الاربعاء, 19 أغسطس 2020 03:04 مساءً 0 420 0
عبد الرزاق مكادى يكتب : هل تخلى العرب عن مبادئ مبادرتهم للسلام؟!
عبد الرزاق مكادى يكتب : هل تخلى العرب عن مبادئ مبادرتهم للسلام؟!
وانت يا غالى عليا...كله فى حبك يهون .. هذا جزء من اغنية "انت الحب" الشهيرة لسيدة الغناء العربى ام كلثوم التى شدت بها فى منتصف ستينيات القرن الماضى، ولكنه اليوم لسان حال المهرولين العرب - لا استثنى احدا – إلى تل أبيب ، رغم انها لم تقدم شيئا يشجع على تلك الهرولة ، لكنه الغزل والهيام بصديقهم اللدود ساكن البيت الأبيض الذى يبدو انه اقسم على ان يحضر العرب الى حظيرة نتنياهو جماعات ..
ويبدو ان العرب قد ادمنوا دفع فواتير موروث غبائهم المستحكم من حين الى اخر ،سواء على مستوى علاقاتهم البينية او فى تعاملهم مع اعداء العرب و تقديمهم التنازلات بلا مقابل، خاصة على مستوى الصراع العربى الاسرائيلى.
فخطوات التطبيع العربية " الراكضة" من احضان الخليج العربى هذه الايام الى احضان تل ابيب، لامعنى لها وتتحذ شكلا "عبثيا" مخزيا وتشكل خروجا على مبادئ مبادرة السلام العربية ،حتى وان حاول المطبعون تصوير تلك الخطوات على انها خدمة للقضية الفلسطينية ، لوقف ضم الا راضى التى يعتزم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ضمها من الضفة وغور الاردن الى سيادة الكيان الاسرائيلي ،وهو اجراء بالاساس "معطل"و مهدد بعدم التطبيق تحت ضغوط ومعارضات دولية من جهة وفى ظل الانقسامات والخلافات بين الساسة التى امتدت الى قادة الاستيطان انفسهم داخل المجتمع الاسرائيلى.
* (كلمة حق يراد بها باطل !)
اذن فالقول بانها خطوات تطبيعية لوقف الضم هى كلمة حق يراد بها باطل ،مع عدم تحقيق اى من مطالب ومبادئ مبادرة السلام العربية.. !!
وهكذا يبدو ان تلك العواصم العربية قد تخلت عن مبادئ مبادرة السلام العربية المطروحة فى بيروت عام 2002 وجوهرها مبدا (الارض مقابل السلام)،والارض هنا يقصد بها تلك التى احتلت بعد عاد 1967بعد ان "جرهم" نتنياهو الى منطقة بعيدة تماما تنحرف بمبادئ تلك المبادرة ، من خلال واقع جديد يحاول فرضه رغم تعثره ونعنى به قرار ضم بعض "المستوطنات" المعطل ، مما يجعل تلك الخطوات التطبيعية انما تتم تحت شعار (السلام مقابل السلام !!).
فحسب نص المبادرة العربية
1- يطلب العرب من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضا.
2- كما يطالبونها القيام بما يلي:
أ- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت مُحتلة في جنوب لبنان.
ب- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
ج- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
3- عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:
أ- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.
ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.
4- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
5- يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعا إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقنا للدماء، بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنبا إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمنا يسوده الرخاء والاستقرار.
6- يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.
فهل تخلى العرب عن مبادئ مبادرتهم ، وراحوا يلعقونها مع جراحهم من اجل عيون ترامب اوتحت ضغوطه...!!؟؟
*(طوقا نجاة لترامب ونتنياهو)
المؤكد ان خطوات التطبيع العربية فى هذا التوقيت تمثل طوق نجاة لنتنياهو "المازوم" بحكومته حيث أبرزت استطلاعات حديث للرأي العام الإسرائيلي تراجعا كبيرا في شعبيته ، بعد ساعات من تلويحه بالذهاب إلى انتخابات مبكرة في شهر نوفمبر المقبل.
وقالت محطة التلفزة الإسرائيلية (13)، إنه في حال جرت انتخابات اليوم فإن حزب (الليكود) الذي يقوده نتنياهو سيحصل على 31 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120.
ويمثل هذا تراجعا بواقع 5 مقاعد عن التمثيل الحالي لليكود في الكنيست.
ويشير الاستطلاع ذاته إلى أن كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو ستحصل على 60 مقعدا، وهو أقل بمقعد واحد مما هو مطلوب لتشكيل حكومة.
والى هؤلاء الذين القوا الى نتنباهو وترامب بطوقى النجاة نقدم لهم جانبا من ملفيهما الاكثر سوادا مع العرب وقضيتهم الاول:
منذ جنوح الى اليمين فى 31
مارس 2009، أصبح زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو وللمرة الثانية، رئيسا للوزراء خلفا لايهود أولمرت
وشكل ائتلافا حكوميا جنح إلى اليمين حيث تولى القومي المتشدد أفيغدور ليبرمان منصب وزير الخارجية.
وفي مارس 2013 استلم التحالف الجديد بزعامة نتنياهو السلطة وشرع في البناء الاستيطاني على أراضي الفلسطينيين المحتلة عام 1967.
*(الحرب على غزة)
بدأت اسرائيل في 8 يوليو 2014 عملية أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة، وكان الهجوم الثالث من نوعه على القطاع خلال 6 سنوات.
واستمرت حرب صيف 2014 خمسين يوما وكانت الأطول والأكثر دموية ودمارا بين الحروب الثلاث على القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007 ، وأسفرت عن استشهاد 2211 فلسطينيا بينهم 551 طفلا .
في 15 مايو 2015، بعد شهرين على فوزه مرة أخرى في الانتخابات التشريعية، شكل نتنياهو حكومته الرابعة التي اعتبرت الأكثر يمينية بتاريخ اسرائيل.
وفي يوليو 2017 أعطت إسرائيل الضوء الأخضر للبناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة، بعد أن كانت توقفت عن ذلك عام 1991 متحديا بهذه الخطوة المجتمع الدولي.
*(نقل السفارة الامريكية )
في ديسمبر 2017 اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذى يواجه الان أزمات وباء كورونا وركود اقتصادي عميق وحركة مناهضة للعنصرية، قبل 4 شهورمن الانتخابات الرئاسية الامريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل متجاهلا حقوق ومطالب الفلسطينيين بالجزء الشرقي من المدينة.
وتواصل دعم ترامب لنتنياهو، حيث أعلن العام الماضى اعترافه بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة منذ عام 1981، ما أثار انتقادا دوليا واسعا.
متى يفيق ويتعلم العرب من اخطائهم ويكفون عن تقديم التنازلات وسدادا فواتير غيرهم بلا مقابل...!!؟؟
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
تخلى-السلام-العرب-غزة-إسرائيل-الجرف الصامد

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق