كتب ـ سمير البحيري
بدأ اليوم الأول من شهر رمضان الجمعة، في 15 دولة عربية، مع غياب لأبرز شعائر الشهر الفضيل، وهي صلاة الجماعة وإقبال المسلمين على المساجد، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
والدول العربية التي أعلنت الجمعة أول أيام رمضان، هي: السعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات واليمن والأردن ومصر وفلسطين وسوريا وتونس والصومال وليبيا والجزائر وموريتانيا، فيما انقسمت الطائفتان السنة والشيعة في لبنان والعراق حول موعد بدء الشهر الفضيل، حيث يصوم السنة الجمعة، ويصوم الشيعة السبت.
في المقابل، أعلنت ثلاث دول، وهي المغرب والسودان وسلطنة عمان، أن رمضان سيبدأ السبت، بعد عدم ثبوت رؤية الهلال مساء الخميس.
وأعلنت السلطات الإيرانية، الخميس، تعذر رؤية هلال شهر رمضان للعام 2020، ما يعني أن الجمعة هو متمم شعبان، على أن يكون السبت أول أيام رمضان.
يأتي شهر رمضان المبارك كل عام محملا بنسمات المغفرة والعتق من النار، وفي مصر .. تتعاظم الأجواء الروحانية والايمانية .. وتفيض مشاعر المصريين حبا لله وتقربا اليه.. وطمعًا في الرحمة والمغفرة.. فيملأون مساجد المحروسة التى تستقبل الشهر الكريم مع استقبالها للمصلين.. وخاصة الكبرى وآل البيت.. باهتمام بالغ وتوفير الخدمات وتهيئة جميع أروقة المساجد، من حيث التجهيز والنظافة والفرش الجيد والاضاءة المميزة ..وبعض المساجد الكبرى تقوم بتوزيع العصائر والحلوى على المصلين.
وتحتل بعض المساجد مكانة مميزة في قلوب المصلين تهوي نفوسهم إليها، ويأتي مسجد عمرو بن العاص على رأس هذه المساجد، التي تكون لصلاة التراويح بين أروقتها مذاق خاص، حيث تتجلى بين جدرانه الروحانيات الإيمانية، وتشهد أروقته على تاريخ طويل.. فيشد الرجال والنساء والأطفال الرحال إليه من كل مكان، وبات المسجد رمزًا لصلاة التراويح، إلا أن هذا العام اختلف الوضع ووجد المصريين أنفسهم ملزمين بالبقاء في بيوتهم دون ارتياد المساجد.
مساجد مصر بلا جماعة
فلأول مرة تغيب صلاة الجماعة في أول أيام رمضام بمساجد مصر كافة، تنفيذا لقرار وزير الأوقاف مختار جمعة، بمنع إقامة الصلاة في جماعة، على مدار أيام الشهر الفضيل، وهو ماكان متبع من قبل منذ تفشي وباء كورونا، وربما تعد من المرات النادرة على مدار التاريخ منذ الفتح الإسلامي لمصر، أن يغيب الناس عن صلاة الجماعة في المساجد، فالمصريون معروف عنهم استعدادهم دائما ما يكون مختلف للشهر الكريم، بإحياء ليالي رمضان في المساجد كافة خاصة في القاهرة، التي تضم عدة مساجد تاريخية على رأسها الجامع الأزهر، وأبرزها مسجد الإمام الحسين والسيدة زينب، ومسجد الإمام الشافعي، ومسجد الصالح نجم الدين، وغيرها من المساجد الكبيرة في القاهرة والمحافظات.
ومع كل استعدادات الدولة للشهر الكريم وحرصها أن يتمتع المصريون بكل الروحانيات، قابل ذلك التزام من الناس والتزموا بيوتهم، لكن بالتأكيد سيقضون أول ليلة في وضع لم يتعودوه في السابق، لكن هذه إرادة الله فوق كل شيء، وعليهم ممارسة طقوسهم في بيوتهم طوال الشهر الفضيل.
شيخ الأزهر صوم رمضان قطعي
من جهته، قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، الخميس، إن وجوب صوم رمضان قطعي الثبوت، ولا علاقة بين الصوم والإصابة بفيروس كورونا.
وأوصى الطيب في كلمة متلفزة بمناسبة شهر رمضان، المسلمين قائلا: "حافظوا على الصلوات المفروضة وسنة التراويح في منازلِكم، وصلوا جماعة مع أبنائكم وزوجاتكم، واستغلوا الوقت في العبادة وتلاوة القرآن"، مضيفا أننا "نستقبل رمضان هذا العام في أجواء عصيبة على البشرية جمعاء، والله يشهد على ما في قلوبنا نحن المسلمينَ من ألم وحزن جراء تعليق الصلوات بالمساجد".