لعبت الصحف العربية في أمريكا اللاتينية دورًا كبيرًا، في المحافظة على المهاجرين العرب وتواصلهم مع أوطانهم، والتفاعل مع قضايا الدول العربية والإسلامية.
قال الشيخ حبيب مسعود في مجلة العصبة "... ولم تكن الصحافة العربية في المهجر إلا مدارس نقالة تحمل إلى قومنا الثقافة والأدب ورسولا ينقل إليهم أخبار أوطانهم وذويهم وبوقا بذيع مآثرهم وصديقا يواسيهم في أتراحهم ويشاركهم فى أفراحهم ومعلمًا يلقنهم القراءة والكتابة".
وذكر توفيق ضعون "المقتطف" عدد يوليو "تموز" 1922م .... وبفضل الصحف العربية التي صدرت في الجمهوريات اللاتينية لم ينس المغتربون وطنهم الأصلي بتاتا بل إن ذكراه لا تزال عالقة في نفوسهم بفضل هذه الصحف التي مضى على إنشاء بعضها عقود طويلة وهي لاتزال مثابرة على خطتها من نقل أنباء الوطن إلى المغتربين وحضهم على البذل في سبيل ترقيته وبسط الأكف لعونه كلما ألمت به الكوارث وانتابته عوادي الأيام، ومساعدة فقرائه وعلى الأخص إبان الحرب العالمية الأولى، وهذه الصحف أنشئت في تلك البلاد النائية كانت همزة الوصل بين الشطر المقيم والشطر المغترب".
وقد برع المهاجرون العرب في إصدار أكثر من صحيفة ومجلة في أمريكا اللاتينية يعد أقدمها جريدة الفيحاء، وصدر أول أعدادها في 28 تشرين الأول 1894م لصاحبيها سليم بن يوحنا بن منصور بالش، ودعيبس بن عبد الله بالش اللبنانيين، وتعد أم جميع الصحف العربية وباكورتها في بلاد البرازيل وأمريكا الجنوبية، وكانت تطبع في مطبعة الرضا" بحروف دقيقة تشابه الباريسية القديمة، ومباحثها تتناول الحوادث الكونية، وأخبار تركيا ولبنان وغير ذلك من المواضيع المتنوعة بلهجة مألوفة يفهمها الخاص والعام.
واشتهرت بعدها صحيفة الأصمعي لخليل ملوك وشكري خوري وقد صدرت في مدينة "ساو باولو" 15 كانون الثاني 1899م.
أما بالنسبة للصحف الإسلامية فقد صدر العدد الأول من "صحيفة الذكرى" في 15 تموز عام 1933م، عن الجمعية الخيرية الإسلامية في مدينة "ساو باولو"، وتوقفت عام 1941م بسبب قوانين النشر في البرازيل، ثم عادت عام 1958م تحت اسم "العروبة".