كتب:محمد محمود
من منا كان يتوقع في يومٍ من الأيام أن يذهب لشراء قهوتهِ المفضلة من المتجر ليتفاجئ بأنها غير موجودة، فيعتقد أن هذا المتجر ليس بهِ القهوة فيذهب إلى ثاني وثالث ورابع، ولكن دون جدوى ، وفي النهاية يجد متجراً قد خبأ كميات قليلة منها ويتلفت يميناً ويساراً كانهُ يتاجر في الكوكاين أو الهروين أو أي نوعاً من انواع المخدرات وعندما يسئل عن سعر العبوة يصعق كليا من ثمن العبوة، والسبب هو كورونا هذا الفيروس الذي لم يترك شيئاً لم يلقي بلعنتهِ عليه.
لقد جعل كورونا الناس يتهافتون على شراء البن أو القهوة الجاهزة، بعد أن اجتاح فيروس كورونا على العالم، وقد أثر على الاقتصاد العالمي وانهياره لم يكتف بهذا ولكنه سيؤثر على عشاق القهوة حول العالم، حيث سيضطرون إلى إنفاق المزيد للاستمتاع بقهوتهم.
فقد أوضح خبراء اقتصاديون أن أسعار القهوة قد ترتفع في الفترة المقبلة، في ظل أزمة الوباء الذي يجتاح العالم، وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الأسعار تتجه إلى الارتفاع بسبب الطلب الكبير على القهوة عالميا، علما أن سوق هذا النبات كان يعاني أصلا قبل أن أزمة "كوفيد 19".
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الدول المستوردة اشترت كميات كبيرة من حبوب القهوة، بغرض تخزينها لمدة تصل إلى شهر، لتجنب أي نقص متوقع، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، كما أن صعوبة نقل المنتجات بشكل عام بسبب تفشي الوباء عالميا، قد يؤثر على توصيل إمدادات القهوة إلى الدول المستوردة.
ولا تزال الأسعار في البرازيل، أكبر منتج للقهوة عالميا، قريبة من المستويات القياسية، إذ يبلغ سعر الجوال (60 كلغ) نحو 85 جنيها إسترلينيا.
وقال رئيس أحد أكبر مصدري البن في البرازيل، طالباً عدم ذكر اسمه، في تصريحات نقلتها "ديلي ميل": "تلقينا طلبات من مشترين في جميع البلدان الكبرى، ومن جميع شركات تصنيع القهوة الكبرى في العالم. يريدون الحصول على الخام بشكل أسرع تفاديا لأي طارئ".
من جهته قال كارلوس دي فالدينيبرو، مدير التصدير بشركة "كارافيلا كوفي" في كولومبيا: "الجميع يحاولون تسريع الأمور، وفي سياق متصل، أوضح تاجر قهوة مقيم في بريطانيا، أن المصنعين والتجار يخزنون الحبوب لأنهم يتوقعون تعطل الإمدادات في أي وقت".
وعلى نفس المنوال، أعلنت رابطة مصدري البن في البرازيل أن نقصا في تلبية طلبات البيع قد يحدث في الأشهر المقبلة، رغم أن البلاد قد تنتج محصولا قياسيا هذا العام يصل إلى أكثر من 70 مليون جوال.
وقال روبرتو فيليز من اتحاد المزارعين في كولومبيا: "ربما نحصل على أفضل الأسعار، لكن مع هذا نواجه مشاكل لوجستية في التصدير بسبب كابوس فيروس كورونا".
لقد ألقى "كورونا" بلعنتهِ علي جميع الأشياء حتى عقود القهوة هي الآخر، لم تسلم من موجة الهبوط العنيفة التي تضرب الأسواق، منذ اندلاع الأزمة في وقت سابق من الشهر الماضي، بحسب ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز"
وتراجع المؤشر القياسي لعقود القهوة المستقبلية في بورصة لندن للسلع بنحو أكثر من خمس قيمته حول مستوى دولار واحد للرطل منذ مطلع العام الجاري، والخسارة التي منيت بها عقود القهوة أكبر من خسائر النفط التي بلغت نحو 17% والنحاس 9%، والسبب في ذلك بحسب ما ذكرته الصحيفة هو كون الصين أحد كبار مستوردي القهوة بالعالم مع ارتفاع مطرد في حجم وإرداتها على مدار العقد الماضي بزيادة بلغت نحو ثلاثة أضعاف.
وتستهلك الصين نحو 2% من الاستهلاك العالمي للقهوة بحسب بيانات "رابو بنك"
وأغلقت سلسلة"ستاربكس" العالمية أكثر من نصف فروعها في الصين البالغ عددها نحو 4300 فرع، فيما أغلقت سلسلة "لوكين" كافة فروعها في مدينة ووهان الصينية مركز انتشار الوباء القاتل.
وقال كارلوس ميرا محلل السلع لدى رابو بنك:" إغلاق تلك السلاسل تسبب في حالة من الخوف وتسبب في تراجع أسعار القهوة بالأسواق العالمية.. يتوقف ما يحدث مستقبلا على عاملين هو مدة استمرار الوباء والعامل الآخر ما إذا كان سيتسبب في هبوط الطلب بالدول الأخرى في آسيا وخلافها ".
وتراجعت أسهم ستاربكس بنحو 6% منذ مطلع العام الجاري فيما فقدت أسهم "لوكين" نحو ثلث قيمتها بحسب ما ذكرته الصحيفة.