يوميات من قريتنا الحبيبة " أبو سكين " /
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
=============
((( يا بركة رمضان ما تطلعيش من باب الدار - فطار العيد المجمع - مسحراتي يوم العيد - معايدة القرية على بعضها طول اليوم )))
٠٠٠٠٠٠
أيها الأصدقاء الأعزاء كل عام وأنتم بخير و سلام مع قدوم العيد تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ومنها القيام و الصيام وقراءة القرآن يا رب نسألك العفو والعافية بحق الشهر الفضيل ٠
ما زال حديثنا موصولا مع يوميات وذكريات من قريتنا الحبيبة من خلال شهر رمضان و العيد هكذا ٠٠
* يا بركة رمضان ما تطلعيش من باب الدار :
--------------------------------
و ها نحن نودع شهر رمضان و نفعل تلك الطقوس بمباركة العائلة مرددين في شوارع القرية في وقت واحد أمام البيوت في سيمفونية واحدة بين الفرح بقدوم العيد و الحزن الأكيد برحيل هذا الشهر المبارك ٠٠
يا رمضان يا كبير يا كبير بكرة الوقفة و بعده العيد
و أمام كل بيت نولع كومة نار و نضع فيها ملح يطقطق و نخبط على صفيحة و نفتح باب الدار الكبير قبيل الأذان والفطار ٠٠
و نقول :
يا بركة رمضان متطلعيش من باب الدار ٠
يا رمضان يا كبير يا كبير بكرة الوقفة و بعده العيد ٠٠
ومن قبل يتم خياطة جلبية العيد للكبار و الصغار شيء أساسي في القرية الجميع يلبس جديدا في يوم العيد ٠٠
نذهب إلى المزين - الحلاق - و يحلق لنا و يعمل حلقة الكريك للشباب الصغير وزعروة للأطفال تمييزا ٠٠
ثم يأتي دور الأولاد يستحمون بالماء الساخن و الليفة و الصابون لإزالة القشف العالق من اللعب و تغير المعالم احتفاء بالعيد فحماية العيد لها مذاق وطابع ومراسم خاصة ترسم معالمها أمهاتنا حيث الطشت و كرسي الاستحمام و ليفة النخل و حجر الحكحيكة لجلي المناطق المصابة والداكنة ٠٠
و ينامون مبكرين و في حضنهم الجلبية و الحذاء و ربما لبسوا ملابس العيد نصف الليل بعد الاستحمام من القلق و الخوف على الملابس ان تُسرق أو تضيع ٠٠
جمع عدية الشيخ و المؤذن قبل صلاة العيد
تفتيش جامد و فك الفلوس و نبلغ عن بعض للذين لم يدفعون ثم تصافح و نحصل على العدية من الأهل والأقارب ٠٠
* فطار مجمع يوم العيد :
----------------------------
عند آخر بيت فيه متوفي أو أمام الجامع أو بيت كبير العائلة تتجمع القرية حيث تخرج النساء يحملن على رأسهن الصواني بها ما طاب ولذ فطار خمس نجوم لحوم و دكر البط السوداني المتكتف أو دكر الأوز المحشو بالبصل المحمر و البطاطس المطبوخة شرائح طويلة مثل هلال القمر و البرام المدسوس المعمر و الأرز بشعرية العيد المبرومة المصنوعة في البيت و تم تنشيفها و تحميصها على الغبرال في الشمس ثم في الفرن البلدي على نار هادئة٠٠
و طبسية الشربة و الملاحة و الليمون و الكماج ذات الرائحة الفواحة و المعجون باللبن و السمن البلدي و طبق الشمسية البني أم نوى و طبق المهلبية ابو شربات أحمر ٠٠
و يتم تغطية الصينية بفوطة العيد الجديدة التي لم تستخدم من قبل ٠
وخلف الأمهات تسير أخواتنا البنات معهن أبرق المياه و الصابونة و الفوطة حتى يتم الغسل لأفراد السرعة المتجمعين على الصينية ٠
و سيدنا يفطر مع كبار القرية ويصفون اي خلافات عالقة في القرية ٠٠
* مسحراتي يوم العيد :
-----------------------------
يمر على كل بيت بعد فطار العيد و معه صفيحة يسحر عليها في النهار و زوجته تحمل سلة على رأسها في يدها شيكارة تلم خيرات الله و يأخذ العيدية ٠
* معايدة القرية على بعضها طول اليوم :
--------------------------
كل القرية تعيد على بعض بيت بيت الرجال مجموعات مع بعض و الشباب مع بعض و الأولاد مع بعض و الأطفال تجمع العيدية من الآباء و الأخوة الكبار ٠٠
و الرجال و النساء يذهبون يواسون الأسر المتجرحة ٠
و الأولاد يركبون المراجيح الخشبية ٠
و في كل بيت يتم وضع صنية عليها كعك العيد و التمر و الفول السوداني و الحلوى التوفي و قرون الخروب و الترمس و الحلباء المنبتة ٠٠
ولازم كل من يزور يهنيء بالعيد أن يتذوق منها من كل بيت ٠٠
الآن أمست العلاقات متقطعة و أبواب البيوت أكثرها مغلقة و إذا ذهب شخص أو مجموعة للمعايدة خرج طفل يقول والدي ليس موجود او أبي خارج المنزل ٠٠
و لم تعد هناك مندرة و لا صنية تتجمع الأسرة من حولها ٠٠
ربما المحمول هو الوسيلة بدل المصافحة و المصالحة ٠٠
هذه بعض من صفحات و يوميات وذكريات قريتنا الحبيبة أبو سكين نرويها في بساطة و تلقائية لتلك الأجيال ليعرفون أساليب الحياة دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله
