بقلم : زينب مدكور
المرأة مثل الرجل وشريكته في بناء المستقبل والحياة ، لذا فإن دورها في الحياة والعمل لا يقل أهمية عن دور الرجل ، بل إن المجتمع يحتاج إلى المرأة للعمل في مجالات كثيرة تحتاج لوجودها فيها ، خاصة في الطب والتمريض والتعليم وحيث أن العمل بشكل عام يعتبر عبادة للرجال فهو أيضا للنساء. وبدون العمل يغرق الإنسان في الكسل والخمول وقلة المال ويصبح بلا كيان ،فالعمل يعطي قيمة إضافية للإنسان ، ويمنحه حافزًا لزيادة الإنتاج وبالنسبة للمرأة فهي قادرة على أن تكون عضوًا منتجًا في مختلف مجالات العمل ، وقد أظهرت بالفعل قدرتها ، وقد أظهرت نجاحها في العمل . ولكن يعتبر الكثيرون عمل المرأة سلبيًا ، متناسين أن المرأة تساهم كثيرًا في تنمية المجتمعات ، وأن عملهن شخصيًا يفيدهن وأطفالهن وأزواجهن ، ويحسن مستوى معيشتهم ، علاوة على ذلك ، تشعر المرأة العاملة بالثقة في نفسها وتكون قادرة على اتخاذ القرارات باستقلالية أكبر وبدون ضغط وتأثير وتحميها من ممارسة الابتزاز الاقتصادي ضدها ، لأن المرأة العاملة تشعر بالاستقلالية فالعمل يمنح المرأة القوة المادية والمعنوية ، ويساعدها على تأمين احتياجاتها دون أن يكون لها أى طلب أو مساعدة من الآخرين ، وهذا يعطيها قوة أكثر .
فلقد واجهت النساء العديد من الصعوبات قبل الذهاب إلى العمل بشكل طبيعي
ولكن هل حقا تحتاج المرأة للعمل لتثبت نفسها هل تحتاج المرأة للعمل لتحمي نفسها من الابتزاز الاقتصادى هل تحتاج المرأة للعمل لتثبت مدى قوتها هل تحتاج المرأة للعمل لتكون واثقة في نفسها وقدراتها هل تحتاج المرأة للعمل لتكون مفيدة لنفسها وبيتها وزوجها وأولادها ،هل لهذه الدرجة تحتاج المرأة للعمل وإثبات قدرتها على أن تكون مساهمه في تنمية المجتمع .
فمن رأى الخاص أن المرأة لا تحتاج للعمل لتثبت أهميتها وأهمية وجودها وكل هذا لأن المرأة أهمية وجودها لا تحتاج لإثبات .
لذلك ، فإن قيمة المرأة ليس بعملها وإثبات نفسها من خلال ما تفعله لتظهر للرجل أنها قادرة على فعل ما يمكنه فعله ، لأن المرأة في الأصل قادرة على فعل أشياء الرجل نفسه لا يستطيع القيام بها . وبعد ذلك فماذا تريد المرأة أن تثبت وكل ما يحيط بنا يشهد ويقول إن المرأة هي المجتمع ، والوطن ، وهي الأمن الحقيقي للأسرة كلها ، ومن دونها ينهار المجتمع وينهار الوطن ، وتنهار الأسرة .
ومع كل هذا دع من لا يعرف أن عمل المرأة ليس إثباتا لنفسها لأنها لا تحتاج إلى إثبات أي شيء ، ولكن مع عملها تقول إنني أقوى دائمًا عندما أعمل لسبب ما ولأنها لا تعمل وظيفة واحدة ، ولكنها تكون حينها رب المنزل ، والأب ، والأم ، والمُنفق ، والمربية ، وكل شيء في منزلها .
وإذا تحدثنا عن عمل المرأة نفسها ، فإن تربية الأبناء وحدها هي عمل ، وإعداد المنزل للزوج والأطفال هو عمل وإن افترضنا أن رب الأسرة قادر علي نفقة خادمة بالمنزل فيكفي المرأة حين ذاك إدارة شئون منزلها وشئون أبنائها والحفاظ عليهم أسوياء ليخرج للمجتمع أبا عظيما وأُما فاضلة ، وإن افترضنا أن الأب العامل والأم العاملة أسوياء فيالفرحة هذا المنزل لأنه ليس كل رجل هو في الحقيقة رجل وليس كل امرأة في الحقيقة امراة
وقد جاء الإسلام عادل للمرأة ، ولا يثقلها بأعباء لا تتحملها ، ولهذا نرى أن الله تعالى قد أعطى الرجال بعض الأعمال التي لم يطلبها من المرأة كالجهاد والصلاة جماعة في المسجد ، وتحمُل النفقة ، حيث وجب على الرجل أن ينفق على المرأة حسب القرابة ؛ كوالدته أو زوجته ، ولا يلزمها الإنفاق عليه حتى لو كانت تملك المال ، وأجاز لها الإسلام العمل وفق الشروط والضوابط ، ومن هذه الضوابط: أن لا تخرج للعمل إلا بإذن وليها ، والولاية من أسباب القوامة التي عهد بها الله تعالى للرجل ، وأن هذا العمل لا يمنعها من الزواج الذي حث عليه دين الاسلام. ، وأن هذا العمل لا يمنعها من واجباتها الأساسية تجاه من ينبغي أن تعتني بهم ، وأن طبيعة العمل هي ما سمح الله به ، وأن العمل لا يتعارض مع طبيعة المرأة ؛ مثل أعمال البناء ، ومصانع الحديد ، وغيرها من الأعمال التي تصعب على المرأة .
فلقد حرص الإسلام على رفعة المرأة والحفاظ عليها وحمايتها من أى شئ يتعبها ويؤلمها بما لايتناسب مع طبيعتها وهذا ليس تقليلا وإنما أهمية للمرأة وتأكيدا بأن وجودها وحمايتها هو نجاح الاسرة والمجتمع والوطن فعندما يمنع الأب ابنته من العمل في شئ ما ويريد الحفاظ عليها فهذا ليس تقليلا لها وانما حفاظا عليها وانها أغلى من أن تكون وسط أعمال لا تليق بجميع مميزاتها التى أعطاها هو لها منذ صغرها .
عندما أتحدث عن المرأة ، أتحدث عن المرأة بشكل عام وعن أهميتهن الإنسانية اللامحدودة في تكوين المجتمع والأسرة والأمة ، لأن المرأة هي النصف الحقيقي للمجتمع ، بل هى المجتمع كله وليس فقط بسبب عملها وهي ملكة متوجة في بيتها ، هي الأميرة هي السلطانه هي المُلهٍمة هي كل شئ يساعد علي نهضة المجتمع واي مجتمع وهذا لا ينطبق فقط على مجتمعاتنا نحن العرب ، ولكن أيضًا على مستوى العالم كله ،
وهنا يجب أن نعلم أن الاختيار الجيد للزوج لزوجته والعكس صحيح هو أساس أي أسرة ناجحة ومجتمع راقي وبلد عظيم ، وبالتالي فإن التربية والتعليم هو أساس وبذرة أي مجتمع ناجح وبلد عظيم بأبنائه .