الاربعاء, 13 يناير 2021 08:11 مساءً 0 509 0
دكتور محمد الباز يكتب.. لماذا أصبح كورونا عقاب ووباء بينما كان طاعون عمواس ابتلاء وجزاء؟
دكتور محمد الباز يكتب.. لماذا أصبح كورونا عقاب ووباء بينما كان طاعون عمواس ابتلاء وجزاء؟

كتب- محمد الباز

يختلط على الكثير التفرقة بين البلاء متى يصنف على أنه نقمة  ومتى يكون نعمه؟؟

 

الابتلاء فى الشرع أو البلاء يأتى لجميع أهل الأرض مؤمنه وكافره ،الطائع منه والعاصى ،البر والفاجر ..بل إن أفضل الخلق وهم: الأنبياء والمرسلين قد ابتلوا أشد أنواع الابتلاءات؛ ولكن هل يتساوى ابتلاء الصالحين بالفاسدين؟

هيهات ،هيهات ؛ فقد قسم العلماء

 البلاء لثلاثة  انواع وهى ...

١_لرفع الدرجات وهذا لا يكون إلا مع الرسل والأنبياء لتعلو درجاتهم فى الجنة .

 

٢_ تكفيراً للذنوب وهذه تكون للعوام  ؛فمن منا لايذنب ولا يرتكب أخطاءا؛  فتكون تلك الابتلائات مقابلة ومكفرة لتلك الذنوب،  فغيبتِك على زوجة اخيكِ ذنب ،وكلامكِ على والدة زوجكِ ذنب ، ونظركَ للمحرمات ذنب،  وعدم إخلاصُكَ فى عملك ذنب ..كلها ذنوب يكفرها لك الله بابتلائاتٍ  لك فى حياتك ، وتختلف عقوبة الابتلاء هنا حسب المعاصى : فالسرقة مثلاً لاتوازى تأخير الصلاة  ،والنظر فى  المحرمات لا يعادل الزنا؛  فكلٌ حسب ذنوبه.

فالابتلاء يكون للمذنب تكفيراً لذنبه بينما للعاصي المجرم كثير العصيان عقاباً له .

٣_ يكون الابتلاء انتقاماً من المولى عز وجل من الفجار والطغاة الظالمين  مثل قوم عاد  ؛و قوم لوط ؛ وفرعون وثمود.

 

ولكن بعد ان  أوضحنا أنواع الابتلاء فكيف نصنف الناس: هذا لرفع لدرجات، وذلك تطهيراً وتكفيراً لذنوبه، وهؤلاء عقوبةً لهم من الله!

 

هذا على حسب حالك مع الله, وكلٌ يعرف نفسه مهما خدع الناس.  فيأتى نفس البلاء لاشخاصٍ مختلفين  فيكون لهؤلاء تكفيراً للذنوب؛ ولهؤلاء عقوبةً .

 

 فقد تعرض المسلمون للقتل فى غزوة أحد ومات أيضاً من مشركى قريش الكثير؛ فهل يتساوى الفريقان؟!!  .... وقد يصاب البر والفاجر بنفس المرض فهل الاثنان سواء ؟!

بمعنى أشمل نتعرض فى العصور الحديثة لاوبئةٍ كثيرةٍ فمنذ أكثر من مائة عام قضت الإنفلونزا الإسبانية على أكثر من أربعين مليون انسان؛   والان فيروس كورونا يرتع فى الأرض بكل مكانٍ مخلفاً وراءه الموتى والمصابين . ولكن فى المقابل ألم يلتهم طاعون عمواس فى القرن الخيري الأول عام ثمانية عشر من الهجرة وفى خلافةٍ  فاروق الأمة عمر بن الخطاب  كثيراً من الصحابة؟!

 فقد ذُكر فى أغلب الروايات أنه قد مات  فى هذا الطاعون الذى فتك بمعظم أراضى الشام مايقرب من خمسة وعشرين ألفاً من خير سكان الأرض آنذاك ..هل كان ذلك عقوبة من الله على تركهم منهجه ... أم كان للتطهير وتكفير الذنوب . لماذا  نستبعد عقوبة الله لنا الآن بخصوص هذا الوباء  ونقول :فقد مات كثير من الصحابة فى وباء مشابة؟؟؟.. هل من يموت منا الآن يماثل أبو عبيدة بن الجراح أمين الأمة؛ أو سهيل بن عمرو ؟! هل من بيننا الأن من هو أتقى من الفضل بن العباس  أو معاذ بن جبل؟!.. هل من الممكن أن نقارن عصر الخلفاء الراشدين بعصورنا الآن؟!!  فعليك أن تقارن بين زمن  العدل والحق وبين  الآن  ...وعليك ان تقرأ عن الحفاظ على الفروع فضلاً عن  أصول الدين فى ذلك العصر  ...عن إتباع أوامر الله ورسوله .. وأقرأ عن عقاب المخالفين أياً كانت مكانتهم ..وعن الحفاظ على الأموال العامة وعدم العبث بها  ...عن توقير العلماء وعدم النيل منهم ...عن الضرب بيدٍ من حديد على كل فاسدٍ او مخرب ...عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..اقرأ عن كل هذا واسقطة على عالمنا الآن لتعرف الإجابة على السؤال،،  لتعرف ما الفرق بين كورونا وطاعون الشام !!! ارجع للماضى و تأمله جيداً ثم عد للحاضر لتعرف متى يكون البلاء عقاباً وشقاءًا ؛ومتى يكون  منحةً وجزاءً

 

 

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
دكتور محمد الباز يكتب.. لماذا أصبح كورونا عقاب ووباء بينما كان طاعون عمواس ابتلاء وجزاء؟

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة