يقول النبي صلى الله عليه و سلم :
" إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم ". صحيح سنن ابن ماجة.
بادىء ذي بدء عزيزي الصديق الكريم إن الحديث هنا عن النبي الحبيب في رمضان المعظم ذو شجون ٠
و لَم لا حيث الفوز الكبير.
فيجب علينا جمبعا الاقتضاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في أقواله و أفعاله من خلال سيرته العطرة ، و لا سيما هنا في شهر رمضان لأننا نحبه و نريد مرافقته في الجنة هكذا.
نعم إن شهر رمضان فيه فضائل جمة و منافع عظيمة ، من صيام و صلاة تراويح و قراءة قرآن و ذكر و ليلة القدر و زكاة الفطر.
وها هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يعلم الأمة، سلوك وآداب( الصيام ) درسا عمليا تطبيقيا في نهار رمضان، و في الليل ، مع بيان وقت الصيام ، و الامتناع عن المحرمات بالنهار ، و يستخدم المباحات في الليل ، كما جاء في الكتاب و السنة الصحيحة .
مع الحرص على العبادة و الطاعة و الصبر .
* من أهم أعمال النبي الكريم صلى الله عليه و سلم ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يشغل نفسه في رمضان بقراءة القرآن والصلاة والذكر والصدقة والصيام، ولا يأكل إلا قليلا، وربما كان يواصل الصيام يومين وثلاثة، ويقول:
” إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقين”.
* إفطار النبي صلى الله عليه و سلم :
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء”.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عند الفطر: "اللهم إنى لك صمت وعلى رزقك أفطرت، وبك آمنت، وعليك توكلت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق وثبت الأجر يا واسع الفضل إن شاء الله".
وكان لا يعيب طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه وسكت، وكان لا يجمع على مائدته ألوانا من الطعام، ويكتفى بالقدر القليل من الطعام .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل في بيته بعد أن ترك صلاة القيام في المسجد خشية أن تفرض، ولما كان آخر أيام من رمضان، عاد فجمع بناته ونساءه والمؤمنين للصلاة مرة أخرى جماعة.
فكان يصلي من الليل، ثم يكون مع أهله، ثم يتسحر، ثم ينتظر صلاة الفجر، فيصلي سنة الصبح في البيت، ثم يخرج لصلاة الفريضة جماعة في المسجد.
و يواظب على سنة الاعتكاف ، فقدم لنا مواقف في كل شيء. كما كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان على الفقراء والمساكين، ويزيد صدقاتهم في رمضان عن غيرها، حتى وصفه الصحابة رضوان الله عليهم في صدقته في رمضان، كأنه الريح المرسلة، من كثرة نفقته، ومسارعته بمواساة الفقراء والمساكين في هذا الشهر الكريم .
و بعد أهم المواقف و المشاهد اليومية في حياة الرسول في هذا الشهر الكريم وقد اقتبسنا منها بعض الخيرات كي تكون انموذجا طيبا صالحا قدوة حسنة في القول و الفعل لخدمة الدين و الدنيا معا.
وأخيرا اللهم أننا نسألك العفو و العافية يا أرحم الراحمين و يا أكرم المسؤولين
أن تتقبل منا الصالحات أجمعين إنك أنت السميع العليم ، و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين ورضي الله عن آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين آمين