الخميس, 09 ابرايل 2020 06:34 مساءً 0 474 0
السعيد عبد العاطي يكتب عن الشاعرة والإعلامية السورية سهام الشعشاع
السعيد عبد العاطي يكتب عن الشاعرة والإعلامية السورية سهام الشعشاع

 

 كأني لم أكن يوماً..
لأنثى المد..
------
و قد لا نشرب القهوة
صباح الغد
و لا تأتي لموعدنا سلالُ الورد
و قد نغفو على أوهام غربتنا
و نغرق في أسرَََّتِنا
بليلةِ بَرد
و ماذا بعد ؟
تجف مواسم القبلات فوق
الخد
و تنكر في العناق هوىً رشاقة
قدْ
غداً قد تُورق الأقمار في
أحواض شرفتنا
و ينسج ضوئها شالاً لأنثى المدّ
فيفتح بابها رجلٌ
يطوقها
و يشعل ليل سُمرتِها بجمرِ
الوعد
و يطلق فوق غرَّتها نشيدُ
الرعد
يُكللّها بتاج البُعد
و يمضي في بلاد الظلّ منفيا
لآخرِ حدّ
و ماذا بعد ؟!
يجيء صباح عيد الحُبّ
يرمقني
أزاهيرَ النساءِ يَعُد
و يتلو في مسامعهم قصائد ودّ
و لا من زهرةٍ صوبي تمدّ اليد ٠
____
من بلاد الشام سوريا الحبيبة نطوف بين ظلال واحة الشعر التي منحتها ربة الجمال مشاعر متدفقة مع هذه البيئة التي تعج بمظاهر الحياة المختلفة ٠٠ هكذا ٠٠ 
حيث عبقرية المكان و الإنسان حكاية عشق ممتدة مع رحلة الحياة بين الفرات و بردي كانت الذكريات ٠٠
و شاعرات سوريا لهن حضور في المشهد الأدبي العربي بل و العالمي من خلال أدب المهجر و المنافي ٠٠ من أمثال:
هند هارون و أختها و طلعت الرفاعي و غادة السمان ووداد سكاكيني و سنية صالح و سلمي النعيمي و أمل جراح وكوليت خوري 
و غيرهن كثيرات ٠٠ 
و لكننا نتوقف في هذه التغريدة مع سهام الشعشاع ٠

و تلخص لنا الشاعرة سهام الشعشاع فلسفتها حول الرجل و المرأة في يوم عيدها المخضب بالاخضرار و الحب و الجمال و السلام و حلم العودة إلي الوطن المتعب :
أنا امرأة تجد نفسها في كل واحدة منكن....أعلم ان جمال النفس هو بوابتي الى الحياة... ولكني لا انسى أن الرجل جعلني كما أنا فهو ينظر إلى المرآة ليرى جسده ولكنه ينظر إليّ ليرى روحه
كل عام والمراة منارة في حياة الرجل وكل عام والرجل قادر على استنباط كل جميل في المرأة.
*
شأتها :
======

ولدت الشاعرة و الإعلامية السورية سهام الشعشاع بمحافظة بالسويداء ٠
درست الأدب العربي في جامعة دمشق وقد عملت بالإعلام السوري ....
تقيم في كندا ، كما حصلت علي 
الجنسية الكندية ..
و أيضا على الجواز السفر الإماراتي مكافأة لها على إنتاجها الأدبي والشعري.
و تقيم بين لبنان و الإمارات حيث ظروف الشام التي تبدلت ٠

لها العديد من التجارب الإعلامية بدءً من التلفزيون السوري وصولاً إلى تلفزيون المشرق، دبي، art، mbc. لها ديوان شعر وحيد بعنوان ( كأني لم أكن يوماً )

* مختارات من شعرها :
===============

تقول الشاعرة و الإعلامية السورية المغتربة سهام الشعشاع في قصيدتها
لا، لست من قلبت موازين المدى
كي تستعير لسهدها قمراً يساعدها
على طيّ المساء
لا لست من أرخت ستائر خوفها
كي لا ترى عصفور وحدتها
وقد نسي الغناء
لكنني مشغولة
بغسيل قمصان انكساري
لُطخت بالدم وهو ينزُّ من جسدِ البلادِ،
بلادنا 
من لامستْ آهاتُ أهليها السماء
مذ أوّلِ الدنيا نئن
تقودنا اقدارنا
بعصاً يقوّس ظهرَها
ذئبُ العراء
هل يا ترى؟
سيجيبُ يوماً ربُّنا
ويرشُ فوق يباسنا
عطراً وماءْ
لكأنما سكينُ غربتنا
تقطّعُ وصلنا
نحن الذين نعدُّ أيام الغياب
على أصابعِ عمرِنا اليمضي سريعا
في قطارات الهباء
وانا، 
انا مذ اوّلِ الشهداءِ في حربِ القصائدِ
طحتُ وحدي
في رمالِ جنائزي
أرجو اللغات جميعها
لتمدَّ لي لو خلسةً
كفّ الرجاء.
***

و تقول الشاعرة و الاعلامية سهام الشعشاع في قصيدة بمناسبة عيد الام و رسالة إلي الام في عيدها تحلق بنا كنسمات الربيع الحالمة في سماء الحب و الجمل بين أحضان الأغاني ترسم لوحاتها الفضية بحروف العشق تراتيل المساء و قطرات من الندي تخضر الصحاري ٠٠ حيث الوفاء بين الغمام المثقل بحب الوطن انه وجه سوريا الشام :
يا وجهك السوريّ

إذ تعبرُ الآلامُ تُخفي وجهَها
تخشى على صبحِ انتظارِ العيدِ 
من رؤيا الظلامْ
وتدورُ حولَ ظلالِها لتعدًّها
من فرطِ ما انكسرتْ طفولاتٌ
على صدرٍ الرخامْ
يا من اذا نامتْ عيونُ الكونِ 
عينُك لا تنامْ
يا وجهُكِ السوريُّ يُمطرُ في أزقَّةِ غُربتي
طيبَ الغمامْ
إمّا ارتميتُ بحضنِ شوقِكِ مرّةً
اهدى الربيعُ لبُحّتي شهدَ الكلامْ
وغدا الحنينُ كأنّما
مُذ حربِنا الأولى مع الدنيا
يفتّشُ في مرايا العمرِ عن زهرِ السلامْ
يا أنتِ يا نارَ المواقدِ في الشتاءِ
ويا تراتيلَ المساءِ 
وخبزَ تنورِ الصلاةِ
وربّةَ البيتِ الحرامْ
يا أبيضَ الضحكاتِ في عتمِ المدى
أنتِ الاراملُ إن بكينَ اسّاقَطَتْ
سحبٌ تُسرِّحُ في مرامي قهرِنا
شَعرَ الشآمْ
لو لمْ تَصُنْ أمّي حضورَ غيابِنا
ما كنتُ تُرضِعُني المنافي بُؤسَها
ما كنتُ تتبعُني الهزائِمُ كي أصّلي
خلفَ ظهرَ جنازتي
وكأنّما.... حُزني الإمامْ
إني امتدادٌ للمراثي كلِّها 
بحنينِها... وأنينِها 
بالموتِ فوقَ جبينِها
بالبحثِ عن طوقٍ لتنجو
لو بشمِّ قميصِ يوسفِها
على فوضى الركامْ
وأنا وأمي كلما نجمٌ هوى
قُلنا تفتّتَ قلّبُ ربِّ العرشِ
في مدنِ الحمامْ
وغدا ينوح لأجلنا
نحن الذين غداةَ مولدِنا نُضامْ
يا قلبَ أمّي من رمادِ ذبولِنا
كرسولِ حزنٍ زلزلَ الدنيا على الموتى وقامْ.

هذه كانت قراءة سريعة حول عالم الشاعرة و الإعلامية السورية المغتربة، و التي رسمت لنا القصيدة حكاية عشق و جمال بين ذكريات الوطن و أوجاع الغربة ، و من ثم جاءت ومضات الإبداع ثلة من المشاعر الصادقة ، فقد امتلكت لغة عذبة بمذاق نهر و صبا بردي ليظل عنوانها دائما٠
 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
السعيد عبد العاطي يكتب عن الشاعرة والإعلامية السورية سهام الشعشاع

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق