" أن الحق لم يصيبه الناس في كل وجوهه ، و لا يخطئوه في كل وجوهه ، بل أصاب كل انسان جهة ٠٠ "
( أفلاطون )
٠٠٠٠٠٠٠٠
عندما تابعت هذه الظاهرة التي تتصدر وجهة التجمع الإنساني منذ البداية حتي وقتنا المعاصر الحديث و قد تنوعت مصادر العلم و الحضارة بشكل واسع في ظل الاختلاف و الخلاف معا ٠
وظهر واضح وجلس للقاصي قبل الداني ٠٠
وهذا الموضع واسع المجال و البحث و الدراسة يحتاج الي حلقات و أبحاث ٠
لكننا مجمل مخاض معايشة هذه الظاهرة قديما وحديثا عند بات الإنسان يطيل النظر و التأمل في الكون وصنع الخالق عز وجل فعم الاختلاف و الخلاف بين الناس في شتي المجالات بسبب الفهم و الإدراك و المعرفة و الجهل و التعصب فكل واحد له رؤيته وهذا شيء جميل تمنحه الحرية في الرأي و التعبير داخل مؤسسات المواطنة ٠٠
و من ثم جاء القياس متفاوت حسب احساس كل فرد ٠٠
لكن في ظل الميول و الاتجاهات و الانتماءات و الاغراض و المنفعة ٠٠
نلمح كل فريق و جماعة و طائفة و حزب و كيان و كتلة يزعم لنفسه الفهم للحقيقة المطلقة و يصطدم بالآخر دون وجه حق مقبل و يدعي الوصاية و العصمة و التفويض في فرض سيطرته في الامور الدينية و الدنيوية المدنية دون مبرر ووصول الي درجة الكمال ٠٠
و علي أية حال تتفتح لنا المسارات الجدلية عند أهل الدين و الفلسفة الكلامية و الاختصاصات الأخري ٠٠
فأهل النخب يصفون أنفسهم في جميع الميادين المختلفة بالخبراء إذا تحدثوا فليصمت الباقي تقيد و تكميم و حجر علي الفكر دون إقناع و الشماعة الوحيدة أنك ضد الدين و الوطن أو رجعي أو علماني ترهات وسفسطائية دون ترجمة بالعلمانية التي لا تنكر وجود الله وقاسية الدين لكن تجعل الناس متساوون في الحقوق و الواجبات و حرية الإعتقاد و تقف علي مسافة واحدة تحترم عقل كل انسان كما ففي دول تكون عقيدة معينة اقلية فتمنحهم حقوقهم و العكس ٠٠
ولذا بين الكتاب و السنة في حكمة بالغة كل هذا دون إجبار أحد علي القول و الفعل ما لم يضر الآخر ٠
و الله هو البصير بالعباد و علي الله قصد السبيل ٠
و كل يكذب صاحبه ٠٠ !!
و لاشك يظهر الخطأ و الجهل ٠
بالاختلاف وارد عن عجز و غموض ورغبات و امزجه وانتماءات و كثرة القياسات لدراسة الموضوع الواحد فكريا حتي عند علماء الكلام و الفقهاء ٠٠ الخ ٠
و تظل آفة التقليد و التعصب الشديد الذي يؤدي الي الاختلاف الشديد ٠٠
و اختلاف المدارك ، و الطبائع و الرياسة و حب السلطان كل هذا أدي إلي الخلاف و الاختلاف و لا سيما عند المسلمين ٠٠
الذين اختلفوا في المذاهب من اعتقاد و سياسة وفقه ٠٠
و التنازع علي الخلافة و هذا من الأسباب الجوهرية ٠٠
أضف الي استنباط الأحكام الشرعية و المتشابه و المسائل الغامضة ، و واقع المدنية الحديثة ٠٠
و من ثم يجب أن ننوه عن المذاهب الإسلامية سياسية و اعتقادية و فقهية اختلاف نظري و عملي قائم علي دراسة موضوعية منهجية علمية تصدي لها علماء مسلمين في رحاب الجامعات داخل محراب التخصص في مدرج الكلية وفي كتب تسجل كل هذا ٠٠٠ بعيدا عن من يتبني مسلسل التكفير و التفجير هربا من الحوار و الأدلة الدامغة لفهم الكتاب و السنة من منظور الحياة الحديثة لأن الإسلام دين عالمي خاتم في مقاصد الشريعة التي تدعو الي المصلحة تجديد الفكر وهذا في الفروع بجانب الثوابت من أركانه وهذا ما وضحه رسول الرحمة محمد صلي الله عليه وسلم ٠
و يكفي هذا في بيان حجة الوداع ٠
حرصا علي الرعية من خلال المعاملة ، بالتفكير كان له الأثر الطيب الخصب في الفقه كما في المذاهب الأربعة ٠
فمذهب الإعتقاد حول العقيدة و الجبر و الاختيار ٠
و مذهب السياسة حول اختيار الخليفة و منهاج كل فرقة ٠٠
و مذهب الفقه الذي ينظم العلاقات بين الناس و بعضهم مع بعض و قد بينت العلاقة بين العبد وربه في العبادات و التي شرعت بالكتاب و السنة ٠
كما سنفسر كل مذهب عقائدي او سياسي أو فقهي بأذن الله في حلقات أخري ٠
و هذا ما يهمنا و ما سنوضحه في الحلقة القادمة بإذن الله ٠٠
يا رب وحد كلمة المسلمين و اكشف عنا الغمة و لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا يا كريم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي أشرف الأنبياء و المرسلين الصادق الأمين محمد خير من دعا علي بصيرة و هدي ٠٠ آمين