من عدد أكتوبر الورقى
"ملك أقطان العالم".. هكذا كان يُطلق على القطن المصرى، عندما كانت مصر تزرع منه أكثر من ٢ مليون فدان سنويًا، وكانت مصانع العالم تتهافت على "طويل التيلة"، فكان المصدر الأول للدخل القومى المصرى، وكان حصاده عيدًا للفلاحين.. منه، يزوجون البنات والفتيات، ويسددون الديون، ويبنون البيوت.
تدهورت إنتاجية القطن بصورة مرعبة، بداية من التسعينات، وتقلصت المساحات لأدنى مستوى لها، حتى بات ما تزرعه مصر جميعها لا يتعدى بضعة آلاف من الأفدنة، وانهار طويل التيلة، نتيجة الإهمال لسنوات طويلة.
هذا العام تنفس الفلاحين ومزارعى القطن الصعداء بعد أن وصل سعر قنطار القطن (157) كيلو جرام، لأعلى معدل له حوالى 5200 جنيها فى البورصات العالمية، ويرجع ذلك للفيضانات والكوارث التى ضربت بعض الدول المنتجة للقطن.
ولكن للأسف فالمساحات المزروعة فى مصر متواضعة جدًا، ولسان حال العديد من المزارعين "هنزرع قطن السنة الجاية".
والسؤال هل ستظل أسعار القطن كما كانت هذا العام، وكيف نشجع المزارع المصرى وندعمه حتى يستمر فى زراعة القطن المصرى، كما تدعم العديد من الدول مزارعيها، ولا بد من تحديد سعر ضمان للقطن، حتى يقبل الفلاحين على زراعته.
ألم يكن نحن الأولى بدعم المزارع الذى اشترى شيكارة اليوريا بـ380 جنيها، والفدان يحتاج 4 شكاير على الأقل، بخلاف الأسمدة والمخصبات الأخرى، وخدمة الأرض من حرث وتقصيب ورى وجمع القطن وخلافه.
إن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتجديد شباب مصانع العزل والنسيج لهى قبلة الحياة لعودة القطن المصرى، "الذهب الأبيض" لسابق عهد، وعودته للتربع على عرشه مرة أخرى، ما يوفر العملات الصعبة، ومياه الرى التى أصبحت مصر تعانى من ندرتها.
** تحية إجلال، وتعظيم سلام، لكل جندى مصرى وعربى، شارك فى حرب الكرامة والعزة، حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، ورحم الله شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الذكية، حتى نعيش مرفوعى الرأس.