الجمعة, 31 ديسمبر 2021 04:06 مساءً 0 340 0
حديث الجمعة / ((( مع هم الدَّين ٠٠ !! )))
حديث الجمعة /  ((( مع هم الدَّين ٠٠ !! )))
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
****************

حديث الجمعة /

((( مع هم الدَّين ٠٠ !! )))

قال تعالى:
( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )٠
" سورة الزخرف: الآية ٣٢ "
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".
" حديث شريف "
= الدَّين هم بالليل ومذلة بالنهار ٠
= الزم القصد في الفقر والغنى ٠
٠٠٠٠٠٠٠
و ما أعظم ما حرص عليه رسولنا الرؤوف الرحيم بالناس جميعا حتى بالحيوان والحجر و الشجر في القول و العمل تطبيقا واقعيا و من ثم يتجلى ذلك في مقولة :
" الدَّين هم بالليل ومذلة بالنهار " ٠
نعم فكل امرئ منا الآن بلا شك و لا أدنى جدال يمر بظروف صعبة في حياته شكلا و مضمونا ، ويحمل نفسه فوق طاقته وقدرته في مستوى المعيشة و من أجل المظاهر و التقليد الأعمى بعيدا عن الضروريات اليومية التي لا غنى عنها فوقع في دائرة الإسراف دون تقيد بالدخل ، فانهكته هذه المهلكات في مصروفات البيت و في الأفراح و المآتم و تشطيب البيوت و الفراش و الترف و البذخ ٠٠٠ !٠
مما جعل البعض يضطر لأن يتداين من الكثيرين ، و لا يستطيع أن يسد تلك الديون و التي تتفاقم و تفتح عليه المنغصات ٠٠
وبالتالي يعيش في هم وغم كبير، و عدم بركة في الكسب و الرزق مهما كان من نصيب ٠٠
فيفكر ليل نهار كيف يسد هذا الخطر وما عليه ٠٠
بل ويخشى أن يموت وهو عليه دين إذا تورع و يترك أرث الدين في رقبة أولاده الحيارى ٠٠ فالأمر جلل و الحديث في هذا المضمار يطول و يطول هكذا ٠٠
ولكنني عزيزي القاريء الكريم نعود إلى الله ورسوله في بيان شامل جامع في تلك القضية الشائكة ٠٠
فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على الميت وهو عليه دين، قبل أن يسده، إذ يروى أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أتي برجل ليصلي عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«صلوا على صاحبكم فإن عليه دينا»، فقال سيدنا أبو قتادة: هو عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بالوفاء»، قال: بالوفاء، فصلى عليه.
ولذا كان صلى الله عليه و سلم يتعوذ من الدين ٠
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه كان يدعو بهؤلاء الكلمات:
«اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء» ٠
لذلك لما فتح الله على رسولنا الأكرم بالكثير من المال بعد الفتوحات، قرر أن يسد هو بنفسه على كل مديون، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيقول: هل ترك لدينه من قضاء، فإن حدث أنه ترك وفاء صلى عليه، وإلا قال للمسلمين: صلوا على صاحبكم.
فلما فتح الله عليه الفتوح قام فقال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المسلمين فترك ديناً علي قضاؤه، ومن ترك مالاً فهو لورثته.
و كان صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء الجامع :
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".
و من ثم تظل خطورة أمر الاستدانة ، فها هو الشهيد الذي يغفر له عند أول قطرة من دمه، ويؤمن من عذاب القبر وفتنة القبر، ويشفع في سبعين من أهله، وروحه في حواصل طير خضر في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، يغفر له كل شيء إلا الدَّين ، كما جاءت بذلك السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين ".
وفيما رواه مسلم أن رجلا قال : يا رسول الله! أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر إلا الدين" ·
وينبغي أن يعلم أن التأخر في سداد الدين عن الميت يعد بلاء عليه فقد روى جابر رضي الله عنه قال: توفى رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه ثم أتينا به رسول الله ؟ يصلي عليه فقلنا: تصلي عليه؟ فخطا خطى، ثم قال: أعليه دين؟ قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران عليَّ، فقال رسول الله ؟ : حقَّ الغريمِ وبَرئَ منهما الميت؟ قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران؟ فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتهما، فقال رسول الله : الآن بردت عليه جلده.
أي الآن برد جلد ذلك الميت بسبب كونه مرهونًا بالدين قبل ذلك.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما من أحد يَدَّان ديناً فعلم الله أنه يريد قضاءه إلا أداه الله عنه".
و نذكر هنا في نهاية المقال بهذا الحديث القيم و لم َ فقد اختص الله نبيه ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بخصائص كثيرة، ومن هذه الخصائص أنه أوتي جوامع الكلم، وفي يومنا هذا نبقى مع حديث عظيم من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات، فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله تعالى في السر والعلانية، وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السَبَرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام» ٠
رواه الطبراني في معجمه الأوسط - صحيح الترغيب والترهيب ٠
فيا رب اقض عنا ديننا و طهرنا من كل ذنب واغفر وارحم بفضل كرمك ٠٠
و أخيرا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين آمين
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
حديث الجمعة / ((( مع هم الدَّين ٠٠ !! )))

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق