السبت, 27 نوفمبر 2021 04:59 مساءً 0 510 0
دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش "" - مصاروه :قصائد حرفوش انتصرت للوطن والإنسان، وللفقراء والمظلومين
دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش
دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش
دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش
دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش
دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش

دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش ""

- مصاروه :قصائد حرفوش انتصرت للوطن والإنسان، وللفقراء والمظلومين

كتب -محمود سليمان
اثارت قصائد الساعر حسين حرفوش فى دواوينة الاربع الشهية النقدية لعدد من النقاد المغنين بالنقد الشعرى وفى مقدمتهم الدكتورة ايمان مصاروه بنت مدينة الناصره الفلسطينية .وجاء التناول النقدى لمصادره على النحو التالى
مقدمه
أهدي كتابي دراسات في الأدب المعاصر( الصورة الفنية واللغة الشعرية، الشاعر حسين حرفوش "أنموذجًا ") إلى الشاعر وأسرته الكريمة وإلى محبيه وإلى مبدعينا في جمهورية مصر العربية، ولأنكم جزء من هذا الكون الذي لا ينسلخ عن واقعه، بل يخوض غماره بما أوتي من أدوات الإبداع الأدبي، أقول لكم مبارك عليكم ولكم مولد شاعر عربي انتصر للوطن والإنسان، للفقراء والمظلومين، ودمتم في حفظ المولى وطنًا وشعبًا.
إنَّ الأدبَ ينشأُ من بين الانفعالات والأحاسيس والمواقف التي يتعرض لها الشاعر أو القاص والروائي وكاتب المسرحية الخ من مبدعيين، علمًا أن الناقد ينتج عمله النقدي من خلال التفكير والذائقة والتأمل والتذوق للنص الأدبي، لذلك كان علينا لزامًا أن ننوه إلى أن أي عمل نقدي ينجز لا يقصد من خلاله المواجهة أو الخلاف وسوء الفهم بقدر إبراز جماليات النص والقراءة والتحليل وإبداء الرأي.
مواطن جماليه
ومن هنا جاءت قراءتي لشعر شاعر الانسانية والتفاؤل والإتزان حسين حرفوش لأتأمل في صوره التشبيهية والتجسيدية والتراكمية كمثل التي جاءت في قصيدته" إقترب .. كي تراني !!"
كفاصلةٍ..فوق سطرِ الغرامِ..يقولون عنّي..
وإني..أعانقُ طَيْفَ المَعَانِي
وإنّي أُدَاعِبُ حَرْفًا بحَرفْ
وإنّي جميلٌ..حنونٌ .. عطوفٌ .. شقيٌ.. تقيٌ..نقيٌ ..
وحادٌ كَسَيفْ (???? " مقاطع من زمن الحجاج"
حيث أبدع الشاعر بصوره الشعرية حين قال: "كفاصلةٍ..فوق سطرِ الغرامِ..يقولون عنّي"..وهنا قدم الخبر على المبتدأ على الخبر فهو يقصد أنهم يقولون عنه أنه كفاصلة وهنا الكاف أداة التشبيه فوق سطر الغرام، والسطر لا يغرم! إنما من يفعل ذلك هو الإنسان، ويتابع: "وإني أعانق طيف المعاني" وهل للمعاني طيف؟، ويعود ليصف نفسه أنه" وحادٌ كَسَيفْ"، وقلبيَ طائرُك المُسْتَهَامُ، فالقلب لا يطير فمن غيرالصحيح أن نظن أن الصور التشبيهية هي "أشكال زخرفية جيء بها لتحلية الكلام بل إنها جاءت لايضاح المعنى وبيان الفكرة وجلاء ما خفي منها وتقريب البعيد".
الصور الخيالية والابعاد النفسية
ويتحول الشاعر حسين حرفوش في صوره التشبيهية إلى ما يشبه صانعاً جديداً للغة، فهو يسمي الأشياء بغير أسمائها ويصفها بغير صفاتها أشياء اخرى، معبراً عن علاقات فكرية جديدة(11)، "أنا يا حبيبي أعيش اغترابًا .. أنينًا ..حنينًا ..كطفلٍ يتيمٍ"، وهنا برز تشبيه الشاعر من خلال "صوراً موحية تأخذ أبعاداً نفسية. وعلى هذا الأساس ينجح التشبيه الذي يعتمد على نظر خارجي مقترن بنظرداخلي وهذا هو واقع الصورة التشبيهية، إذ أن سموها ينعقد عند نقطة تمثلها داخلياً "(12).
التاثر بالطبيعة
ومما جعلَ صور الشاعر حرفوش لصيقة بمعاناته والتجربة الشعرية وعبر عن ذلك. في حوار وصور شعرية تراكمية أثارت الدهشة، فيقول:
وقلبيَ طائرُك المُسْتَهَامُ.. إليكَ يَطِيرُ .. عَلَيْكَ يَحُومُ..يُشِيرُ وما مَلّ زقزقةً يَشْتَهيك..
خريفًا...شتاءً...ربيعًا...وصَيفْ..
لك اللهُ دَوْمًا ..إذا كُنْتَ مِثْلي فدعني أراكَ
وخذْ تلك كفي تلامسُ وجهَ نبيٍ ... وكَفْ ..
أنا يا حبيبي أعيش اغترابًا .. أنينًا ..حنينًا ..كطفلٍ يتيمٍ
بلا صدرِ أمٍ.. ولارحمةٍ من عيونِ القريب،
ولارحمةٍ عندَ جارٍ ..و ضَيفْ
إنَّ الشاعر العربي حسين حرفوش قد اتخذ، التشبيه في تشكيل الكثير من صوره وهو في أغلب تشبيهاته لم يخرج عن الصف والذوق المصري والعربي، حيث استعمل أدوات التشبيه ورسم الصورة التشبيهية التي تقرب المعنى وتزيد التعبير جمالاً.
وظهر على تشبيهات الشاعر تأثره بالطبيعة بجميع عناصرها فكان لها الأثرالفاعل في نسج تشبيهاته إذ يأتي المشبه والمشبه به من هذه العناصركما في قوله: خريفًا...شتاءً...ربيعًا...وصَيفْ، أنا يا حبيبي أعيش اغترابًا .. أنينًا ..حنينًا ..كطفلٍ يتيمٍ، وكأنه يترجم وجوده بالغربة بهذه التحولات التي تشهدها فصول السنة وتنعكس عليه ويظهر أنينه وفرحه، وحزنه، وغربته، وابتعاده عمن يحب ويشتاق لرؤيتهم والاقتراب منهم.
عليلٌ بمثوايَ أرنو إلى المَوْكِبِ السّارِي حَوْلِي
ولاأستطيعُ المرورَ مع من يمرُ..
ولا أستطيعَ الوَقوفَ مع مَنْ يقفْ..
حبيبي..وهذي يدايَ إليكَ..
وخذ رأسِيَ الآن بينَ يدَيْكَ..
اقتربْ كَيْ تَرَانِي ..
فليسَ الّذِي يَحْتَوِينِي وجُرْحِي..
كمَنْ يَرْتَئي صُورتِي .. أو يَصِفْ..(14)
وهذه الحركات والألوان والصور الخيالية جعلت من الحياة أكثرإنسانية وتشمل المواد والظواهر والانفعالات الوجدانية.
ويلجأ الشاعر حسين حرفوش في بناء صوره إلى هذين الأسلوبين، إلاّ إنهما لايجيئان منعزلين عن الوسائل الأخرى التي تُسهم في بناء الصورة الشعرية بشكلها الأخير، حيث يقوم الشاعر بجهد كبير لبلوغ هذا التشكيل اللغوي المتشابك مع إطار البنية الموضوعية وحدوها(34). ويستمد صوره كما رأينا من مكونات الطبيعة والتي جعلها ذات علاقة مباشرة مقارنة بحالته النفسية معبرًا عن حزنه وسعادته بخلع صفات تشخيصية وتجسيدية لهذه المكونات وتبادل الأدوار بين الطبيعة والإنسان، وشكل مجموعة من عوالم الخيال حتى بدت أشخاصاً في لوحات استعارية إذ أسقط بعض الأفعال الإنسانية والمدركات المعنوية على الطبيعة ليسهل تقبلها واستيعابها وكما جاء ذلك في قصيدة "تَفَاءَل" وعلى نحو قوله:-
تَفَاءَلْ.. ولاتَخْذُلِ الأرضَ تَرنُو إليكَ .. بِوَعْدِ زَيْتُونِهَا وَ النّخِيلْ..
ولاتخذلِ الماءَ يَجْرِي إليكَ مِنْ سَلْسَبِيلْ ..
ولاتخذلِ اليوم فَيْضَ الجَدَاوِلْ..
تفاءلْ ..فرغمَ اللَيَالِي العِجَافِ..ورغم الجفاف..فتلك الرّوابي على الشوقِ تحيا
وترجُو مِنَ اللهِ وَعْدَ السّحابَةْ ..
وتحلمُ أنْ تَزْدَهِي بالسّنَابِلْ ..
تفاءَلْ ..
وكُنْ عَلَىَ ثِقَةٍ أنّ رَبّكَ ..
لايَخْذُلِ الكَفّ مُدّتْ إليهِ ..
ولايخُذُلِ القلبَ يرْجُوهُ فِي دَعْوَةٍ مُسْتجابَةْ..
تفاءلْ ..ودُمْ حيثُ أنتَ .. وكُنْ كَيْفَ شِئْتَ ..
ولَكِنْ عَلَىَ ذاتِ نَهْجِ الأوائِلْ..
تفاءلْ .. ويهمسُ هذا الثّرَىَ ..كُنْ وَفِيًا..نَقِيًا .. تَقِيًا ..عَزِيزًا.. أبِيًا ..
كَمَا كَانَ أجْدَادُكَ جِيلًا فَجِيلْ .
فَمُدّ الخُطَا نَحْوَ أعْلَى السَبيلْ.
فحدُ النّسُورِ هو المُسْتَحِيلْ.
وحدُ الرياحينِ نشرُ الشّذَى فوقَ رأسِ المُقاتِلْ ..
تفاءَلْ..
فبعدَ ظلامِ الليالي صَباحٌ .. ونورٌ ..
وزقزقةٌ للبلابلْ ..( مقاطع زمن الحجاج)(35)
تبادل الادوار
ومن الملاحظ أن استعمال الشاعر لكلمات لها علاقة بتبادل الأدوار في الطبيعة كان واضحًا ذلك في قصيدة تَفَاءَلْ..حيث جاءت الكلمات التي دلت على الجمال وعلى روح الشاعر المتفائلة : ويتضح ذلك من خلال:-
زقزقةٌ، البلابلْ، ظلامِ، الليالي، صَباحٌ، ونورٌ، الرياحينِ، شّذَى، النّسُورِ، السَبيلْ، الثّرَىَ ، اللّيْلِ، السّنَابِلْ، الليالي، الروابي، الجفاف، السَّحابَهْ، الجَدَاوِلْ، الأرضَ، الماءَ، سلْسبيلْ، زَيْتُونِهَا، النّخِيلْ.
وهي أفعال من الطبيعة والحياة القائمة عليها، استعان بها الشاعر وهو على يقين من أهمية حركتها من أجل إستمرار الحياة، وهذا يدل على انفعال الشاعر مع هذه الأوصاف التي نمت عن أسلوب خبري استعان به حسين حرفوش ليمزج رؤيته بإحساسه وقام بنقل الواقع من رؤيته وأفكاره التي تعبر عن طبيعة الإحساس من خلال عظمة الخيال.
عمق المشاعر
والشاعر هنا لايصور الواقع، وإنما يصور الفكرة الكامنة في أعماق مشاعره كما يراها، وكما يحسها بعواطفه، وحينما ينظر إلى أجزاء من الواقع والطبيعة المحيطة به، ويمزج نظرته بفكره وعاطفته وبذلك تتكون الصورة الفنية في خياله من واقعه وأفكاره وتصوراته الممزجة بعاطفته ومشاعره)(36).
(تفاءل) قصيدة تجلب الارتياح للذات، حتَّى تلكَ المشحونة بالصعاب، والتفاؤل هو نظير التشاؤم فلسفيا وهو ميل للجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال ونظرة إيجابية نحو الذات والمحيط. مجرَّد قراءة هذا النَّص الشعري يمنح القارئ طاقة إيجابية تمنحه نزعة للوجه الجميل القادم وللأمل بالله الذي يجعل الروح تنزع للأفضل، في النَّص صور شعرية نابضة بالحياة تلغي سوداوية الواقع.
تفاءلْ ..
فبعدَ ظلامِ الليالي صَباحٌ .. ونورٌ .. وزقزقةٌ للبلابلْ ..
تفاءلْ ..
فشمسُكَ ما غابتِ اليومَ إلّا لتأتي بصُبْحٍ سعيدْ
تفاءلْ ..ومافاتَ يومُكَ إلا وأعطاكَ وعْدًا بيومٍ جديدْ..
تفاءلْ ..فما ماتَ ميْتٌ..إلاّ على صَوْتِ نَعْيِهِ يَأْتِي ابْتِسَامُ الوليدْ..
تفاءلْ ..فما جفّ غصنٌ.. إلا ومن تحتِ أوراقهِ الذّابِلاتِ ستَزْهُو المَشَاتِلْ ..(37)
التفاؤل
لقد استخدم الشاعر الفعل تفاءل بصيغة الأمر، التي لها، وإنما فعل الأمر هنا خرج ليدل على أغراض أدبية بلاغية نجح الشاعر بعكس حالته النفسية من خلال أسلوبه الذي تميز بالنصح والإرشاد والإخبار والتمني، وهذا كان له وقع كبير على النفس وكأنها تضع القارئ في دائرة الفرض والطلب من قبل الشاعر وهو المخاطب" على وجه الاستعلاء والإلزام" (38)، لكن ما برز في قصيدة حرفوش تفاءل أنه قصد من أمره الجانب البلاغي خاصة، " أن تفاءل تدل على معاني بلاغية نهتدي إليها بذائقتنا وبسياق الكلام وقرائن الأحوال" (39 )، فالتفاؤل لا يحتمل صيغة أخرى تجلب الخيارات، كما أنَّ فعل الأمر الموجَّه يجعل القارئ شريكًا حتميًا فيه.
بعد الظلام صباح ونور وزقزقة بلابل، والظلام هنا لا يعني بالضرورة الليل الذي يعقب النهار، بل استعاره ليدخل به إلى أعماق النفس فقد يكون خوف أو ظلم أو عجز أو قنوط.. الخ.
ويتبع هذه الجزئية بحديثهِ عن الشمس التي تغيب لتشرق من جديد، مؤكدًا بذلك على فكرة التعاقب الكوني الذي ينعكس على النفس البشرية وما تمرُّ فيهِ من أزماتٍ وأحوال. ويكمل الفكرة متخذًا الأيام فلسفة، فالأيام دول مرَّة لنا ومرَّة علينا، واليوم الذي فات سيتبعهُ يوم جديد وأراد الشاعر من هذا الوصف البسيط أن يوصل لنا أننا نعقِّد حياتنا بالنظر لليوم الفائت والعيش فيه وبسبب ذلك نظلُّ في دائرة الأمس التي قد تكون مؤذية بشكل أو بآخر، لذا علينا أن ننظر لليوم الذي سيأتي ونتفاءل بالأجمل.
ثمَّ يتَّسِع الشاعر في الصورة بعد أن تناول الليل والنهار بالشمس الغائبة وبحضورها،باليوم الفائت والذي يليه، يتِّسع ليتّخذ الموت والولادة أداة نفسيَّة للتفاؤل، وهذا التدرَّج له أثر نفسي، فهو بذلك يهيئ القارئ ليلامس معه أوجاعه.
فلسفه معقدة
وأما فلسفة الموت والولادة (فما ماتَ ميْتٌ.. إلاّ على صَوْتِ نَعْيِهِ يَأْتِي ابْتِسَامُ الوليدْ) هذه الفلسفة بالغة التعقيد والبساطة في آن واحد، وبرزت الجمالية في النَّص الشعري عندما صوَّر الشاعر ابتسامة الوليد التي ترافق صوت نعي الفقيد، في دلالة على استمرارية الحياة، برغم كلِّ شيء حتَّى الموت نفسه.
ويتابع الشاعر حسين حرفوش دعوته للتفاؤل بالحديث عن الأوراق الذابلة المتساقطة من الأغصان الجافَّة ويأتي ذلك تتمة لصورة الموت والولادة، ويمثِّل دعوة للتفكِّر في صورة رسمتها الطبيعة وهي تساقط الأوراق على الأرض والتي تتحوَّل بدورها لسماد يغني الأرض ويساعد عن نمو نباتات جديدة، أعاد رسم صورة الطبيعة هذه بصورة شعريَّة توحي بأنَّ الجفاف والتَّساقط لا يعني النهاية ولا يعني الوصول للمنطقة اليباب، بل قد يكون سببًا في ثورة اللون الأخضر وبزوغه من الأرض على هيئة مشاتل، تصلح كل الشتلات الموجودة فيها للحياة.
تَفَاءَلْ..ولاتَخْذُلِ الأرضَ تَرنُو إليكَ .. بِوَعْدِ زَيْتُونِهَا وَ النّخِيلْ..
ولاتخذلِ الماءَ يَجْرِي إليكَ مِنْ سَلْسَبِيلْ ..
ولاتخذلِ اليوم فَيْضَ الجَدَاوِلْ..(40)
يكرِّر الشاعر دعوته للتفاؤل ويقرنها بطلب "لا تخذل" لام الناهية هنا جاء استخدامها للتأكيد على عدم الاستسلام وأن لا شيء يأتي دون مقابل، فصوَّر الأرض ترنو لكلِّ من لا يخذلها ترنو إليه بالعطاء ورمز له بالزيتون والنخيل.
كما الماء فسيجري لكلِّ من لا يخذله ويكون سلسبيلا أي عذبًا سهلا في انسيابه، كما سلسبيل الجنَّة. والجداول حين تفيض، ستفيض حبًا فلا مجال لخذلان هذا الفيضِ.
كلَّ هذا يأتي من باب التحفيز للسعي، واتِّساع النظرة الإيجابية دون الاكتفاء بها فقط بل يجب أن تقرن بالفعل.
تفاءَلْ ..
وكُنْ عَلَىَ ثِقَةٍ أنّ رَبّكَ ..
لايَخْذُلِ الكَفّ مُدّتْ إليهِ ..
ولايخُذُلِ القلبَ يرْجُوهُ فِي دَعْوَةٍ مُسْتجابَةْ..
تفاءلْ..
وكُنْ عَلَىَ ثِقَةٍ أنّ رَبّكَ لايَخْذُلِ الشّفَتَيْنِ
تَبُوحَانِ في سَجْدَةِ اللّيْلِ بالشّكْرِ ..بالصّبرِ
حَالَ القَضَاءِ مِنْ اللهِ نَازِلْ ..
يربط الشاعر هنا دعوته للتفاؤل بالثقة بالله، فمن وثق بالله لن يخذله، وذكر الكفَّ التي تمتدُّ لله عز وجلَّ، والقلب الذي يرجوه، والشفاه التي تتحرَّك داعية بالصبر وشاكرة ، والروح المؤمنة بالقضاء والقدر خيره وشرِّه.
كلَّ ذلك ذكره في تصوير شعري جميل ليؤكد أن القلب العامر بالإيمان بالله والذي يجسَّد الأفعال الدينية بهذا الإيمان لن يُخذَل، في إشارة منه لرحمة الله الواسعة، التي دلَّ عليها في قصيدته، وبأنَّه مجيب دعوة الأرض العطشى والليالي الماحلة التي ترجوه ، فالماء هنا دلالة على الحياة.
اسلوب الامر البلاغى
يداوم الشاعر حرفوش على ترديد فعل الأمر البلاغي "تفاءل" ويقرنه بفعلي "دُمْ وكُنْ" واستخدامه للفعل الأول "دُمْ" يقصد من ورائه طلب التمسِّك بالهوية والأرض، أمَّا "كُنْ" طلب بعدم التأثِّر بالعوامل النفسية التي قد تنعكس سلبًا على مكوِّن الإنسان الطبيعي، بل عليه أن يكون هوَ كما يريد لتنمو شخصيته بمعزل عن أيِّ تأثير ولكن يقرن ذلك أيضًا بالتمسِّك بنهج الأوائل في إشارة منه للحفاظ على العادات والتقاليد الإيجابية التي تحمي الفرد من الانجراف وراء ما لا يناسب بيئته.
فالثرى هو صلتنا بالأرض، والثرى مبدأ يحفِّزنا في اللاشعور لنكون أوفياء وأنقياء وأعزاء وأباة، منحه الشاعر صفة النطق وكأنَّه كائن حي قادر على الهمسِ في دواخلنا.
فبعدَ ظلامِ الليالي صَباحٌ .. ونورٌ ..وزقزقةٌ للبلابلْ ..
تعزيز دور القيم
وبعد أن شدَّد الشاعر على أهمية عدم الانسلاخ عن القيم والمبادئ، يكرِّر ما بدأ به قصيدته، ليختمها بإيجابية مطلقة، وليعزِّز أثرها فينا. مما يجعلنا نقولها بحق إنه شاعر التفاؤل .
إيمان مصاروة ــ الناصرة ــ فلسطين
سيرة ذاتية للشاعر
حسين محمد سليمان حرفوش .. شاعر وكاتب مصري ـ ولد في محافظة البحيرة / مركز كوم حمادة / قرية بريم ـ
خريج جامعة الاسكندرية ـ كلية التربية ـ قسم اللغة العربية جيد جدا مع مرتبة الشرف ..مع دبلومة الدراسات عليا في التربية ..
يعمل في مجال التدقيق اللغوي وفي المجال التربوي .. عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .وعضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب.
وكان مشرفا على الصفحة الأدبية في جريدة ثورة اللواء العربي الصادرة في القاهرة بعد الثورة ..
ذكرته "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب" الصادرة مؤخرًا، والتي أعدتها الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة وصدرت في الإمارات والمغرب ،والتي بلغ عدد الشعراء المصريين المدرجين في الطبعة الأخيرة منها ، 174 شاعرا وشاعرة، من مجموع 2000 شاعر وشاعرة على امتداد الرقعة العربية من الذين عاشوا خلال الخمسين عاما بين 1956 و2006.
مؤلفاته:
صدر له أربعة دواوين شعرية بعنوان ( الخائفون )عن دار سندباد للنشر بالقاهرة |(|زهرة غاردينيا ) في طبعتين عن دار الجندي ، وعن دار رؤية ، ثم (مقاطع من زمن الحجاج ) عن دار رؤية .. و ( حلم فتى أسمر ) عن دار الجندي ثم مجموعة نثرية بعنوان ( الثعلب فات .. فات)
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
دكتورة ايمان مصاروه تصدر مؤلفا نقديا عن الصورة الفنية واللغة الشعرية، للشاعر حسين حرفوش "" - مصاروه :قصائد حرفوش انتصرت للوطن والإنسان، وللفقراء والمظلومين

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق