مابين اليوم وأمس تاريخ ينتثر دمً ولم تزل الدماء تسيل والقلوب جامده ولا تسمع للخيول صهيل مابين المعتصم وبني عثمان وقبلهما معاويه كانت القدس عروساً بكر لا تدري ماتفعل الايام بها ومايفعل بها الناس على مقصلة الفرقة والاختلاف قُتل الاقصى بلا جريرة سوى أنه مقدس وأنه رمز لأمة غلبتها الشهوات وابتاعت دينها بدنيا زائله وخنعت إلى السكينه ورغد العيش وأنفة من رداء العزة والسيف فيما مضى صرخت إمرآة فقام لها مائة الف سيف وأما اليوم ماتزال الثكلى تبكي وليدها والارملة تفتقد زوجها وما تزال سيوف المسلمين في أغمدها أرضوا بالحياة الدنيا عن الاخرة فهذا بيت المقدس ينادي منذ ما يربو على السبعين سنة حتى شقت حنجرته والمسلمين منه في صمم، كثيراً منا يعرف صلاح الدين ولكن يجهل عصر صلاح الدين حيث كانت المساجد تهيئ المسلمين للجهاد والناس كلهم يعرفون ما عليهم للاقصى لم يكن صلاح الدين رجلاً ولكنه كان جيلا سبقته المدارس النظاميه والمشايخ أمثال أبوإسماعيل الهروي وإبن الخشاب والمجاهدين والابطال عماد الدين واسد الدين ونور الدين محمود وكثير من الابطال نجهلهم والله يعلمهم وما يضرهم ألا يعلمهم الناس ولم تزل أمة الاسلام موصولة بالخير ففي عصرنا نرى ما قدمه اهل فلسطين من النفوس في سبيل أقصاهم يبذلونها لله لا يرجون إلا نصرة دينه والله ناصرهم يوماً وعسى أن يكون قريب ليست فلسطين بأرض مجردة إنها دين وعقيده ورمز لكل مسلم وأعلم أنهم يريدون أن يسلبونك نفسك ودينك ثم لا يضرهم حياتك بعد ذلك لا تجعل القضية كلمة قيلت ولكن أجعلها ديناً تعتنقه وأنطق بقلبك إن عجزت جوارحك وألفظ بقولك إن أعجزك سلاحك سنعود يوماً لا محالة أتي سنعود غداً كما عدنا بألامس وسيظل الاقصى فينا إرثٍ نجعله لمن يخلفنا سنبقى وترحلون، من وراء البحر جئتم وغداً نرجعكم من حيث أتيتم لم ننسى يوماً موتانا وكذلك لم ننسى ثأرهم ولكن نطبب الحزن بالصبر حتى يأتي أمر الله وكان وعداً عليه حق نصرة عبادة