حسين الطوبجى يكتب.. حكاية شعب.. فى ذكرى بناء السد العالى
فى مثل هذا اليوم9 يناير 1960 تم وضع حجر الأساس لمشروع القرن العشرين(السد العالى) بيد الزعيم جمال عبدالناصر، ومشاركة الرئيس السوفيتى نيكتا خرشوف..الذى تقدم بعرض بناء السدالعالى بتسهيلات لم تحدث من قبل فى مثل هذه المشاريع الضخمة، وذلك بعد سحب البنك الدولى لعرض بناء السد بتحريض من الغرب بقيادة العدو الأميركى وزيله الإنجليزى.
ويرجع تاريخ التفكير فى بناء السد إلى العهد الفاطمى حينما تقدم الحسن بن الهيثم بعرض للخليفة الفاطمى الذى رفض المشروع.. وسارت الأمور إلى العام 1898 حيث قامت الحكومة المصرية بمعاونة الإحتلال الإنجليزى ببناء سد بالقرب من أسوان تم الانتهاء منه عام 1902 بسعة 5 مليار م3، وتم تعلية هذا السد، ولكنه لم يحد من قوة فيضان النهر.
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة كانت فكرة بناء السد فى أولوية أجندة مجلس قيادة الثورة، وفى عام 1954تقدمت قيادة الثورة إلى البنك الدولى لتمويل المشروع، وبعد دراسة المشروع وجدواه الإقتصادية فوجئت مصر فى 19 يوليو 1956وقبل أربعة أيام من احتفال المصريين بعيد ثورتهم الرابع بامتناع أميركا عن التمويل وبعد يومين وصل رفض مماثل من الزيل الإنجليزى والبنك الدولى.
وكان لهذا الرفض من القوى الإمبريالية أسبابه أولها رفض قيادة الثورة الإنضمام إلى الاحلاف التى تقودها أميركا، وثانيها رفض الاعتراف بالكيان الصهيونى على أرض فلسطين وثالثها مساعدة الثوار بالجزائر الشقيقة ورابعها صفقة الأسلحة التشيكية التى أبرمتها الثورة بعد رفض العدو الأميركى إمداد مصر بالسلاح وخامسها مشاركة مصر فى تأسيس حركة عدم الانحياز مع الهند ويوغسلافيا.
وكان رد عبدالناصر صاعق للغرب بإعلانه فى 26 يوليو 1956 ومن ميدان المنشية بالإسكندرية تأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية، وجن جنون الغرب وخاصة بريطانيا وفرنسا، وتم تدبير مؤامرة العدوان الثلاثى على مصر لتأديب عبدالناصر، وإسقاطه وتم تنفيذ العدوان فى29 أكتوبر 1956وتصد له الجيش والشعب فى معركة باسلة على أرض وسماء بورسعيد ووقفت الشعوب العربية من المحيط الى الخليج وجميع شعوب العالم المتطلعة للاستقلال ضد العدوان وكان الأنذار الروسى بالغ الأثر فى إجبار قوى العدوان على وقف القتال والانسحاب فى23 ديسمبر1956 وانتصرت إرادة الشعب وتم الانتهاء من بناء السد فى 23 يوليو1970 ويعلن عبدالناصر فى الاحتفال بعيد الثورة بوصول خطاب من وزير السدالعالى (صدقى سليمان) يخبره الانتهاء من بناء السد وتشاء الأقدار أن يرحل الزعيم قبل الاحتفال ببناء السد الذى حمى مصر من الفيضانات العالية وفى سنوات الجفاف.
وبعد سنوات يعترف البنك الدولى الذى رفض تمويل السد بأنه أعظم وأكبر مشروع هندسى ومعمارى فى القرن العشرين .
هذه حكاية الشعب الذى تحدى القوى الاستعمارية وحقق إرادته....عاش نضال الشعب المصرى وتحيا مصر حرة أبية.