حديث الجمعــــــة بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد
قال تعالي :
" وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ "
سورة هود : الآية 90
عندما نتأمل في رسالة الأنبياء و المرسلين من لدن آدم عليه السلام حتي خاتم الأنبياء سيدنا محمد نجد جوهر الدعوة قولهم جميعا " اعبدوا الله " التوحيد الخالص للخالق عز وجل .
نعم فقد قال تعالي :
" وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
= قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب " .
= قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
" طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً " .
" صحيح الجامع "
ثم نطالع معا دعاء الأنبياء في القرآن الكريم في مواضعه ...
و قد أعددت كتابي منذ بضع سنوات تحت عنوان " دعاء الأنبياء و المرسلين " من خلال الكتاب و السنة .
و اليوم نعود لنسط الضوء علي هذه الآية الكريمة مع خطيب الأنبياء سيدنا شعيب عليه السلام ...
حيث كان ينصح قومه و يرشدهم الي الصراط المستقيم طريق النجاة و الفوز في الدنيا و الأخرة و هو شريعة جميع المرسلين الي الناس اجمعين و بيان حال كل قوم مع نبيهم .
وقد جاء في تفسير السعدي :
--------------------------
{ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ْ} عما اقترفتم من الذنوب { ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ْ} فيما يستقبل من أعماركم، بالتوبة النصوح، والإنابة إليه بطاعته، وترك مخالفته.{ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ْ} لمن تاب وأناب، يرحمه فيغفر له، ويتقبل توبته ويحبه، ومعنى الودود، من أسمائه تعالى، أنه يحب عباده المؤمنين ويحبونه، فهو "فعول" بمعنى "فاعل" وبمعنى "مفعول" .
وهذه صيغ مبالغة تدل علي الكثير و الكثير من الخير .
و من خلال تأملاتي المتواضعة أخلص الي الآتي :
------------------------------------------------
نعم فكل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون ، فعلينا بالاستغفار و الذكر و الحمد و الصلاة علي النبي الكريم و التوبة و الانابة و المرجع اليه في كل وقت وحين فرحمة الله واسعة و انه يغفر الذنوب جميعا لأنه هو الغور الرحية الودود المحب لمن تاب و أناب اليه و علم المصبر فصبر جميل علي كل الأمور و ما علينا الا الرضا و التسليم لرب العزة عز وجل و قد اجمل لنا خطيب الانبياء سيدنا شعيب كل هذا في جملة قصيرة المبني عظيمة المعني .
فيا رب ارحمنا و اغفرلنا و كن لنا ودوديا يوم الحساب و صل الله و سلم و بارك علي الحبيب محمد و علي آله و صحبة و من والاه الي يوم الدين آميـــــن