الملف الضخم والشائك الذي ظل طويلا مسكوتا عنه، منتشر في كل بيت تقريبا، الجميع أصابه الهوس، وحلم الثراء، بل ثراء الثراء، النماذج القليلة جدا التي ظهر عليها الغنى الفاحش والطاغي، فجأة ذهبت بعقول الناس، فاندفع الكثيرون وراء السراب إلى الهاوية.
عن تجربة وتجارب، ولكن ليس كل ما يُعرف يُكتب، وليس كل ما يُتاح يُباح، نحكي عن بعض الجوانب، مذكرين أنه مهما بلغت الغرابة والدهشة والأحداث غير المعقولة وغير المتخيلة فهي جزء من كل، سوف أحكي في هذه المرة عن بعض المآسي التي عاينتها من مكان قريب أو كنت قريبا منها.
قتل ولده إذا فُتح ملف الآثار فسوف تزول الدهشة عن كثير من الحوادث الغريبة والتي لا يوجد لها تفسير ، مثل قتل الأهل والأقارب وخاصة الأبناء، فأحد المزارعين وهو رجل له من الأبناء شباب، اختار بين أن يصل للمقبرة وبين التضحية بأحد أبنائه الرجال فضحى بواحد منهم.
كان المزارع وأبناؤه يحرثون في أرضهم، حينما أخرج سلاح محراث الجرار الزراعي ، جسما غريبا عبارة عن قطعة كبيرة مربعة من الرخام وبعض الأشياء الأخرى.
وطبعا لم يعد خافيا عن جميع الناس في كل مكان الحديث عن حكايات الغنى والثروة التي تأتي بسبب العثور على آثار.. وسريعا جييء بالشيخ الروحاني "الساحر" والذي أكد وجود مقبرة فرعونية ، وبدأت عمليات الحفر سريعا وتم الوصول للباب.
لحظة الوصول للباب، أسر الساحر للأب بأنه يجب فتح الباب سريعا ولكن من سيفتح الباب ويدخل سيموت فورا، ولم يُطيل الأب التفكير ، وقال في حسم إن لي ٧ أبناء سأضحي بواحد منهم من أجل الباقيين، ونادى على واحد منهم ، وأمره بأن يفتح الباب ويدخل، فعلا فتح الولد باب الموت ودلف إليه، وحينما تلقوا إشارة من شيطان الساحر هرعوا إلى الغنى والثروة.. وجدوا أخاهم ميتا فعلا.
تم "قلب" الجرار الزراعي ووضعت الجثة تحته لتكون قضاء وقدر .
وفي قلب القاهرة عاد الأخ الأكبر بعد رحلة عمل طويلة في السعودية بما تحصل عليه من أموال ليشارك في مطعم أسماك بمنطقة المعادي، ويدير عملا خاصا في تجارة عسل النحل، وكان يكسب جيدا ولكن ولاد الحرام أقنعوه بتمويل عملية حفر واستخراج مقبرة أثرية وأنفق كل أمواله، وكان يُزيد الانفاق كلما ظهرت مؤشرات أو دلائل، وبدأ يستدين حتى وصلت ديونه لملايين الجنيهات. وفي النهاية تعرض لحادث سيارة أليم خرج منه قعيدا لا يستطيع الحركة وفوق رأسه ديونه، وقررت إحدى أخواته البنات الانفصال عن زوجها وترك أبناءها لتتفرغ لرعايته والعمل من أجل توفير قوت اليوم لها وله، قالت لي شخصيا، لا أستطيع أن اتخلى عنه ، إنه أخانا الذي ربانا وزوجنا ولم يتزوج هو حتى زوج آخرنا، والآن تخلى عنه الجميع حتى زوجته أخذت الأطفال ورحلت.
مجموعة من الشباب اجتمعوا على عملية حفر، وبعد أن استأجروا البيت المقصود ووصلوا لعمق أمتار، انهار الحفر فجأة على أحدهم، ولم يستطيعوا الوصول إليه فتركوه وانصرفوا وبعد أن طال غيابه جاءت زوجته الشابة لتسأل عنه فأنكر رفاقه معرفة أي شيء عنه، ولكنها كانت تعلم. تقرير الطبيب الشرعي أثبت أنه مات بعد أن انهار عليه الحفر بـ48 ساعة مختنقا في ظلام العالم السُفلي ، وكانت الأخشاب المستخدمة في تثبيت جوانب الحفر قد حملت عنه الجوانب المنهارة صانعة فجوة مُظلمة ظل فيها حيا يومان وليلتان إلى أن انقضى الأجل بنفاد الأوكسجين.
في بيوت كثيرة يبدأ طريق الغواية والتنازل والضلال بخطوات بسيطة، أولها دخول الشيخ الروحاني أو غالبا الساحر ، الذي يتواصل مع العالم السُفلي، والحراس من الجن، وتبدأ الطلبات الغريبة الواحد تلو الآخر والشرط بعد الشرط وكلما تورط الناس كلما تنازلوا، كان الشرط في مرة أن يزني الساحر باحدى نساء البيت وهو ما حدث أمام أعينهم.
وكثير ما تصل الأمور لترك نساء البيت أو احداهن مع الساحر لاتمام اجراءات التجهيز أو التحضير من أجل الوصول... وغالبا ما تكون تلك النساء ممسوسة أو يتم تلبيسها...وغدا نلتقي.
عبدالعزيز صبره
رئيس التحرير التنفيذى