يحكى أن حكيما أعرابيا كان يعيش مع أولاده وبناته ولهم إبل وغنم يرعونها، ومعهم كلب يحمي الغنم من الذئاب.وذات يوم جاء احد سفهاء الحي وقتل كلب حراسة العائلة ، فذهب الأبناء الى أبيهم وقالوا له إن احد السفهاء قتل كلبنا
فقال اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب فجلسوا يتشاورون هل ينفذون أمر أبيهم بقتل قاتل كلبهم، فاجمعوا على أن أبيهم كبر وأصابه الخرف فكيف يقتلون إنسانا بكلب وأهملوا أمر أبيهم.
وبعد مرور شهرين أو يزيد هجم اللصوص وساقوا إبل الرجل وغنمه؛ ففزع الأبناء الى أبيهم وقالوا إن اللصوص هجموا علينا وساقوا الإبل والغنم.
فرد عليهم : اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب.
فقال الابناء: هذا الرجل أصابه الجنون نحدثه عن اللصوص وسرقة الإبل والغنم فيقول اقتلوا قاتل الكلب ، وبعد ايام هجمت عليهم قبيلة اخرى وسبوا إحدى بنات هذا الشيخ وساقوها معهم ، ففزع الأولاد إلى أبيهم وقالوا سُبيت إختنا وهاجمونا واستباحوا نساءنا. فقال لهم مجددا:
اقتلوا من قتل الكلب.!!
فجلس الأولاد يفكرون في أمر ابيهم ..هل جن أم أصابه سحر أم ماذا؟؟!!
،وقال الإبن الأكبر : ساطيع أبي ولنرى ما سيكون وقام إلى سيفه وحمله وذهب إلى قاتل كلبهم وقتله .
فطارت أخبار قتلهم لقاتل كلبهم ، وطافت الأفاق ، فقال اللصوص إن كانوا قتلوا قاتل كلبهم فكيف سيفعلون بنا وقد سرقنا إبلهم وغنمهم ، وفي عتمة الليل تسلل اللصوص وأعادوا الإبل والغنم الى مراعي الرجل ،
وعلمت القبيلة المغيرة السابية لبنت الرجل بقتلهم قاتل كلبهم فقالوا إن كانوا قتلوا رجل بكلب فماذا سيفعلون معنا وقد سبينا بنتهم فاعادوا البنت وخطبوها لابن شيخ قبيلتهم.
وعندها جلس الأبناء و فهموا حكمة أبيهم وأنه لم يخرف و لم يقصد القتل بمعناه، ولكن ان يقتصوا منه ويردوا العدوان ويجعلوه عبره لغيره ، حتي لا يتطاول عليهم الناس .
العبرة فى القصة ضرورة تحقيق "الردع" للمتطاولين و" الزجر" للمعتدين.
ما احوجنا إلى فصل رؤوس بعض الذين يتحرشون بكلابنا لقتلها ، ويتطاولون علينا ويتعنتون معنا فى حماية وصيانة حقوقنا التاريخية والجغرافية والمائية ..!!