أصبحت الدروس الخصوصية فى مصر هى القاعدة الأساسية للتعليم ، ووزارة التربية والتعليم بكافة مديرياتها وإداراتها التعليمية ومدارسها فى كافة أنحاء الجمهورية هى الاستثناء الفاضح والمشين للتعليم فى مصر ، وذلك عار على جبين الدولة المصرية العاجزة عن محاربة الدروس الخصوصية التى دمرت التعليم فى مصر ، وهى التى تحقق كل يوم الكثير والكثير من الإنجازات العظيمة .
وفى تقديرى أن الدولة المصرية التى انتصرت فى أكتوبر 1973 على إسرائيل وأمريكا بعون الله ثم بإرادة قتالية عالية وقوية من الشعب والجبش ، وانتصرت على الإرهاب ، وتحقق الآن نجاحات وإنجازات كبيرة فى جميع المجالات ، قادرة على القضاء على الدروس الخصوصية ، ومافيا الدروس الخصوصية الذين أفسدوا التعليم فى مصر .
وطالما كانت الدروس الخصوصية أدت إلى دمار التعليم فى مصر ، ودمار التعليم يؤدى إلى دمار كل جهود التنمية والبناء والحياة والإنسان فى مصر ، لأن التعليم هو الركيزة الأساسية للتقدم والبناء والتنمية والحياة فى مصر ، فأصبح لزاما على الدولة وعلى كل وطنى يحب بلده أن يعلن الحرب بلا هوادة على الدروس الخصوصية وعلى مافيا الدروس الخصوصية فى مصر لحمايتها من التدهور والاضمحلال ، ويمكن أن يكون ذلك من خلال :
1 - تحسين حال المعلم تدريجيا بما يتفق والميزانية العامة للدولة ودون ظلم للمعلم بالنسبة لموظفى الدولة الآخرين ، ولو اقتضى الأمر إعادة هيكلة الأجور للصالح العام ولمصلحة مصر .
2 - إصدار تشريع عاجل وحازم بتجريم الدروس الخصوصية بأقسى العقوبات وتطبيقه بحزم وحسم وعدل .
3 - مقاطعة أولياء الأمور للدروس الخصوصية .
4 _ بناء على تشريع تجريم الدروس الخصوصية يتم فصل المعلم الذى يثبت عمله بالدروس الخصوصية فصلا نهائيا بلا عوده .
5 - فصل الطالب الذى يتجاوز نسبة الغياب فصلا نهائيا وعدم إعادة القيد .
6 - معاقبة مالك العقار المستخدم مقرا للدروس الخصوصية بالغرامة المالية فى المرة الأولى وبمصادرة العقار فى المرة الثانية .
7 - معاقبة كل معلم يغادر المدرسة قبل انتهاء اليوم الدراسى أشد العقاب .
8 - الاهتمام والتركيز على وسائل النهوض بالعملية التعليمية ، وليس على حفلات الشو الإعلامى التى لا هدف من ورائها إلا إفساد التعليم ، والتغطية على فشل القيادات التعليمية الفاسدة .
9 - فرض عقوبة مشددة ضمن تشريع تجريم الدروس الخصوصية قد تصل للسجن لكل من يمارس إعطاء الدروس الخصوصية وهو غير مؤهل تربويا وغير مدرس لحماية أولادنا من مدرسى السبوبة .
10 - قيام كافة الأحزاب السياسية فى جميع أنحاء مصر بدور إيجابى وفعال فى محاربة الدروس الخصوصية باعتبار ذلك أمن قومى يحتاج تضافر كل الجهود من أجل أمن مصر وبقاء مصر .
توجد نظرية قديمة فى فلسفة علوم الإدارة تسمى ( نظرية الإدارة بالأهداف ) ، لماذا لا نطبقها الآن ونجعل القضاء على الدروس الخصوصية هدفا استراتيجيا لوزير التربية والتعليم ، بالإضافة لأهداف الوزارة الأخرى ، وإذا حقق هذا الهدف فى فترة زمنية محددة استمر فى الوزارة ، وإلا فيعزل لأن القضاء على الدروس الخصوصية ليس بالأمر الصعب أو المستحيل لو توفرت إرادة حب الوطن وإرادة إصلاح التعليم الذى هو الأساس لإصلاح مصر والنهوض بها ، وحماية الأجيال القادمة من الضياع الأخلاقى والتعليمى ، لأن الدروس الخصوصية غيرت أخلاقهم للأسوأ لطول الوقت الذى يقضونه فى الشوارع .
وأعتقد أننا بذلك نعيد طلابنا إلى أحضان المدارس مرة أخرى ، وتبدأ المدارس فى أداء رسالتها فى التربية والتعليم من جديد وفقا للأصول التربوية السليمة والصحيحة ، ووفقا لقواعد التنشئة الأجتماعية التى تبنى رجال وساسة وقادة وزعماء وعلماء ومفكرى المستقبل ، وننهض بالتعليم الذى ينهض بمصر التى علمت العالم التعليم والحضارة منذ أيام أجدادنا الفراعنة العظماء منذ آلاف السنين ، ولتعود للتعليم قيمته ومكانته كما كانت والتى قدمت لمصر على مدى تاريخها العظيم التليد الزعماء والقادة والعلماء والمفكرين وكل العظماء فى كافة مجالات العلم والفكر والثقافة والمعرفة والريادة والقيادة .
فلنعلنها جميعا بالقانون حربا مقدسة على الدروس الخصوصية لحماية مصر وأبناء مصر وبناء مصر الحديثة ، والشعب الذى حقق أعظم الانتصارات فى حرب أكتوبر 1973 ، ونجح فى القضاء على الإخوان وعلى الإرهاب ، قادر بعون الله وتوفيقه على القضاء على الدروس الخصوصية ومافيا الدروس الخصوصية بالإرادة والإيمان وحب الوطن والقانون فى دولة القانون والشرعية القانونية ، التى تحمى الوطن والمواطنين من الفساد والفاسدين والخونة لهذا الوطن الذين يدمرون العلم والتعليم والإنسان والوطن المصرى .