السبت, 12 يونيو 2021 06:08 صباحًا 0 548 0
مهتدس مصرى يقدم فكرة لمكافحة التلوث البحري
مهتدس مصرى يقدم فكرة لمكافحة التلوث البحري

حوار - سمية مدغرى علوى

احتاج البشر منذ وجودهم على وجه الأرض للتنقل بوسائل إضافية غير اليابسة فكان أمامهم البحر سواء للتنقل و التجارة و الصيد و حتى الحروب، فكانت أولى محاولات الإبحار الناجحة باستخدام القوارب المصنوعة من جذوع الأشجار، و مع مرور السنين و تعاقب الحضارات، تم إنشاء أول منظمة مخصصة للسفن في الهند منذ القرن الرابع، كما استمرت صناعة السفن بالتقدم و التطور و الانتشار، و مع تقدم التكنولوجيا و الاتصالات تم إدخالها في السفن و الاستفادة منها في الإبحار، و لكن نتيجة لتطور السفن و وسائل الدفع الخاصة بها على مدار الزمن من استخدام طاقة الرياح ثم البخار و أخيرا محركات الديزل العملاقه التي تستهلك وقود الديزل، و كذلك تحتاج إلى استخدام الزيوت المخلقة لتزييت جميع الاجزاء المتحركة، و نتيجة لذلك ينتج آلاف الأطنان من مخلفات الوقود و الزيوت المستعمله سنويا، و للأسف يتم إلقاء نسبة كبيرة منها في البحار و المحيطات رغم وجود قوانين و قواعد منظمة، إلا أن التجاوزات أكبر بمراحل مما يؤثر على البيئه البحرية و الثروة السمكية و بالتبعية على صحة الإنسان، نظرا لتلوث البحار و تأثر الثروة السمكية و الكائنات البحرية و تغذيها على هذه المخلفات الهيدروكربونية، مما يؤدي في النهاية إلي انتشار الأمراض السرطانية و الفشل الكلوي لعدد كبير من البشر الذين تقوم حياتهم على الصيد و غذائهم الأساسي من البحار،

و نتيجة لذلك ظهرت افكار وابتكارات لمكافحة هذا التلوث البحري، واحد هذه الأفكار دراسة تقدم بها مهندس مصري، حيث حازت الإعجاب في أكثر من مؤتمر علمي دولي، و تم نشرها في أكبر المواقع العلمية المتخصصة في صناعات البترول والغاز وسجلت في مكتب براءات الاختراع الأمريكي...

و يسعدنا أن يكون ضيفي اليوم هو المهندس البحري إسلام محمود محمد

خريج كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية قسم الهندسة البحرية وعمارة السفن لعام 1999

عمل كمهندس بحري على السفن التجارية المصرية لمدة خمس سنوات في مختلف أنحاء العالم، و يعمل حاليا في مجال خدمات البترول البحرية، و حتى نتعرف عليه عن قرب من خلال مجال تخصصه كان لنا معه الحوار التالي:

 

* كيف بدأت الفكرة الأساسية لهذه الدراسة؟

- بدأت فكرة الدراسة عندما لاحظت خلال عملي كمهندس بحري على السفن التجارية أنه يتم القاء كمية كبيرة من الزيوت المستعملة على شواطئ الدول النامية مما يشكل أضرار جسيمة على البيئة، في حين كان من المحظور إلقاء مثل هذه المخلفات على موانئ و أنهار الدول المتقدمة في أوروبا أو الولايات المتحدة أو استراليا خوفا من القوانين البيئية الصارمة و العقوبات في تلك الدول، و للأسف كانت مصر من الدول التي تتعرض لهذه الظاهرة و خصوصا أنها تمتلك أكثر الممرات الملاحية ازدحاما في العالم و هي قناة السويس، و بالتالي فإن تطبيق هذه الفكرة يحفز ملاك و أطقم السفن على تسليم الزيوت المستعملة مجانا لتستفيد مصر و الدول المطبقة لهذه الفكرة من تدوير واعادة تشغيل هذه الكميات المهولة من الزيوت المستعملة.

 

* كيف تم التوصل إلى فكرة مكافحة التلوث البحري من خلال تخصصكم وكيف تم تطبيقها على أرض الواقع؟

- هي ببساطة تثبيت وحدة تقطير تحفيزي على ظهر سفينة ساحلية و تسخير إمكانيات السفينة المذكورة لتوفير حرارة تصل الى 300 درجة مئوية مع ضغط سالب في وجود عامل محفز كيميائي معين لتبخير و معالجة بخار الزيت المستعمل ثم تكثيفه و تقطير البخار في وجود مواد نازعة للون و الرائحة لإنتاج زيت أساس نقي، و كما ذكرت سيتم وضع إضافات تخليقية لإنتاج زيت جديد تماماً صالح للاستخدام، كما أنه طبقاً للدراسة سيتم التطبيق في منطقة المخطاف بالأدبية و منطقة المخطاف ببورسعيد حيث أنهما منطقتا الانتظار المعتمدة للسفن العابرة للقناة في الاتجاهين الجنوبي و الشمالي على الترتيب، و تستغرق عملية استلام الزيت المستعمل من 8 إلى 10 دقائق لكل سفينة.

 

* كيف تم عمل دراسة جدوى لهذه الفكرة؟

- تم بالفعل عمل دراسة جدوى اقتصادية ملحقة بالدراسة الفنية والبيئية وطبقاً للحسابات المفصّلة بها يتم تجميع ما يقارب من 200 طن زيت مستعمل يومياً من السفن العابرة للقناة بمعدل 90000 طن سنوياً و معالجتها بتكلفة يومية تقدر بـ 55000 دولار و يتم بيع الناتج بعد المعالجة بقيمـة 1.9 دولار/ لتر مما يحقق ربح صافي يقدّر بـ 170 مليون دولار سنوياً، و ذلك وضعاً في الاعتبار مرور ما يزيد عن 17000 سفينة سنوياً بمعدل 48 سفينة / اليوم (طبقاً لإحصائيات هيئة قناة السويس فإن متوسط عدد السفن العابرة للقناة سنوياً يزيد على17000 سفينة و متوقع زيادتها بشكل مطرد بعد النمو في حركة التجارة العالمية و ارتفاع سعر برميل النفط) و تنتج كل سفينة طبقاً للحسابات المفصلة بالدراسة ما يقرب من 5 طن زيت مستعمل/ الشهر.

 

* ماهي آفاقكم المستقبلية؟

أتمنى أن يتم تطبيق هذه المنظومة بكافة الموانئ و الممرات الملاحية بالدول العربية لتكون مؤشر هام لاهتمام العرب بحماية البيئة البحرية لشواطئهم و منها تنطلق لتطبق في كافة الممرات الملاحية الدولية ويتم اعتمادها من خلال المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحده IMO

المهندس البحري إسلام محمود تمت مناقشة دراسته بمؤتمر Egyps 2018 بالقاهرة، ومؤتمر Gotech 2019 بدبي بالإمارات العربية المتحدة.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
مهتدس مصرى يقدم فكرة لمكافحة التلوث البحري

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق