السبت, 12 فبراير 2022 08:08 مساءً 0 469 0
تغريدة الشعر العربي مع الأدب العالمي ٠٠ !! ( نزهة في ضوء القمر )
تغريدة الشعر العربي مع الأدب العالمي ٠٠ !! ( نزهة في ضوء القمر )

تغريدة الشعر العربي

 

مع الأدب العالمي ٠٠ !!

( نزهة في ضوء القمر )

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
************
ألفريد دي موسيه ١٨١٠ / ١٨٥٧ م
ترك الطب وترشيح البشر إلى تشريح قصائد الشعر ٠
إنه الشاعر العاشق الذي قال عن الحب :
" الحب لا يدوم، الحب مهدد بالخيانة يوماً ما، ولكن لحظات الحب لا تنسى، وأجمل شيء في الحب هو الذكرى التي تبقى عنه بعد أن ينتهي " ٠
" إن الخير الوحيد المتبقي لي في هذا العالم ‏أنني أحيانًا أبكي "
" لا أدري إلى أين يؤدي طريقي، ولكنني أسير بشكل أفضل " ٠
---
رثاء ٠٠
أصدقائي الأعزّاء،عندما أموت
اغرسوا في المقبرة شجرة صفصاف
أنا أحبّ أوراقها الكئيبة
فشحوبها لطيف، و عزيز على نفسي
و ظلّها سيكون خفيفا على التّربة الّتي فيها سأنام.
( من قصيدة : لوسي )
٠٠٠٠٠
نتوقف مع الأدب العالمي من باريس عاصمة النور والحضارة مع شاعر تأثر به الكثير في الشرق و الغرب ولا سيما عميد الأدب العربي د٠ طه حسين ٠
و عشق الشعر و الموسيقى منذ نعومة أظفاره ويراهما وجهان لعملة واحدة ٠٠
أليس هو القائل في مقولته الخالدة :
" الشعر مهم، ولكن الموسيقى أهم " .
ليحسم لنا الجدل لنزع جوهر هذا الفن الجميل ٠٠
بأن الشعر هو الموسيقى هكذا ٠
* نشأته :
======
ولد الشاعر و المسرحي و الروائي الفرنسي ألفريد دو موسيه في باريس، عام 1810، وفيها مات عام 1857 م و لم يعمر طويلا فقد رحل عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً فقط مثل كثير من العمالقة الموهوبين .
دخل أفضل المدارس الفرنسية في باريس، كثانوية هنري الرابع مثلاً. وذلك لأنه كان ينتمي إلى طبقة الأرستقراطية الفرنسية التي لا ترسل أبناءها إلا إلى أفضل المدارس.
ثم قرر بعدئذ دخول كلية الحقوق في الجامعة، ثم دراسة الطب. ولكن دراسة التشريح في الكلية جعلته يشعر بالرعب، فترك هذا الاختصاص وراح يتسكع في شوارع السان جيرمان دي بري ٠
ثم عرَّفه أحدهم على فيكتور هيغو والحلقة الرومانطيقية الملتفة حوله.
وراح ينخرط في دراسات أدبية ومناقشات فلسفية لها بداية وليس لها نهاية. كما راح يتعرف على الصالونات الأدبية الباريسية، ويعشق النساء والحرية والشعر.
ولكن نجاحه جلب عليه غضب الحلقة الرومانطيقية التي لم تكن تتوقع أنه موهوب إلى مثل هذه الدرجة. وتعلمون جيداً مدى الحسد الرهيب السائد في أوساط الشعراء ، إنهم يغارون من بعضهم بعضاً أكثر من السيدات في المنافسة كعادة !٠
فقد كاد أن ينافس المعلم، فيكتور هيغو، على مكانته في سماء الشعر، وهذا ممنوع منعاً باتاً. ولذلك، انقطعت علاقته بهذه الحلقة الباريسية، وراح يغرّد خارج السرب لوحده.
وفي عام 1833، يحصل له اللقاء التاريخي مع الكاتبة الشهيرة التي اتخذت اسم رجل: جورج صاند. وقد أحبها حباً يفوق الوصف، وتعذب بسبب هذا الحب إلى أقصى حد ممكن ٠
وقد أحبته هي أيضاً بكل قوة وعنف، وكان حباً جنونياً هائجاً عرفا فيه كل لحظات السعادة وكل لحظات الشقاء. وهذا هو الحب الرومانطيقي الذي لا يمكن أن ينتهي إلا بالفاجعة الكبرى والقطيعة المرة. ويرى بعضهم أنه لكي ينجح الحب ينبغي أن يكون بين العاشقين شيء من التفاوت في المستوى الاجتماعي أو الثقافي. وهذا للأسف شيء لم يتحقق في علاقة الشاعر الكبير بالكاتبة الروائية الكبيرة. فكلاهما كان عبقرياً في مجاله، وكلاهما كان أديباً من الطراز الأول. وبالتالي، كان من الصعب أن يستمر حبهما إلى الأبد. وقد سافرا إلى إيطاليا، كما يفعل العشاق الفرنسيون عندما يريدون أن يعيشوا لحظات السعادة في الحب. سافرا إلى مدينة البندقية، أجمل مكان في العالم بالنسبة لشاعر عاشق وامرأة محبة. ولكن لسوء حظ ألفريد دو موسيه، فإنه وقع صريع الحمَّى والمرض، فأخذوه إلى المستشفى. وهناك، تعرفت جورج صاند على الطبيب الذي جاء لمعالجته، وكان شاباً إيطالياً وسيماً، فوقعت في حبه على الفور، وتركت الشاعر يتحسر عليها في وحدته وهو على فراش المرض. وكان ينتظرها حتى طلوع الفجر لكي تعود من مغامراتها العاطفية مع عشيقها الجديد. فتخيلوا الوضع. وفي أثناء ذلك، كتب ألفريد دو موسيه أجمل قصائد الحب الرومانطيقي في اللغة الفرنسية، وكانت تدعى: ( ليالي موسيه ) لأنه كتبها أثناء سهره لتلك الليالي. لقد قتلته تلك المرأة اللعوب: جورج صاند!
ثم حصلت القطيعة النهائية بينه وبينها عام 1835؛ أي بعد سنتين من تعرفه عليها. وهكذا، لم يدم هذا الحب طويلاً. والحب الجارف قصير بعمر الزهور. ومع ذلك، فقد ترك هذا الحب في نفسه أعظم الأثر، وظل يتذكرها حتى نهاية حياته. ظلت جرحاً لا يندمل في أعماقه. وقد خرج شاعرنا الكبير من هذه المحنة محطماً تماماً، بعد أن صهرته صهراً. وكتب عندئذ بعضاً من أجمل القصائد الغنائية التي عرفتها اللغة الفرنسية.
و حجم المأساة هنا يترجم لنا إن الحب الفاشل أفضل بألف مرة من الحب الناجح ٠٠
وهذا يذكرنا بقصص عشاق العرب الشعراء المتيمون ٠
نعم من الحب ما قتل !!٠
مختارات من شعره :
=============
ربة الشعر :
خذ عودك أيّها الشاعر ، و أعطني قبلة
فإنّ زهرة النسرين البريّة ، يضوع من براعمها المتفتّحة الأريج،
سيولد الربيع هذا المساء ،و تتوهّج الرياح؛
و في انتظار الفجر ، بدأ طائر الذعرة
يحطّ على أولى الشجيرات الخضراء.
خذ أيّها الشاعر عودك ، و أعطني قبلة ٠
الشاعر :
ما أحلك الظلام في هذا الوادي !
كأنّي كنت أرى طيفا ملتحفا يطفو هناك فوق الغاب.
كان يخرج من المرج،
تلامس رجله الأعشاب المزهرة..
كان حلما غريبا
سرعان ما كان يمّحي ثمّ يختفي.
٠٠٠٠٠
و بصوت خافت ،يروي لك قصص الحبّ التي بها كان يحلم ؟
هلاّ غنّينا للأمل .. للحزن أو للفرح؟
هلاّ غمسنا في الدم، حرابا من فولاذ؟
هلاّ علّقنا العاشق على سلّم من حرير؟
هلّا رمينا زبد الجواد في وجه الريح؟
هلاّ ذكرنا أيّ يد من الأيادي توقد ليل نهار
مصابيح المنزل السماويّ التي لا حصر لها
بزيت الحياة المقدّس، و الحبّ السرمديّ؟
هلاّ صرخنا في وجه ” تاركينوس”:
»لقد آن الأوان لتنظر إلى الظلّ « !
هلاّ نزلنا لنقطف الجواهر من أعماق البحار
هلاّ أخذنا المعزاة إلى شجرة الأبنوس المرّة
هلاّ أشرنا إلى سماء الكآبة؟
هلاّ اتّبعنا الصيّاد فوق المرتفعات شديدة الانحدار؟
تنظر الغزالة .. تبكي ، ثمّ تتوسّل
تجد في انتظارها الخلنج ، نباتَها المفضّلَ ،
و صغارَ الظباءِ الرضيعةِ؛
يميل على أحدها فيذبحه ،
ينتزع قلبه و هو بعد لم يفارق الحياة
و يرمي به إلى الخوريّ و إلى الكلاب العرقانة.
هلاّ رسمنا العذراء بخدّها الأرجوانيّ ٠٠
٠٠٠٠
ونختم له قصيدته المشهورة بعنوان ( لوسي ) ومنها هذه المقاطع و التي ترجمها إلى اللغة العربية الاستاذ محمد الصالح الغريسي ٠٠
رثاء
أصدقائي الأعزّاء،عندما أموت
اغرسوا في المقبرة شجرة صفصاف
أنا أحبّ أوراقها الكئيبة
فشحوبها لطيف، و عزيز على نفسي
و ظلّها سيكون خفيفا على التّربة الّتي فيها سأنام.
ذات مساء ،كنّا وحيدين،كنت جالسا حذوها
أحنت رأسها، و على قيثارتها،
تركت يدها البيضاء تسبح ،و هي في شبه حلم
لم تكن سوى همسة: كما لو كانت خفقات جناح
أو نسمة نديّة قصيّة تتسلّل بين القصب
تخشى و هي تمرّ أن توقظ الطّيور.
نفحات اللّيل الدّافئة الكئيبة
تضوع حوالينا ،من كؤوس الزّهور
أشجار القسطل في الحديقة،و أشجار الدّوح العتيقة
تتمايل في هدوء تحت أفنانها الباكية.
كنّا نصغي إلى اللّيل،و من النّافذة المنفرجة
كانت تأتينا عطور الرّبيع
كانت الرّياح خرساء،و السّهل مقفر
كنّا وحيدين ،متأمّلين،و كنّا في الخامسة عشر من عمرنا
كنت أنظر إلى "لوسي".لقد كانت شاحبة و شقراء.
ليس ثمّة عينان أحلى،لهما من الصّفاء ما لأصفى سماء
عميقتان كانتا،تعكسان زرقة اللازورد
كان جمالها يسحرني،لم يكن لي سواها في هذا العالم
لكن كنت أَحْسَبُنِي أحبّها كما تُحَبُّ الأخت
ما أكثر ما في تصرّفاتها من الحياء
سكتنا لوقت طويل،ثمّ لامست يدَها يَدِي
كنت أتأمّل جبينها الحالم في حزنه و فتنته
كلّ حركة تصدر عنها،كانت قريبة إلى روحي
كم بيننا ،من هم قادرون أن يشفوا كلّ الآلام ؟
هاتان العلامتان التوأمان للسّلام و السّعادة
شباب الوجه وشباب القلب
البدر و هو يطلع في سماء بلا غيوم
من شبكة فضيّة طويلة ،غمرها فجأة
لقد لَمَحْتُ صورتها تشرق في عينيّ
و ابتسامتها تبدو كأنّما لملاك:فغنّت.
يا ابنة الآلام،التآلف ،التّآلف
تلك اللّغة الّتي ابتدعها الجان للحب ٠٠
هذه صفحة من الأدب العالمي من فرنسا حيث الثقافة الباريسية التي عشقت الفنون الجميلة لشاعرها و أديبها الشهير ألفريد دي موسيه والذي صال وجال في دهاليز الحياة من خلال العشق و الجمال فعكست مشاعره كل ما يهم الإنسان فرحا وحزنا ٠٠
و قد تأثر به أهل الأدب كثيرا ٠٠
و تبقى أعماله من تراث فرنسا ينطق بثقافتها دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
تغريدة الشعر العربي مع الأدب العالمي ٠٠ !! ( نزهة في ضوء القمر )

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق