حديث الجمعة / ((( مع الصدق )))
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
===========فإنَّ الصدق طمأنينة، والكذب ريبة ٠
يقول الحق سبحانه وتعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»
سورةالتوبة: ١١٩
ويقول نبينا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم :
«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» ٠
(متفق عليه).
عزيزي الصديق الكريم نتأمل معا خُلق الصدق قولا و عملا من خلال أدب التعامل فهو معيار جوهر الإنسان في كل شيء منهج حياة تطبيقيا ٠
فالصدق من الخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة و هو اتباع الحق وضد آفة الكذب التي تدمر ثوابتنا وتخدعنا مثل ظاهرة السراب
و بداية من أن يكون الصدق مع الله و النفس و الناس ٠٠
وقد مدح الله عز وجل جميع الأنبياء و المرسلين بخصلة الصدق و من ثم اتصف سيدنا أبو بكر بالصدق ٠
و لم لا فالصدق اسم من أسماء الله الحسنى ٠
وما أكثر المواقف العملية عن الصدق ٠٠
حتى إننا نقول لبعض الصدق ينجي قائله فنتائجه كلها خير مهما نظرنا للواقع ٠
فالبعد عن افة الكذب يجعل حياتنا كلها نقاء و سهلة في حب و سلام وعدم ضياع الحق و تعود النتائج على المجتمع في رقي هذه السلوك ٠٠
و يكفي الاطمئنان بحديث رسولنا البشير النذير ٠
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" أربع إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك في الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة "٠
وخلاصة دعوة الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم كما لخصها أبو سفيان ٠٠
في حديثه الطويل في قصة هرقل عظيم الروم قال هرقل: فماذا يأمركم –يعني النبي صلى الله عليه وسلم– قال أبو سفيان قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والصدقة، والعفاف، والصلة .
ونمضي مع فضيلة ( الصدق ) ٠
يقول الشاعر أبو العتاهية:
خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ، وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ ٠
و ما أكثر الآيات والأحاديث النبوية التي تحدثت عن الصدق في مواضع كثيرة تحتاج إلى كتب توضحها و لكننا نكتفي بالخطوط العريضة عن الصدق المجمل ٠
و في نهاية المطاف صديقي الصدوق نذكر بأن الصدق له أثر طيب في حياتنا من خلال العلاقات و في العبادات القائمة على سجية الصدق ٠٠
قال تعالى :
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) [النساء: 69].
فهذه منزلة عظيمة وكفى بها من نعمة نسأل الله أن تتحقق ٠
صدق الله العظيم ورسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين
فطوبى لمن كان له لسان صدق إيمانا منه بفضيلة الصدق في حياته ٠٠
فيا رب اجعلنا من الصادقين و مع الصادقين ٠٠
و الصلاة و السلام على النبي الصادق و الحمد لله رب العالمين
