الذي أخترع النافذة أكان سارقاً أم عاشقاً ؟
فهيم سيداروس
العشق، والسرقه كلاهما يؤخذ خلسه، وما النافذه إلا بوابة العبور للص دخل ليسرق وعينٍ ترقب لتسترق، كان خائفاً، يخشى الحياة و مواجهتها فأوصد الابواب و أخترع النافذة ليسترق النظر و يبقى على قيد الحياة حتى لو لم يخوضها.
لعله عابد عاشق لربه أراد أن يخاطب ربه فيرى أية خلق السماء، والتفكر بها، وبالقمر، والنجوم، أو لعله شخص ضاقت به الدار فأراد أن ينير ظلمتها، أو لعله عاشق للفضول فأراد أن يرى ماتحجبه الدار عنه، ولعله عاشق ليقف تحت نافذة محبوبته فيناجيي أطلالتها الجميلة لكن لايمكن أن يكون سارقآ.
كان عاشقاً و سارقاً ..
عاشق النور الحياة، وضوء الوجوه، و سارقاً لنظرات ولمح القلوب، كان عاشقاً بقلب وراء النوافذ، والشرفات والستائر، كان سارقاً اللحظات، والبسمات كان يسترق حلم اللحظة والخواطر.
كان محبا يراقبها من بعيد، كان ينتظر لحظه وصولها إلي أحضانه ، كان ينتظر لهفه كلماتها وهمساتها، كان ينتظر لحظه وجودها بجانبه، كان ينتظر تحويل الألم لأمل، كان ينتظر أن يجمعه الله بها ولو بعد حين.
أم هي نافذه... وإني اراك بعين قلبي جنة يامن بقربك مر الحياة يطيب.. أنت هبة عظيمة من الله .. جئت إلي لتضيء عتمتي وتسعد أيامي.. سأكون لك حضناً وكتفاً تستند عليه.
مخترع النافذة : أكان ضائقا ام هاربا.. أكان فضولي، أم عالماً.. أكان شاردا، أم مخططا... إنه ذكي بذاتة لكي يتنفس ماوراء الجدران.. ويرى ماوراء الحواجز أخترق الجدار.