إيطاليا تعرض سلسلة من الملفات الحاسمة في قمة الناتو في ليتوانيا من الإنفاق العسكري بنسبة 2% ، إلى مبادرات إنتاج الذخائر والابتكار الدفاعي وتحدي منطقة البحر المتوسط الموسعة...
وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ووزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو إلى فيلنيوس بلتوانيا وذلك لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تعقد على مدار يومين.
وقبيل ذلك توقفت ميلوني وكروسيتو في ريجا بلاتفيا حيث التقيا بالوحدة الإيطالية التابعة لمجموعة عمل البلطيق المشاركة في عملية حارس البلطيق وهي إحدى المبادرات ضمن حلف الناتو لتعزيز الدفاع والردع للجناح الشرقي من المحيط الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
والتقى كروسيتو، نظيرته اللاتفية، إينارا مورنيس. ويعد وجود الجيش الإيطالي في بحر البلطيق هو دليل على التعقيد والجهود التي تمر بها كل دولة من دول الناتو في مواجهة تحديات عبر المحيط الأطلسي في المستقبل القريب والتي ستكون في قلب قمة الناتو.
وتعرض إيطاليا في هذا السياق سلسلة من الملفات الحاسمة من الإنفاق العسكري لرفع هدف الإنفاق إلى 2%، بالإضافة إلى مبادرات إنتاج الذخائر والابتكار لأغراض الدفاع، حتى التحدي المتمثل في منطقة البحر المتوسط الموسعة، وهي منطقة ذات أهمية وطنية رئيسية على جميع الدول الحليفة معالجتها.
ومن بين المسائل التي سيتم مناقشتها في ليتوانيا تخصيص 2 % من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، وهو التزام تم التعهد به في قمة الناتو في ويلز عام 2014 وأكدته جميع الحكومات. فيما أولت الحكومة الإيطالية بقيادة ميلوني اهتماما بهذه المسألة وكرر كروسيتو عدة مرات أن الأمر ليس التزامًا سهلاً لاقتصاد البلاد.
كما قدم كروسيتو مقترحاً في بروكسل لفصل نفقات الدفاع عن قيود الميزانية والتي تم تعريفها على أنها الطريقة الوحيدة للاستثمار دون الحاجة إلى سحب الموارد بعيدًا عن التدخلات الاجتماعية.
ويمثل الالتزام بنسبة 2% بالنسبة للحلف الآن نقطة انطلاق حيث تضغط العديد من الدول لتجاوزه، وقد حذر كروسيتو من أن إيطاليا قد تصبح الدولة الحليفة الوحيدة التي لن تصل إليه، بينما "الدول الأخرى تتحدث بالفعل عن 3%".
ويأتي هذا فيما تعكف روما على زيادة نفقاتها تدريجياً بهدف الوصول إلى عتبة 2% (حوالي 40 مليار يورو) بحلول عام 2028 مع المشاركة في المهمات والعمليات والأنشطة الأخرى. والنفقات ستركز على أموال من وزارة الدفاع ولكنها ستشهد أيضًا مشاركة وزارة المشاريع وصنع في إيطاليا والاقتصاد، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
وإيطاليا من عشرين دولة من أصل ثلاثين لم تصل بعد إلى المستوى المتوقع في ويلز. والإنفاق الذي سيتم تخصيصه للدفاع يرتبط بجانب رئيسي في أعقاب التزام روما بإرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا وهو إنتاج الذخائر.
وكشف استهلاك الذخيرة في الحقول الأوكرانية أن الصناعة الغربية غير قادرة على الحفاظ على الإنتاج اللازم للتعامل مع صراع واسع النطاق.
وسيكون على حلف الناتو خلال قمة فيلنيوس التطرق إلى القرارات التي يجب تنفيذها لضمان تعزيز الإنتاجية مع التخطيط على المدى المتوسط والطويل، بالإضافة إلى الحاجة إلى دفع الابتكار التكنولوجي لحلول ومنصات الدفاع.
من جهتها، تلعب إيطاليا دورًا رائدًا في هذا المجال نظرًا لأنها تستضيف في تورينو أحد فروع مسرع الابتكار الدفاعي لشبكة شمال الأطلسي (ديانا) وهي الشبكة الموحدة لمراكز التجارب ومسرعات الابتكار مع مهمة دعم البداية المبكرة عبر تسهيل التعاون بين القطاع الخاص والجيش الذي أطلقه الحلف الأطلسي مع أجندة الناتو 2030.
بالإضافة لذلك، سيكون من الضروري لفت انتباه الحلفاء إلى مفهوم أن أمن البحر الأبيض المتوسط هو جزء أساسي من نظام الدفاع عبر الأطلسي.
وتشارك إيطاليا على خط المواجهة بالوسائل والجنود في جهاز الردع المعزز للحلفاء، فيما بات استقرار منطقة البحر المتوسط اليوم لا يهم بلدان جنوب أوروبا فحسب بل القارة بأكملها.
وعبر منطقة المتوسط، تمر الطاقة والمعلومات والمواد الخام والمنتجات شبه المصنعة والتي يجب أن تظل طرقها مفتوحة وآمنة، في ضوء الأزمات الاقتصادية والمناخية والاجتماعية التي تجتاح القارة الأفريقية وتنعكس تداعياتها على حلف الناتو في حال عدم التوصل لحلول لها.
ويأتي هذا أيضاً مع الوجود المتزايد لسفن وغواصات روسيا في حوض المتوسط، والتي انضمت إليها مؤخرًا مجموعة بحرية صينية تتكون من ثلاث سفن حديثة. فيما تلعب إيطاليا دورًا رائدًا لكن مع عدم تجاوز العمل المشترك أيضًا من جانب الحلفاء عبر الأطلسي.