كتب – وائل مجدى
تقدم الدكتور وليد يحيى نائب الأمين العام لحزب الغد بكفر الشيخ، وأمين عام التنظيم وعضو الهيئة العليا، بالاستقالة من حزب الغد، إلي جانب قراره باعتزال العمل الحزبي إلي الأبد.
وجاء نص استقالته: "إلي جموع مواطني مصر الكرماء، وإلي الشباب الثائر والوقود لكل التنمية، والتقدم لربوع الوطن العظيم، لمن خرجوا ثائرين هاتفين في شوارع مصر في ثورتين متتاليتين للتصحيح ولتعديل المسار لتكون مصر علي الطريق السليم، ولنحقق فعلا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وأن نحقق جميعًا برامجًا هادفة وفعالة لاستثمار طاقة الشباب وقدرته وحبه لوطنه، وأن نؤمن بكل أفكاره وطموحاته والتي يمكن أن تتحقق علي أرض الواقع.
للفقراء والمساكين والعمال والحرفيين وللمزارعين وللسيدات والفتيات أكثر أهل مصر حرصًا علي الأمن والأمان ليتحقق العدل والعدالة من خلال برامج حزبية واضحة وخطوات علي أرض الواقع، ونموذج حزبي يشير من خلال خطواته أنه كيان مؤسسي خاص يدافع عن أفكار وطبقة، وأنه مهما اختلفت الأشخاص فالمؤسسة باقية وكيانها ثابت دائما.
لأكثر من سنة كاملة ومنها فوق الأشهر الستة، قياديا بالحزب، وميكروسكوبا، يصف ويدقق في باقي التيارات والأشكال الحزبية في مصر لأعرف واحدد تلك التجربة، وجدواها، وماذا ستقدم لمصر وما هو أفضل أشكالها.. ولكني رأيت أن كل الشعارات جوفاء وكل البرامج الحزبية حبرًا علي ورق، تتلاعب بعقول وأحلام الضعفاء والمساكين من بني وطني.
وكل الآراء والأفكار حبيسة الأدراج، لا يعرض أو يخرج منها إلا ما يمثل المصلحة ليست الوطنية، بل الشخصية، وأن الجميع يشجب ويترنح ويدين ويتراقص أمام الشاشات ليكسب التأييد وهو يدرك تماما انه يلعب بآمال الفقراء والمساكين.
الكلام جميل ورنان والبرامج مرصوصة، ومنمقة كأزهار حديقة والشباب ما هم إلا درجات سلم يصعد عليه لإتمام المصلحة وكل المصالح تتم إلا مصلحة وطني، إلا الحفاظ علي هذا التراب الغالي، إلا الحفاظ علي آمال وطموحات السواد الأعظم من هذا المجتمع، إلا تحقيق النمو والازدهار، والانخراط في بوتقة العمل ودائرة الإنتاج.
رؤية ضيقة وعقيمة من كل التيارات والأحزاب الموجودة علي الساحة، والتي أكثرها لا يملك إلا مقرًا واحدًا متمثلًا في غرفة أو صالة، وبالتالي فالتجربة الحزبية من وجهة نظري هي أحزاب ورقية كرتونية مصفوفة بألوان زاهية مبهجة وتعجبك بمظهر خداع لكل المساكين ولكن إذا أتت رياح ولو بسيطة ستسقط حتما تلك الكراتين والأفكار الخادعة وتتمزق لأنها ليست بنيانا ثابتا وكيانا له جذوره في الارض او بنيانا مؤسسيا له مبادئه التي إذا اختفت الأشخاص تظل ثابتة وباقية.
أيها الشباب الوطني القوي الحر، أيها العمال والزراع والمهنيين والحرفيين، أيتها الفتيات والسيدات يا فخر وعزة وطني، أيها الأطباء والمهندسين والمعلمين وكل طوائف مصر العظيمة كلنا يدا بيد وبعيدا عن أي فكر او تحزب او كيانات نتحد فكياننا واحد وهدفنا واحد وأرضنا واحدة عاشت مصر دائما فوق الجميع وتحيا مصر وتحيا مصر، ولذلك ولكل ما ذكرته أنفا فأنني أعلن استقالتي واعتزالي لأي عملا حزبيا او نشاطا حزبيا بعد الآن.