الصدفة تسمعنى أغنية الراحل عبد الحليم حافظ "حكاية شعب"، والتى كانت تملأ جيلى بأحاسيس جميلة من الوطنية، والانتماء، وحب الوطن، والرغبة فى التضحية، وذلك أواخر الستينات، وأوائل السبعينات .
ووجدتنى لا أعيش هذه الأحاسيس الجميلة الآن!! وتستبدل بأحاسيس ضياع الحلم، والطريق، وأن جيلى عاش على أوهام حكام كل غايتهم البقاء للأبد على الكرسى، وأن يُغنى له الشعب "بالروح بالدم" حتى نفذ الدم!! .
وبعد هذا العمر، أيقنت أن الانتماء لا يأتى بالأغانى الوطنية، أو النشيد الوطنى، أو السلام الجمهورى، وإنما يأتى بأن يشعر المواطن بأن الوطن يشعر به، ويحتضنه فى مرضه، ويعلمه تعليمًا جيدًا، ويحميه فى غربته، وقد رأيته فى عام قضيته بـ"فرنسا".. لماذا يحب المواطن الفرنسى بلده.
وطن يعيش المواطن آمنًا على نفسه وأولاده وغده،..وطن يحس الجميع بالمساواة، والحرية، الكاملة المسئولة، وأيضًا أن له رأى وصوت له قيمة، ويستطيع به تغيير أى "صاحب كرسى"، وأنه لا مكان لفاسد، وأن الجميع أمام القانون سواسية، وأنه لا وجود فى الإعلام إلا للنابغين، لا للراقصين وتوافه المجتمع .
... نعم أحلم، وأتمنى، وتبقى لسه "الأمانى ممكنة".