كتبت - بسمة باشا

تسود حالة من الغضب والاحتقان لدى أهالى مدينة كفرالشيخ، لعدم إعادة بناء دار مناسبات "الخياط" الوحيدة بالمدينة، أو كما أطلق عليها الأهالى "اليتيمة".

فى ظل الإنتظار الطويل لإعادة بناء دار المناسبات "الخياط" الكائنة بتقاطع شارعى النبوي المهندس والخليفة المأمون بمحافظة كفر الشيخ بعد هدمها منذ حوالي 4 سنوات لتقام من جديد على أحدث طراز معماري، فوجئ أهالي محافظة كفر الشيخ بإفتتاح معرض مقام على أرض دار المناسبات، فما كان من المستشار "عبد الفتاح الملا" إلا أن تصدى للمحافظة على هذه الدار التى أقيمت منذ ستينيات القرن الماضي وتُعتبر من تاريخ هذه المحافظة وخاصة إنها تقع في قلب المحافظة ويعرفها الكبير والصغير.

ناشد "الملا" السادة نواب محافظة كفر الشيخ مستنكراً لما يحدث في أرض دار المناسبات "الخياط"، مخاطباً لهم: ين أنتم أيها السادة النواب المبجلين مما يحدث فى أرض دار مناسبات الخياط الآن؟

هل هذه التجهيزات الضخمة لمعرض دائم أم لمعرض بيع خلال شهر رمضان فقط؟

فإن كانت لشهر رمضان فقط فلا مشكلة، وإن كانت لمعرض دائم فتلك الكارثة والمصيبة والعار، لأن ذلك يعنى بشكل فاضح ومفضوح طمس هوية دار المناسبات، المحفورة فى قلوبنا ونفوسنا ووجداننا منذ ستينيات القرن الماضى، وبالتبعية طمس هويتنا ومحو شخصية أبناء كفرالشيخ من الوجود.

ونوه "الملا" في خطابهِ أنه قد يكون كلامه صادماً مؤكداً أن تلك هى الحقيقة التى لا مناص منها، حيث لجأ إليه العديد من أبناء كفر الشيخ الشرفاء المهمومين ببلدهم، وهم فى منتهى الإشمئزاز والإستياء يسألونه عما يجرى ويحدث فى أرض دار المناسبات، وأين كفاحه الطويل والشاق والمرير من أجلها؟

ويسألونه أيضاً عما يجرى فى كفر الشيخ من إهمال وفساد عام؟

ويسألونه فى تهكم وسخرية عن إشادته ومديحه للسيد اللواء "جمال نور الدين" محافظ كفر الشيخ، عند مجيئه محافظاً لعزبة كفر الشيخ؟

ويسألونه أين نواب كفر الشيخ مما يحدث من إهدار لحقوقنا ومقدراتنا وحقوق ومقدرات أبنائنا والأجيال القادمة؟

وأكمل "الملا": إن قصة هدم دار المناسبات معروفة للجميع ولن يتحدث عنها، ودفاعه المستميت لإعادة بنائها كما كانت معروف للقاضى والدانى، والوعد الذي وعده إياه السيد اللواء "جمال نور الدين" محافظ كفر الشيخ في يوم السبت 9 مايو 2020، بموافقته على إصدار قرار إعادة بناء دار المناسبات خلال أسبوع معروفة، وعدم إصداره القرار حتى اليوم معروف.

معقباً "الملا" على ذلك قائلاً: "إن معالي المحافظ لم يخدعنى بعدم إصداره ذلك القرار حتى اليوم الثلاثاء 30 مارس 2021، ولكنه خدع أبناء كفر الشيخ جميعاً الذي جاء لخدمتهم، والذين أقسم أمام السيد رئيس الجمهورية أن يرعى مصالحهم رعاية كاملة، وللأسف أنه بخداعه ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام أبناء كفر الشيخ ليقولوا عليه مالا أرضاه ولا أقبله عليه من عبارات السخرية والإستهزاء والإساءة للدولة المصرية العظيمة البريئة من هذه التصرفات الغير مسئولة".

وموجهاً "الملا"حديثه إلى السادة النواب: "عندما جلس معكم أيها السادة النواب وطلب منكم وضع 5 ملايين جنيهاً لإعادة بناء الدار، وهللتم، وخرج علينا الأستاذ أشرف عبد الونيس عضو مجلس الشيوخ يزف تلك البشرى المهينة لأبناء كفر الشيخ، وعندما سألت أحد النواب فى حساب من سيتم إيداع الـ 5 مليون قال: لاأعرف؟ وعندما سألته عن آلية تنفيذ إعادة البناء قال: لا أعرف؟ إذ فماذا تعرفون؟"

ويسأل "الملا" السادة نواب مستنكراً لردود أفعالهم: هل يعرف السادة النواب المحترمين أنهم ليسوا من موظفى الديوان العام للمحافظة لتنفيذ ما يأمر به السيد المحافظ ويطاع دون وعى أو فكر أو نقاش؟ وهل يعرفون سلطاتهم الرقابية على السيد المحافظ التى توجب عليهم محاسبته دون خوف أو خنوع كالذى نراه، والذي جعلنا من أسوأ وأفسد محافظة من محافظات مصر؟

ويذكر "الملا" أنه قد أرسل للسيد المحافظ فاكساً يوم السبت الموافق 20 مارس 2021، متضمنا الآلية المقترحة لإعادة بناء دار مناسبات الخياط، وأوضح له أنه منذ البداية طلب إعادة بنائها بالجهود الذاتية، ولذلك تقتصر مهمته على إصدار القرار وإصدار الترخيص والإشراف دون أى تدخل من الوحدة المحلية لمركز ومدينة كفر الشيخ والمحافظة سوى الإشراف فقط لضمان نجاح وإنجاز إعادة البناء بأعلى مستوى.

موضحاً إن ذلك الفاكس كان فى أعقاب ما سمعه من أحد النواب عن قصة الـ 5 ملايين جنيهاً، وأن ذلك كان رداً حتمياً على السيد المحافظ وذكائه فى طلب الـ 5 ملايين جنيهاً، "لأنه يعلم تمام العلم أن أبناء كفر الشيخ لن يودعوا هذا المبلغ لأنهم لا يثقون فى نوابهم، حيث أنهم لا يهتمون بمشاكلهم ومصالحهم العامة كمن سابقوهم، ولكن يهتمون فقط بمصالحهم الخاصة، كذلك لا يثقون فى معالي المحافظ لأنه لم يلتزم بالوعد وخدعهم بعدم إصداره قرار إعادة البناء الذى وعده إياه خلال أسبوع من يوم السبت 9 مايو2020، أى منذ ما يقرب من عام".

ويكمل "الملا": "وبالتالى يجد سيادته المبرر لبنائها برجاً كما يريدون منذ بداية هدمها، ناهيك عن مشكلة أرض مدرسة السلام التى أصدر بشأنها قراراً باطلاً، وعدم إحالتها لمعالي المستشار النائب العام كما طلبنا مراراً".

ويضف "الملا": "بالإضافة لمشكلتى دار المناسبات وأرض مدرسة السلام المزمنتين بمدينة كفر الشيخ عاصمة المحافظة، هناك الكثير من المشاكل التى تدعوا لفقدان الثقة مثل شارع إبراهيم مغازى، الذي تم سحب المعدات منه دون اكتمال رصفه، وتبليطه ببلاطات يسهل نزعها لنزع كل بلاطات الأرصفة بسهولة بمجرد نزع بلاطة واحدة، مما يعنى أموراً أخرى لا ينبغى أن تكون، وكذلك شارع النبوى المهندس وغيره من المشاكل التى تعاني منها مدينة كفر الشيخ".

ويوجه "الملا"حديثه مرة أخري للسادة النواب:

"أيها السادة النواب المحترمين الموقرين المبجلين: إن هذه المشاكل وغيرها التى تصرخ وتئن منها مدينة كفر الشيخ ليست بخافية عليكم فماذا فعلتم من أجلها!؟ لا شىء لأنها خارج دائرة اهتمامكم تماماً، وستسألون عنها أمام الله وأمام ضمائركم وأمام التاريخ الذى لن يرحمكم، وأمام ناخبيكم الذين وضعوا ثقتهم فيكم، إن السيد المحافظ سيرحل كما رحل الكثير من المحافظين السابقين، وسترحلون أنتم أيضا كما رحل الكثير من النواب السابقين، وسنرحل جميعا ًوتبقى الأعمال الطيبة وسيبقى ما نقدمه لبلدنا ووطننا مصر الحبيبة من أعمال طيبة نافعة وإنجازات وطنية عظيمة، وسيحكم علينا جميعاً التاريخ فإما الدخول إليه من أوسع أبوابه، وإما إلى مزبلته ككثير من الفاسدين، والذين يشجعون على الفساد ويصفقون له ولا يحاربونه".

"السادة النواب المحترمين الموقرين المبجلين: يحدونى كبير الأمل والثقة فيكم أن تكونوا على مستوى المسؤلية الوطنية لنفخر بكم كنواب عظماء، وأربأ بكم وأتمنى ألا تكونوا كمن سابقكم من النواب السابقين الذين اشتهروا بأنهم نواب العار والفساد، لأنهم لم يتصدوا لحل مشكلة دار المناسبات ومشكلة أرض مدرسة السلام، وغيرها من المشاكل الأخرى الكثيرة التى تعاني منها مدينة كفر الشيخ عاصمة المحافظة المنكوبة".

وفى الختام متمنياً "الملا" من إياهم: أن يتناقشوا مع السيد المحافظ الفاكس الذي أرسله له يوم السبت الموافق 20 مارس 2021 بشأن إعادة بناء دار مناسبات الخياط، حيث أنه إذ تم تنفيذ ما جاء بذلك الفاكس من مقترحات، فإنه بإذن الله سيتم إعادة بناء دار مناسبات الخياط على أحدث طراز معمارى، رافضاً أن يجعلوا من أرضه معرض دائم لأن ذلك سيظل عاراً للجميع.

إن مصر تنادينا جميعا وتطلب من كل منا من المواطنين والمسؤلين والنواب، أن نكون جميعاً جنوداً أوفياء لها نفخر ونعتز بالإنتماء إليها، ونعمل المستحيل لنهضتها وتقدمها، ونحارب الفساد والفاسدين بها لتنهض وتكون فى طليعة الأمم كسابق عهدها.