المفكر السعودى اللواء أنور عشقى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتجية
آن للعرب ان يفكروا بشكل استراتيجى لتحقيق اهدافهم وخدمه قضاياهم
اجرت الحوار بجده - ايمان بدوى واعده للنشر -محمود سليمان
- يمكن تحويل الصراع العربى الاسرائيلى من صراع مسلح إلى صراع ثقافى
- تطور المملكة مر بثلاث مراحل وكل ملك واكب عصره وبن سلمان يفكر بشكل استراتيجى
-
- حل الدولتين سيكون الخيار المطروح بقوه وستقبل به إسرائيل وأمريكا
- أمريكا وسرائيل تسعيان لإتمام صفقة القرن للسيطرة على حقول الغاز على سواحل غزه
-
- المرحلة القادمة ستشهد تغيير النظام فىً ايران وبتر اذرعها فى المنطقة العربية
-
- خططت 18 عاما لاختراق حكومة الظل الخفيه بامريكا وعرضت رؤية العرب والمسلمين .
-
- نشأتى الفكرية تأثرت بديل هارت وسيتروكوف ووالدى هو معلمى الاول
- الصحف الأمريكية والاوربية تناولت محاضرتى بجامعة كاليفورنيا فى 192 مقال
-
- - زرت فلسطين بدعوه من ابومازن واشترطت لزيارة إسرائيل الإفراج عن البرغوثي ومن معه
- الصين هى القوه العظمى القادمة إذا نجحت فى القضاء على الفساد والتلوث والدكتاتوريه
-
- مصر ستجهض صفقة القرن وستكون من الدول الكبرى بعد عشر سنوات من الان .
السلطة غايه الاخوان ومأربهم ولهم تحالفات خفية داخليا وخارجيا
يبقى تقدم الامم رهينا بمكانه علمائها وباحثيها .فهم المتجردون من المصالح والمكاسب الباحثين عن الاسباب التى تقود لنتائج تخدم الامم والإنسانية وتحقق التوازن العلمى والاجتماعى والسياسى .وتؤكد حوادث الدهر وشواهد التاريخ .ان كل الامم التى تقدمت وسادت كان لديها سند وظهير قوى من العلماء الذين ساندوا ودعموا خطط التنمية وحركات التحررر ،ذلك بما امتلكوا من قدرة على البحث والفهم العميق الناتج عن اطلاع وعمق معرفى . قادر على استحضار تجارب الماضى واستقراء المستقبل وفق نظريات علمية مجربة ، وفى سعينا للتعرف على احداث الواقع ومآلاته المستقبلية ومصير القوى الحالية التقينا المفكر السعودى الدكتور اللواء أنور عشقى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتجية بجده وأبحرنا معه فى الكثير من تفاصيل الاحداث والقضايا الحالية والمفاهيم الملتبسة .ودور عدد من الدول والمنظمات والجماعات .والتوحهات والاتحاهات السياسية والفكرية لديها وكيف بامكان العرب تحقيق العديد من المكاسب . كيف يفكرون ويخططون وما العقبات التى تعترضهم . وكيف يمكن للفكر ان يهزم السلاح عندما تتحول الصراعات من صراعات مسلحة إلى صراعات ثقافيه وحضاريه وباى أسلوب يمكننا مخاطبة الاخر ، وما التجارب العربية التى يمكن القياس عليها فى زمن أصبحت تحكمه القنابل والصواريخ والأسهم والسندات والمصالح والمكتسبات سألناه فاجاب عن تلك القضايا بعمق وبصيره واسترسلنا معه فى كثير من التفاصيل حتى تلك التى تخص فكره ونشأته وحياته فكان ذلك فى سياق حوارنا التالى .
* ليس لنا ان نبدأحوار مع عالم ومفكر خبير بامور السياسة دون ان نسأله عن رؤيته للصراع الملتهب حاليا فى فلسطين وهل حماس تنتمى للفكر الاخوانى ام الشيعى ؟
لدى تحليلين للمشهد الحالى احدهما لا يقال ولا ينشر والآخر متمثل ان الوضع فى فلسطين ينقسم لمدرستين مدرسة ابو مازن ،وهدفها اقامة دوله فلسطينية وعندما تقام الدولة الفسطينية يتحول الصراع من صراع مسلح إلى صراع ثقافى وحضاري .والفلسطينين بنا يمتلكون من خلفيه حضارية لديهم فرص افضل ليصبحو افضل من الاسرائيلين .
اما مدرسة حماس فتتبنى نهج ما أخذ بالقوه لا يسترد إلا بالقوه وهى نظرية غير صائبة لان الحكمة العربية تقول من الحماقه ان تكسر عصاك على راس عدوك مادمت انت اعمى لا تبصر . ولا اعتقد ان حماس اخوانيه ولا شيعيه هم فقط يرغبون فى الاستفادة من الطرفين
* وبرأيك من يمد حماس بالسلاح ولماذا الحديث عن غزه وليس فلسطين ومن المستفيد من هذه الاحداث ؟
بالطبع ايران هى التى تمد حماس بالسلاح ولديها من ذلك مأرب اخرى واهداف استراتيجية .وقد سئلت ذات مره أثناء زيارتى لايران لماذا لا تمدون الفلسطينين بالسلاح فأجبته اننا نمدهم بالمال ليعيشوا وانتم تمدونهم بالسلاح ليقتلوا . وأما تسليط الأضواء على غزه فلكونها بؤرة الاحداث اما المستفيد من الاحداث من وجهة نظرى قد يكون العالم العربى لانها قد تدفع إسرائيل للعودة للمفاوضات وقد تكون المبادرة العربية وحل الدولتين حاضرة بقوه خلال الفترة المقبله .حتى وان رفض المتطرفين الاسرائيلين حل الدولتين كعادتهم لكن الاحداث الحالية قد تجبرهم على القبول بها . لانه قبل خمس سنوات أطلقت إسرائيل استفتاء على حل الدولتين ووافق عليه 75% من الاسرائيلين.
.
* ومن سيكون عراب هذا الاتفاق من وجهة نظرك ؟
الاتفاق سيكون من خلال أمريكا بالطبع التى ستتوسط بين إسرائيل وفلسطين وقد تنضم مصر والأردن فى وقت لاحق
امًا ايران فلن تكون طرفا ولن تتدخل لانها بعد هذه الحرب ستكون أضعف ما يكون وقد يتغير النظام فيها .
* وماذا عن القوات الأمريكية والاوربية المرابطة فى شرق المتوسط والتى جاءت بعد يومين من اندلاع حرب غزه ؟
*
القوات المرابطة فى المتوسط ستغادر بعد التوصل لاتفاق لانها جاءت لأغراض معينه ولن تتحول الحرب لمنطقة اخرى كما يتوقع البعض إلا إذا تدخلت ايران بشكل مباشر وأعتقد انها لن تتدخل واذا تدخلت فسيكون من خلال اذرعها فهى دائما تضحى بالعرب وبتغيير النظام فى إيرآن سيتم بتر اذرعها بالمنطقة
تحالفات خفيه
* هل ترى أن تغيير النظام فى إيران سيكون نهاية جماعة الاخوان ؟
القضاء على ايران يضعف الاخوان بالطبع .فالباحث والمتابع لتاريخ الإخوان يجد أن امريكا أبان فتره الشيوعية أقامت تحالفا مع الإخوان لمواجهة مد الفكر الشيوعى. وأسسوا لهم منظمة لهذا الغرض وهذه المنظمه هى من دعمت إيران التى أوهمت أمريكا بدورها أن وجود الإخوان فى سدة حكم الدول العربية امر من شأنه ان يخلق حاله من الاستقرار فى الشرق الأوسط .وبدورها رعت امريكا الثورات فى الوطن العربى فيما أطلقت عليه امريكا الفوضى الخلاقه وأسميناه الربيع العربى لكن وجود تحالف خفى بين الإخوان والقاعدة انكشف بوضوح خلال الثورات العربية وخاصة فى مصر فبدأت أمريكا بالتخلى عن الإخوان .رغم محاولاتهم استمالة الأمريكان بوعود بنقل اهل قطاع غزه إلى سيناء وهو ما تريده وترغب به إسرائيل لكن القيادة المصرية افشلت ذلك وتصدى الرئيس السيسى بحزم لما عرف بصفقة القرن .وتزامن ذلك مع رفض اهل غزة ترك وطنهم .
* إذن متى يمكن أن ينتهى مشروع الاخوان ؟
*
ينتهى مشروع الاخوان عندما ينكشفوا فى العالم فقد انكشفوا فى مصر وبعض الدول العربية لكن مازالت القوى الخفية تدعمهم هذه القوى متمثلة فى الماسونية العالمية ومن المعلوم ان الصهيونية هى رأس الحربة للماسونية العالمية .
هيمنة المارد الأصفر
* فهل ستبقى قواعد اللعبة العالمية فى يد امريكا والماسونية العالمية ؟
*
المعنين بالسياسة و الاقتصاد العالمى يؤكدون ان الصين قادمة بقوه فقد سئل الدكتور زويل رحمه الله عن رؤيته لمستقبل أمريكا والصين خلال 50 عاما القادمة قال لقد زرت الصين مرتين بينهما خمس سنوات فوجدت تقدما مزهلا خلال هذه الفترة الفتره اما مريكا فلديها الكثير من العثرات والثبات وانهماكها فى ان تكون الدولى الاولى المهيمنة والمسيطرة ولكن الدلائل تشير إلى ان الصين قد تسحب شارة القيادة منها وان كان لدى الصين بعض المشاكل والعقبات مثل الفساد والتلوث البيئى والدكتاتوريه ووجود بعض القوميات المضطهده .
عصر الغاز
* وما سر تمسك أمريكاواسرائيل بإتمام صفقة القرن من وجهة نظرك ؟
*
القرن الحالى وربما المقبل يعتبر عصر الغاز والأبحاث الجديده تفيد بان هناك حبلى غاز عملاقة بالقرب من سواحل غزة بها 30 بليون متر مكعب وهناك رغبة عالمية فى السيطرة على هذه الحقول واسرائيل حينما تهجر سكان القطاع او تحتله ستكون المسيرة على ساحل غزه
* وماذا عن تعريف السياسة من وجهة نظرك ؟
*
افضل من عرف السياسة هو معاوية ابن أبى سفيان فقد سؤل ما الفرق بينك وبين علي ابن أبى طالب قال على يخوض فى الحق ليصل إلى الحق .اما أنا فاخوض فى كثير من الباطل لأصل الحق فالغاية تبرر الوسيلة .
الصراع العقائدى
*وما رأيك فى الصراع الدائر بين السنة والشيعه .
اذكر أننى حاضرت فى احدى المحاضرات بأحد الجامعات الهولندية بحضور تمثيل سياسى ودبلوماسي وثقافى كبير وأول من تحدث كان مستشار الرئيس الامريكى اوباما .الذى تحدث عن جذور الصراع فى العالم وتحدثت عن جذور الصراع فى الخليج . بوجهة نظر سنيه وتحدث آخر عن وجهة النظر الشيعية .واردت قطع الطريق عليه فأعلنت رغبتى فى عدم الحديث واخبرتهم انهم وضعوا صورة عبارة عن حبل مشدود ومنقطع فأخبرتهم بان لدينا رغبة ان يكون الحبل بمثابة جسر للتلاقى والحوار مع الشيعة .
فقد ولدت فى المدينة وانتسب للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وكان لدينا جيران شيعه وحتى عمر خمس سنوات لم افرق بين من أسرتى السنة ام الشيعه إلى ان جاء الخميني وتمكن من التفرقه بين السنة والشيعه .
وابلغت الحضور فى كلمتى أننى سنى سلفى لكنى لا اتبع ابن عبد الوهاب او ابن تيمية فأنا اتبع النبى محمد صلى الله عليه وسلم ومن يتبعه منهم فأنا معه .ومن يختلف معه فأنا ضده
وثانيا أننى على مذهب سيدنا الإمام على رضى الله عنه ولست مع غيره فقد أوصاني والدى ان اشرب من رأس النبع لان المصبات ملوثة وهى حكمة أضعها فى حساباتى دائما .
واختتمت كلماتى بالتأكيد على ان الاسلام به ثلاث قواعد رئيسية أولها أنه لا اله فى الكون إلا اله واحد وثانيا أنه لا واسطة بين العبد وربه وثالثا ان الأسلام يؤمن ويعترف بكل الرسل .
فبادرني احد الحضور قائلا بأنكم فى المملكة تفرقون بين سكان المنطقة الشرقيه والمناطق الاخرى فأبلغته بان اهم المصانع وأكثرها فى المنطقة الشرقيه وكذا عدد الجامعات والمدارس وجوده الطرق ذات كثافة وجوده اعلى من مثيلتها فى المنطقة الغربية فقاطعنى قائلا لكنكم لا تسمحون لهم ببناء حسينيات فطالبته بان يثبت لى ان الإمام على رضى الله عنه بنى حسينية واحدة وان ثبت ذلك فساسعى لدى القيادة السعودية لبناء حسينيات للشيعة .
تطور المملكة
* وماذا عن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وهل تتم بناء على تفكير استراتيجى بعد مراحل نموها وتطورها السابق ؟
*
المملكة مرت بثلاث مراحل
المرحله الاولى مرحلة التاسيس منذ بدايه حكم الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل والملك خالد وفيها تم تعزيز الانتماء للقائد اما المرحلة الثانية فكان الانتماء فيها للنظام وبدات مع حكم الملك خالد وعلى نهجه سار الملك عبدالله . ثم جاءت المرحلة الثالثه او ما عرفت بمرحلة العالمية مع بداية حكم الملك سلمان الذى نقلنا من الإقليمية إلى العالمية . وتزامن ذلك مع وجود الأمير محمد بن سلمان الذى يمتلك فكرا استراتيجيا . فى السابق كنا نخطط بشكل اقتصادى وتنموي والان نفكر بشكل استراتيجى .وما دمنا نخطط استراتيجيا سنصل لإهدافنا فهناك دول تتقدم لانها تخطط استراتيجيا وأخرى تتراجع لتخليها عن هذا المبدأ ولدينا فى المملكة نظام حكم يجمع بين قوة وارادة الشباب وحكمة الشيوخ
النشأة والتكوين
* عطفا على حياتك الاسرية كيف تنظر إلى نشأتك وما دور الاستراتيجية الفكريه فيها ؟
*
احمد الله وأعتبر نفسى من السعداء فقد وهبنا الله والدين صالحين وبيئة طيبة عشت فيها لم تتوفر لكثير من الناس فقد ولدت بمنطقة المحمودية بالمدينة المنورة ،ثم بعد ذلك التحقت بالمدرسة وكان والدى مدير مدرسة وممن يلقبونهم بأساتذة الجيل ومع بداية التحاقي بالتعليم نشأ لدى لا شعوريا ما يعرف بالتفكير الاستراتيجى ،وذلك عندما سألنا المعلم عن أمنية كل منا عندما يكبر ماذا يريد أن يكون فاجاب الطلاب عن امانيهم واختارت أنا ماذا اختار وحملت السؤال لوالدى الذى قص لى بدوره حكاية عن عبدين سباهان فى سوق العبيد سال احدهما الاخر لمن تحب ان تباع قال احب ان أباع لصاحب محل شواء فاشوى واكل حتى املا بطنى اما الاخر فقال احب ان أباع للوالى لاتعلم منه الحكمه وأصبح واليا وبعد عدة سنوات مر ركب الوالى فى السوق ووجد محل شواء فنادى على صاحبة وقال له هل تعرفنى قال نعم انت الوالى كافور الإخشيد فقال له أنا ذلك العبد ألذى كنت مربوط معك يوما ما . ومن هنا تعلمت أن التفكير الاستراتيجى يكمن فى تحديد الأهداف وتوظيف الإمكانيات للوصول اليها .
* وهل اسفر التفكير الاستراتيجى لديك عن تحقيق أهدافك ؟
*
نعم فقد كنت أسير أنا واخى فى الطريق للمدرسة ورايت طابعا ومعه عدد من الجنود يسيرون فى الطريق بمصاحبة الموسيقى العسكرية فقلت لاخى إن سرت يوما ضابطا كهذا الضابط ساشترى لك قلم وبعد عشر سنوات كنت ضابطا استعرض حرس الشرف امام رئيس تركيا .
* ومتى بدأشغفك بالسياسة ورؤيتها من منظور استراتيجى
*
عندما عدت للمدينه قررت ان ادرس بالجامعه وقدمت بجامعه بيروت العربية وقبل سفرى كنت اقرا جريده الأهرام المصرية بالصفحة الاخيره مقال بصراحة لمحمد حسنين هيكل كتب فيه ان موشى ديان ارسل لديل هارت ابو الاستراتيجية فى العالم يقول له ان السبب فى انتصارنا على العرب فى 67 اننا قرأنا كتبك وفهمناها وان العرب لم يقرؤها ومن قرأها منهم لم يفهمها وعند وصولى بيروت سالت بمكتبه فيصل عن كتب لديل هارت قالو لدينا كتابان .هما الاستراتيجيه وتاريخها فى العالم والكتاب الثانى الاختيار الصعب ،قراتها بفهم وتمعن وفى العام التالى اشتريت كتاب فن الحرب للروسى سيتروكوف واعجبنى تفكيره كثيرا .فقد كان لواء ركن دكتور وقررت ان اصبح مثله حتى أصبحت لواء ركن دكتور .وحصلت على الدكتوراه فى الدستور الامريكى من جامعة كاليفورنيا .
* إلا ترى ان تفرعك فى عدة مجالات يمكن ان يشتت انتباهك ويشغلك عن التفكير الاستراتيجى ؟
*
على العكس تماما فكل منهم أضاف لى الكثير بعد ان اصبح لدى ثلاث تخصصات العسكرية والاستراتيجية والقانون .فالعسكرية علمتنى الانضباط والاستراتيجية علمتنى تحديد الأهداف وتوظيف الإمكانات للوصول اليها والقانون علمنى البحث عن قواعد الأشياء .
* وكيف ترجمت هذه المعرفة لصالح وطنك ؟
عندما ابتعثت لأمريكا عيننى الأمير سلطان مستشارا للأمير بندر سفيرنا فى امريكا انذاك قضيت هناك ثلاث سنوات ثم عدت وعملت مستشارا باللجنه الخاصه بمجلس الوزراء .
* هذا على صعيد الوظيفة الرسمية فماذا عن تفكيرك ومؤلفاتك وعطاء فى المجالات الثلاث ؟
*
أثناء عملى فى امريكا كنت مولعا بتأسيس مركز دراسات استراتيجى .وبالفعل أسسته بعد إحالتى للتقاعد من مجلس الوزراء وكان هدفى أن يكون افضل مركز من نوعه فى العالم وكان هدفى أن يتفوق على مركز جافى الاسرائيلى . وبعد سبع سنوات تم إغلاق مركز جافى وبقى مركزنا الوحيد الان
اختراق
* وكيف تعمقت داخل الفكر السياسى العالمى بتوجهاتك ومعتقداته وأسراره الخفية ؟
*
لا حظت أثناء عملى فى امريكا أن من يسير الأمور هناك هى حكومة الظل الخفية وقررت ان اخترق هذه الحكومه الخفية وجلست ثمانية عشر عاما أفكر واخطط لاختراقها ورايت انه ليس بالامكان اختراقها إلا من خلال حصان طرواده والمتمثل فى الايباك المنظمة الأمريكية اليهوديه .وتزامن ذلك مع عقدهم ندوه عن السلام وبمساعده بعض الأصدقاء من دول عربيه رحبوا بمشاركتى .واستخدمت استراتيجيه التفكير بان بادرتهم بالحديث عن مصلحتهم هم لان حديث الانسان عن مصلحته يستفز الاخر . وفى كلمتى أكدت لهم ان طرفى الحرب دائما يخسرون وطالبى السلام دائما يربحون ولم يثبت فى تاريخ العرب المسلمين انهم قتلوا يهوديا لانه يهودى لكن غيرنا احرق ملايين فقط لانهم يهود . وان نبينا محمد أوصانا بصيام يوم عاشوراء وهو يوم نجا الله فيه أجدادكم . وان اللغة العبرية لم تزدهر إلا فى العصور الاسلاميه . واخبرتهم ان الثقافه الإسلامية العربية لم يؤسّسها المسلمين وحدهم وإنما شارك فيها مسيحيون ويهود وأمازيغ واكراد . وسالوني بدورهم ماذا تريدون قلت توافقون على السلام ابدوا موافقه وكذلك الموافقه على المبادرة العربية .احابوا بالموافقه ، وفى 2015 سالتهم الحكومة الخفيه فى امريكا عن افضل عربى يتحدث عن كيفية تحقيق السلام فى الشرق الأوسط وكان الجواب انور عشقى وبالفعل ذهبت والقيت محاضره هناك تعرضت فيها لأسباب الصراع فى الشرق الأوسط وكيف تطورت المملكة العربية السعودية . وأبلغتهم ان هناك سبعة أمور إن فعلوها تحقق السلام فى الشرق الأوسط . أولها حل القضية الفلسطينية وتغيير النظام فى إيران ووقف الخرب فى اليمن وإدخالها مجلس التعاون العربى .ورابعا دعم اتحاد دول مجلس التعاون وخامسا إنشاء نيتو عربى برعايه أمريكية ،وإقامة اتحاد فيدرالي لدول القرن الافريقى وإنشاء ما يعرف بكردستان الكبرى بحيث تأخذ الثلث من إيران حتى لا تفكر فى استعادة المجد الفارسى والثلث من تركيا حتى لا تفكر فى استعادة الإمبراطورية العثمانية والثلث من العراق حتى لا تفكر فى غزو دول مجلس التعاون .وقد احدثت هذه المحاضره صدى كبير جدا فى الإعلام الامريكى وكان الحديث فيها عن انور عشقى وقد جمعت ما كتب فى امريكا فبلغ عددها 91 مقال قام مكتبىً يجمعها وحفظها وبلغ عدد ما كتب عنى بالصحف الاوربية 101مقال
* وبعد ما حققت استراتيجيتك فى الوصول لحكومة الظل الخفيه بامريكا الم يكن لديك أهداف استراتيجية اخرى ؟
*
بالطبع كان لدى هدف جديد وهو الفردوس الاعلى وكانت البداية ببناء بيت فى المدينة والذهاب له مره كل أسبوعين وتمكنت بفضل الله من بناء 21مسحد فى افريقيا واتممت 60 كتاب من بينها قصص الأنبياء واستراتيجية محمد صلى الله عليه وسلم فى ثلاث مجلدات .واستراتيحبة عنر بن الخطاب فى مجلد واحد وقدمتها من خلال حلقات على اليوتيوب .
مصر قادمه
وماذا عن تقييمك للدور المصرى والوضع الحالى فيها باعتبارها عصب العروبة وقلبها النابض ؟
لا شك ان مصر تتمتع بموقع جغرافي استراتيجى لا يتوافر لاى دولة اخرى فى العالم . والمتابع للشأن المصرى يجد انها تفكر استراتيجيا فخطة النهوض بمصر الذى ينتهحها الرئيس السيسى تعتمد على تقويه البنيه التحتيه وهو ما يفعله الان .واتوقع ان تكون مصر فى مكانه افضل اقليميا وعالميا خلال السنوات العشر القادمه بعد تؤتى خطط التنمية المبنيه على تفكير استراتيجى ثمارها .والحرب الحالية أظهرت حكمة القيادة المصرية .
* هناك اقاويل تقول انك ذهبت لاسرائيل فهل هذا صحيح وما سبب الزيارة ؟
*
قيل عنى الكثير والبعض منها اكاذيب فقد قيل عنى انى عملت مستشارا للأمن القومى السعودى وان كان ذلك يشرفنى لكنى كنت مستشارا باللجنه الخاصه بمجلس الوزراء .انا ذهابي لاسرائيل فعلى العكس لقد ذهبت لفلسطين بدعوة من الرئيس الفلسطينى . زرت بعض الجامعات والمراكز وذهبت للقدس وصليت اماما فى مسجد الصخره .وطلب منى احد الاسرائيلين زيارة إسرائيل فقلت له أوافق وأسلم على نتنياهو ايضا بشرط ان أعود بصحبة مروان البرغوثي ومن معه بالسجن .
* ما الفرق بين التطبيع والسلام من وجهة نظرك ؟
بالطبع هناك فارق بينهم فالسلام يعنى ان تضع ألحرب أوزارها ان كانت قائمه وإلا يحارب الطرفان بعضهم بعضا اما التطبيع فيكون فى شكل علاقات تجاريه وتعاون وتبادل اقتصادى ويكون الوضع طبيعيا فقد أقامت مصر سلاما مع إسرائيل لكن لا يوجد تطبيع حتى الان بينهم لان الشعب المصرى يرفض ذلك .
* علمنا انك دخلت مع المرشد العام للإخوان المسلمين فى نقاش فكرى ذات مره فما طبيعه النقاش وبما خرجتم منه ؟
نعم دعيت ذات مره إلى عشاء اقامه رئيس جامعه الملك عبدالعزيز بحضور محمد مهدى عاكف فى البدايه تحدث شخص محد كثيرا فيه ثم تحدث عاكف نفسه وفك كلمتى قلت له لقد شرفت بالاستماع اليك ولم اشرف بالانتماء للإخوان لانى لا احب ان اكون منتميا ،ولكن اقدر ما قام به الاخوان فى مواجهة المد الشيوعى .وطالبته بالرد على ست نقاط فعلها الاخوان وهى انكم سيستم الاسلام واجازتم الخروج على الدوله .وكفرتم الامه واستحللتم دماء المسلمين .وخالفتم فقه الأولويات .وبعد نقاش وشد وجذب طلب منى النصيحه فنصحته بترك السياسة والتفرغ للدعوه . وطلب ذلك من الاخوان الذين رفضوا ذلك فتقدم عاكف باستقالته . وبعدها التقيت ببديع الذى خلفه فى موسم الحج . وسالته عن هدفهم الاستراتيجى فاجاب بوضوح السلطة .
