كتب ـ سمير البحيري
فلابد أن نعي تماما أن الأمر خطير وجلل، وبنظرة سريعة حولك ستجد الفاجعة في إيطاليا وإيران وإسبانيا وامريكا وإسرائيل، وهم في وضع لايحسدون عليه الآن، ويسارعون الزمن لوقف مد الفيروس، وكبح جماحه بشتى الطرق، إلا انهم للآن في موقف العاجز رغم تقدمهم العلمي والتكنولوجي المُذهل، مابالك لو لاقدر الله أصبحت مصر في وضع مثل هذا أو قريب منه، وبات مجتمعنا الذي تسيطر عليه العشوائية مهددا، والفيروس في طريقه ليطرق باب كل منا، بالتأكيد سنصاب بالهلع والخوف، ووقتها سنعض أصابع الندم على أننا لم نلتزم، ونطوي كل ما في أنفسنا بين ضلوعنا، ونبقى في منازلنا، إلى أن تنقشع هذه السحابة حالكة السواد، التي تهدد أمه بكاملها قوامها مايزيد على الــ 100 مليون نفس من البشر
فنحن نناشد كل صاحب عقل راجح، بالغ راشد متعلم مثقف، أن ينتبه للأمر جيدا، وينظر إلى جاره . ويسأل نفسه ماذا لو أصبحا ووجدنا عند هذا الجار حالة، ورجال الصحة يهرعون لنقلها إلى الحجر الصحي، فكر ولو قليلا، وتخيل المشهد، بكل تفاصيله الدقيقة، وأنت ستعرف أن قيمة الروح غالية فهي من أمر ربي، والحفاظ عليها مُقدس، وأن لبدنك عليك حق. أصحوا يامصريين، فالدولة وحدها لن تقف حائط صد أمام فيروس لايرى، فهي تقوم بواجبها تجاهكم، بقى الرهان على وعيكم، ومساعدتكم على أن نعبر جميعا أخطر مرحلة مرت على مصر وشعبها، منذ وباء الكلويرا الذي ضرب أهلها أكثر من مرة بداية من 1831 ـ 1903 ، عــلى فترات متباعدة.
ونلفت النظر لشيىء مهم للغاية، هو استهتار بعض رجال الدين بما تواجهه مصر من خطر محدق، فقد سمعت أحد الشيوخ يقول بالحرف " فيروس كورونا جرثومة ثقيلة شوية وتقع على الأرض وتدخل عن طريق الأنف، ولن تصيبنا نحن المسلمين، لأننا نتوضأ يوميا 5 مرات ونستنشق بالماء ولهذا لن يدخل الفيروس أجسادنا "، ونسى هذا أن الدين حث المسلم على ضرورة الأخذ بالأسباب، وعلى ذات النُسق سمعت رجل دين مسيحي يقول لجمع في أحد الكنائس أن الماستير " التناول " لاينقل العدوى، ومن لايعرف الماستير، هو ما يقوم الكاهن نهاية القداس بوضع القربان والنبيذ للرعية بنفسه في الأفواه، بملعقة واحدة ومن كأس واحدة يُطلق عليها "أواني المذبح المقدس"، وهو أمر خطير يعكس أصطدام الدين بأمر دنيوي بديهي، بتفشي الأمراض بطرق عدة، وأن البركة تمنع تفشيها، وهنا تضليل للناس وتدليس في الدين، فمثلا عندما تفشى وباء الكوليرا في العراق إبان حكم العثمانيين، حجز اليهود أنفسهم في البيوت بأمر الحاخامات، فاسلموا من الموت بالكوليرا.!، وعندما سأل المسلون مرجعياتهم الدينية جاء الرد بالآية الكريمة " قُلْ لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "، فمات الآلاف من الناس وإبيدت قُرى بالكامل، فالدين هو من أمرنا ان نأخذ بالأسباب ولانتواكل ونجتهد ولكل مجتهد نصيب.
وأخيرا الكرة في ملعب كل مصري وعليه أن يستشعرالخطر، قبل الوقوع في قلب الخطر.. اللهم أرفع عنا الغمة وأشفى مرضانا، واحفظ مصر وشعبها من كل سوء، والبشرية جمعاء ياالله.