أجرى الحوار: مصطفى عمارة
أبو صلاح: روسيا لن تقدم على تدخل عسكرى مباشر فى ليبيا والدور المصرى متقدم عن دور باقى الأطراف الأخرى
النائب الليبى: أتوقع تفعيل دور البرلمان العربى فى المرحلة القادمة والتنسيق مع الجامعة العربية والدول الفاعلة فى الوطن العربى
شهدت الأيام الماضية اجتماعات مكثفة بين اللواء محمود حجازى وزير الدفاع المصرى وفعاليات سياسية ليبية تضم كافة الأطياف لإيجاد حل سياسى للازمة الليبية فى الوقت الذى احتلت فيه ميليشيات ليبية مبان حكومية فى طرابلس والذى رآه البعض انعكاسا للخلافات داخل المجلس الرئاسى الليبى وفى ظل تلك التطورات أدلى أبو صلاح شلبى نائب رئيس البرلمان العربى وعضو البرلمان الليبى بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إزاء التطورات الراهنة:
* ما هى رؤيتك لقيام بعض الميليشيات الليبية باحتلال مبان حكوميه فى طرابلس فى هذا التوقيت؟ وما مدى تأثير ذلك على فرض المصالحة؟
** لاشك أن الأوضاع الليبية فى ليبيا سيئة نتيجة الفشل فى الوصول الى مواسم مشتركه لإيجاد حل سياسى، وأرى أن قيام ميليشيات تابعه لأطراف ليبية باحتلال مبان حكومية فى طرابلس يتدرج فى إطار محاولة تلك الأطراف فرض أوضاع معينه على الأرض تقوى مركزها فى أية عملية تفاوضيه قادمة، ومحاولة خلط أوراق القضية، واعتقد أن تلك المحاولة فشلت فى تحقيق اهدافها.
* ترددت أنباء عن استعدادات روسيا للتدخل فى الأزمة عسكريا فهل تتوقع أن تعيد روسيا سيناريو سوريا فى ليبيا؟
** لا اعتقد ذلك، فروسيا لن تقدم على التدخل العسكرى المباشر فى ليبيا، لأن ذلك يورطها فى أزمة أخرى فى ظل الانتقادات التى توجه إليها فى سوريا، ولكن روسيا كأى دولة أخرى تريد تأمين مصالحها فى ليبيا من خلال التعاون الرسمى مع السلطات الليبية فى مجال تدريب وتسليح القوات الليبية لمواجهة الميليشيات المسلحة.
* وهل ترى أن ليبيا تسير على طريق التقسيم مثلما حدث فى العراق وسوريا؟
** لا اعتقد أن ليبيا سوف تقسم، والإعلام دائما يحاول تضخيم الأمور، فدول الجوار لا يمكن أن تقبل تقسيم ليبيا، لان ذلك سوف ينعكس على أمنها وهى تعمل على إيجاد حل توافقى يساهم فيه الجميع دون إقصاء أى طرف.
* ما هى رؤيتكم للدور المصرى فى ضوء الاجتماعات التى تمت مؤخرا بين المسئولين المصريين وعلى رأسهم الفريق حجازى مع الفرقاء الليبين؟
*الدور المصرى أساسى ومحورى بالنسبة للأزمة الليبية، وهناك تواصل مصرى مع كل الأطراف للوصول إلى صيغة مقبولة، ونرى أنه نظرًا لارتباط الأزمة الليبية بالأمن القومى المصرى بصورة مباشرة فان مصر تعد لاعبا أساسيا فى حل الأزمة ودورها متقدم عن باقى الأطراف الأخرى.
* وما هى رؤيتكم للدور الذى تلعبه جامعه الدول العربية بالنسبة لليبيا خاصة مع تولى أحمد أبو الغيط منصب الأمين العام للجامعة؟
** الجامعة العربية فى عهد الأمين العام أحمد أبو الغيط لعبت دورًا بارزًا فى دعم المبادرات العربية، ومبعوث الأمين العام إلى ليبيا صلاح الجمال سياسى محنك قادر على اختراق الكثير من الملفات واعتقد أن الجامعة العربية والبرلمان العربى سيكون لهما دورا مهما بالنسبة لليبيا فى المرحلة المقبلة.
* ماذا سيقدم البرلمان العربى فى دورته الجديدة؟
** البرلمان العربى فى الفترات السابقة وضع نفسه على الخريطة الدولية، ومكّن نفسه بين كل المنظمات الإقليمية والدولية، وأصبح له كيان معروف فى الوطن العربى، وفى المنظمات الإقليمية والدولية.
الآن البرلمان العربى يهدف إلى تشغيل الدبلوماسية الشعبية، دائما البرلمانيون يقدرون آراء واختيارات الشعوب، وبالتالى نحن عازمون على تغيير أداء البرلمان العربى المشترك فيما يتعلق بالأمن القومى العربى، وفيما يتعلق بتفعيل دوره بشكل مؤثر فى التعاون مع مؤسسات مثل جامعة الدول العربية والمنظمات النظيرة الأفريقية أو الأوروبية أو الآسيوية، وهذه الأمور تحتاج إلى شغل مضنٍٍ خاصة وسط ما تمر به الدول العربية فى السنوات الماضية، وانتشار ظاهرة الإرهاب السيئة، سيكون هناك شغل وعمل جاد وفاعل، فمكتب البرلمان العربى يضم العديد من الكفاءات وسيقدم تجربة جيدة.
* كيف ترى الاتهامات التى توجه للبرلمان العربى عن دوره غير المفعّل وأدائه غير الملموس فى ظل معاناة الدول العربية ومنها وطنك ليبيا؟
** البرلمان العربى أنشئ منذ 12 عامًا، ولكن عمله رسميا بدأ منذ 5 سنوات فقط كان مؤقتا فى السابق، ولكن الآن البرلمان العربى وضع نفسه على الخريطة الدولية، ووطد علاقته بالمؤسسات الدولية، وله جهد كبير فيما يتعلق بالتعريف بالقضايا العربية ومحاولة التدخل فيها.
الظروف العربية المعقدة ساهمت فى التقصير النسبى لدور البرلمان العربى بشكل واضح، ولكن أعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تفعيل دوره بشكل فاعل وكبير بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والدول الفاعلة فى الوطن العربى، ومن بين مهامه توصيل رسالة عربية واضحة لكل العالم، وهذه الرسالة تحتاج جهدًا مضنيًا، والتواصل مع المنظمات الدولية فى المستقبل.
والمكتب الذى تم تأسيسه برئاسة رئيس البرلمان الجديد نحن متفائلون به فهو شخص عربى أصيل، ونوابه قادرون على النجاح.
* المنطقة العربية تعانى من نزاعات كثيرة.. كيف ستناقش قضية بلادكم داخل البرلمان العربى خاصة وأنها من أكثر الدولة التى تعانى؟
** المجموعة التى نجحت فى الانتخابات وكونت البرلمان الجديد كان بينها اجتماعات كثيرة خلال الأيام الماضية ومشاورات من أجل عرض البرامج الانتخابية، وبيننا تنسيق مستمر فيما يتعلق بالقضايا العربية، وتحدثنا كثيرًا عن القضية الليبية وأعتقد أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة بالقضية، والتواصل مع كل الجهات المعنية الليبية لمساعدة الجهود الدولية والعربية فى حلحلة هذا الملف، وفى المرحلة القادمة سنشكل وفودا للبرلمان العربى لتتوجه إلى ليبيا لتفهم المشكلة والمساهمة فى حلها، والتواصل مع الجهات المعنية.
* من وجهة نظرك كيف ستتم حلحلة الأزمة السورية بعد أن أصبح ملفا متصلبا جامدا؟
** كثيرا من الفصائل تلتف حول أزمة سوريا، ربما ليبيا لها أزمة مختلفة ولكن سوريا كانت من الدول القوية والمقلقة لإسرائيل.
للأسف ما يتعرض له 11 مليون مهجر فى الداخل، و6 ملايين لاجئ سورى فى الخارج كارثة إنسانية، وإبادة لشعب، وعار علينا كأمة عربية أن نترك هذا الشعب العظيم لاضطرابات وقصف وجوع وحرب.
أتمنى أن تفكر كل الدول الفاعلة بشكل عقلانى فى هذا الشعب المكلوم الذى تعرض لإبادة جماعية وتهجير، فضلا عن الظروف الاقتصادية وظروف الطقس والطبيعة القاسية.
نحن فى البرلمان العربى شكلنا لجنة خاصة بالأمر السورى، وتواصلنا مع كل المنظمات الدولية سواء البرلمان الأوروبى والإفريقى واللاتينى، خاصة البرلمان الأوروبى ووصلنا رسائل لجامعة الدول العربية ووقفنا على الواقع ورأينا بأعيننا وما رأيناه يدمع العين ويدمى القلب.
* العراق بدأت حربًا واضحة على الإرهاب فى معركة الموصل.. كيف تقيم هذه الحرب؟
** معركة الموصل تحقق نجاحات، ومتابعتنا المستمرة للملف العراقى تؤكد أن داعش تتقهقر من الموصل وبدأ حصارها بين العراق وسوريا، وأحيى الجيش العراقى والشعب العراقى الذى يحاول التخلص من التغلغل الداعشى فى الدول العربية.
والصراعات الدولية دائما تدلى بظلالها فى كل شىء، العراق من يوم احتلالها فى 2003 لم تستقر إضافة إلى التركيبة الطائفية للعراق، دائما الشعوب هى من تملك زمام أمورها، وعلى الشعب العراقى كغيره من الشعوب أن يجدوا حلا، ونحن علينا أن نساعدهم فى هذه الحلول.
مع ذلك أرى أن هناك إجماعا دوليا على محاربة داعش خاصة بعد أن حققت حرب العراق نتائج جيدة، وهناك إجماع عراقى الآن على معالجة هذا الداء وأصبحت داعش تهزم فى جميع الدول العربية سواء سوريا أو ليبيا أو العراق.