مصير الحرب الروسية في أوكرانيا وانعكاساتها على المتوسط وإمكانية تجنب عولمة أزمة بوتين. عبر الاتفاق بين إيطاليا و فرنسا، يمكن لأوروبا إعادة اكتشاف رؤيتها في الجنوب. خريطة من مؤتمر مؤسسة ميد أور الإيطالية مع مينيتي و موليناري و ماسيت و جريساني..
وقال موقع "ديكود 39" الإيطالي إن اللعبة الحاسمة لمصير القارة العجوز تجرى في البحر الأبيض المتوسط، من أزمة الغذاء العالمية للقمح المحاصر من الروس في الموانئ على البحر الأسود إلى مناورات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجرى رسم خريطة من خلال مؤتمر لمؤسسة ميد أور الإيطالية والسفارة الفرنسية في إيطاليا، الأربعاء، بحضور المبعوث الخاص لمنطقة البحر المتوسط للحكومة الفرنسية جيل كيبيل مع مدير صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية ماوريتسيو موليناري، ومدير مجلة Le Grand Continent جيل جريساني، ورئيس مؤسسة ميد أور ووزير الداخلية الإيطالي السابق ماركو مينيتي، فيما أدارت النقاش مديرة مجلة فورميكي الإيطالية فلافيا جاكوبي.
وأكد موليناري أن البحر المتوسط أصبح محوريًا في استراتيجية الضغط الروسية ضد الغرب. وقال إن هناك رغبة كبيرة من موسكو للضغط على حلف الناتو والاتحاد الأوروبي من الجانب الجنوبي في فضاء أصبح استراتيجيًا ليس فقط لروسيا ولكن أيضًا للصين.
وفيما تبحث أوروبا عن طريق للهروب من الغاز الروسي، يقول موليناري إن إيطاليا تلعب دورًا مركزيًا في خلق شبكة جديدة من مصادر التوريد ليس فقط لنفسها ولكن للاتحاد الأوروبي بأسره وترى في فرنسا شريك استراتيجي.
وتعد هذه هي المهمة الرئيسية لروما وباريس المدعوتان لتولي زمام الدبلوماسية الأوروبية المتوقعة في الجنوب.
واعتبر موليناري أنها ليست مهمة سهلة لأن قصر الإليزيه الفرنسي وقصر كيجي الإيطالي يبدوان هشين حالياً تحت وطاة ضربات أزمتين داخليتين على خلفية جولة انتخابية أفقدت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أغلبية في البرلمان والثانية بسبب الزلزال السياسي الذي يلوح في الأفق في قصر ماداما الإيطالي والمستقبل الغامض لرئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.
من جهته، اعتبر جريساني أنه من الضروري أولاً إزالة عقبات أثرت على العلاقات الثنائية لسنوات.
ورأى جريساني، على حسب تعبيره، أن الإيطاليين والفرنسيين يسافرون في نفس القطار ولكن على عربات مختلفة: في الحاله الأولى في الدرجة الثالثة والأخرى في الدرجة الأولى.
من جهته، أكد كيبل على ضرورة التخلي عن عدم الثقة جانبًا وبأسرع وقت ممكن أمام حالة الاضطرابات الجيوسياسة التي تعبر البحر الأبيض المتوسط وتهدد المصالح الوطنية المعنية.
وقال إن هذه الحرب في أوروبا الشرقية لها أيضا انعكاسها في البحر الأبيض المتوسط، حيث تبحث روسيا عن مساحة للتوسع السياسي، مشيراً إلى أنه لا يوجد ابتزاز من الغاز ضد أوروبا فقط بل اختراق نحو الجنوب يصل حتى إلى إفريقيا مع وجود مرتزقة فاجنر الروسية في ليبيا ومالي و منطقة الساحل.
من جانبه، قال مينيتي، حيث دعا إلى نظرة أوسع على الاضطرابات في الشرق، إنه في حال فتحت موسكو ممر الحبوب فسوف يتخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عولمة الأزمة الأوكرانية.
وأشار إلى أن الأحداث تجعل من الواضح أن البحر المتوسط، إذا أردنا مواجهة الأزمة وإتاحة فرصة للسلام، سيكون البطل الحقيقي، أو في حال جري لعب لعبة أساسية في أوروبا الشرقية فإن اللعبة الإستراتيجية ستكون في البحر المتوسط.