافظ على العلاقات و الروابط و ثمة أحاديث أخرى توضح لنا حقوق لابد للمجتمع من الرجوع إليها على سبيل المثال :
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ٠
وحديث :
" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا - وشبك بين أصابعه ".
عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ».
رواه مسلم ٠
و في النهاية نختم بهذا الحديث الهادف :
عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري ومسلم ٠
فكل هذا من كمال الإيمان ٠
* و لله در قول الخنساء عن الأخوة في قصيدتها (ذكرتُ أخي بعد نوم الخليّ) حيث تقول فيها :
ذكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّ * فَاِنحَدرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِدارا
وَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها * شَليلًا وَدَمَّرتَ قَومًا دَمارا
تَصَيَّدُ بِالرُمحِ رَيعانَها * وَتَهتَصِرُ الكَبشَ مِنها اِهتِصارا
فَأَلحَمتَها القَومَ تَحتَ الوَغى * وَأَرسَلتَ مُهرَكَ فيها فَغارا
يَقينَ وَتَحسَبُهُ قافِلًا * إِذا طابَقَت وَغَشينَ الحِرارا
فَذَلِكَ في الجَدِّ مَكروهُهُ * وَفي السِلمِ تَلهو وَتُرخي الإِزارا ٠
فيا رب ارزقنا قول و فعل العمل الحسن الصالح و صل الله وسلم على رسول الله و الحمد لله رب العالمين ٠
آمين
