كتب ـ سمير البحيري
مُفارقة غريبة اتسمت بالتناقض بين موقفين مختلفين، بخصوص مشهدين من مسلسلات رمضان، الموقف الأول انتفاض مفاجئ لوزارة الخارجية الإسرائيلية
باصدارها بيان، نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في نسختها الإنجليزية، تدين فيه وتنتقد بشدة مسلسل" النهاية " المصري الذي يلعب بطولته الفنان
يوسف الشريف، ويُعرض على فضائية " أون دراما "، بسبب مشهد في المسلسل بحلقته الثالثة تناول ( زوال إسرائيل على يد دول عربية )، وأبدت وزارة
الخارجية الإسرائيلية ( غضبها الشديد من محتوى الحلقة واصفة إياه بالمؤسف وغير المقبول على الإطلاق ).
وفي المسلسل ظهر أطفال في عام 2120 أثناء تلقي دروس بشأن حرب تحرير القدس، حيث يقول أحد المدرسين إنه عندما حان الوقت للدول العربية للقضاء
على عدوها اللدود، اندلعت الحرب وسميت حرب تحرير القدس، مضيفًا أن الحرب انتهت سريعًا ودمرت إسرائيل قبل مرور 100 عام على تأسيسها.
الموقف الثاني موقف عربي صهيوني بامتياز، تناوله مسلسل" أم هارون "، الذي تقوم ببطولة الكويتية حياة الفهد " بتاع كُط الوافدين في البر " أي إرميهم في
الصحراء، ويعرض على فضائية أم بي سي، وفي الحلقة الثالثة أيضا، إذ يذكر المشهد ( أن دولة إسرائيل عندما تم الإعلان عن تأسيسها أقيمت على أرض
إسرائيل )، في تّحد صارخ للعرب عامة والفلسطينيين خاصة، ومشاعر المشاهدين ايضا، ولم يلتفت أحد للتزوير الواضح في التاريخ " ودعوة للمشاهد بأن
إسرائيل علينا حق "، وأنها مجني عليها وليست هي الجاني، والدعوة الصريحة لتقبلها ككيان مستعمر قاتل مغتصب، ولم يخرج أي بيان من أي دولة عربية
أو حتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يدعو لوقف المسلسل الصهيوني، التي وضحت أهدافه غير البريئة من البداية.
بعد هذين الموقفين بالتأكيد ستكون هناك عواقب ستأتي لاحقا مع استمرار عرض المسلسلين، من المُعسكرين العربي والإسرائيلي، ودعنا ننتظر، لكن واضح
جدا أن دول الخليج تُسرع الًخطى وتهرول نحو التطبيع مع اسرائيل، وربما قد تكون قبلتهم السياحية الأولى عما قريب.
وللحديث بقية