الأحد, 12 ديسمبر 2021 08:55 صباحًا 0 668 0
الدكتوره سامية الحريرى تكتب لجريدة مع الناس نيوز.. دفع الشبهات عن الفتوحات الإسلامية العظيمة
الدكتوره سامية الحريرى تكتب لجريدة مع الناس نيوز.. دفع الشبهات عن الفتوحات الإسلامية العظيمة
الدكتوره سامية الحريرى تكتب لجريدة مع الناس نيوز.. دفع الشبهات عن الفتوحات الإسلامية العظيمة
الدكتوره سامية الحريرى تكتب لجريدة مع الناس نيوز.. دفع الشبهات عن الفتوحات الإسلامية العظيمة

 

إن الفتوحات الإسلامية كثيرًا ما واجهت عديدا من الانتقادات وكثيرا من الاتهامات المغرضة والتى كان جل هدفها هو النيل من إسلامنا الحنيف ومحاولة توجيه البوصلة الى أن الإسلام دينا انتشر بحد السيف.

د. سامية الحريرى

وحقيقة هذا الشعار يثير حفيظتي وسخريتي ويطرح سؤالا وهل ذكر التاريخ يوما ما أو تحدث على مر العصور عن عقيدة ما فرضت بالقوة وهل تفرض الأديان بالقوة ام بالإقناع والتعقل والتفكر والتدبر .

 

قد سدد المستشرقون سلفا للإسلام عديدا من الطعنات ومنها هذا الكذب والافتراء بشان تلك الفتوحات الفاتحة المانحة بأنها فرضت الاسلام بحد السيف وفى وقتنا هذا عادت تلك النعرات المغرضة مرة اخرى للظهور تلك النعرات التى لا أرى فيها غرضا سوى التشكيك فى اسلامنا وتاريخه المجيد وذلك لإثاره وتخويف المجتمع العالمى منه ولعلم هؤلاء المشككين أن الاسلام حينما يدرك محتواه الحقيقي وتتبع تعاليمه السمحة الصحيحة ويدرك الغاية منها سوف يتسيد المسلمون العالم من جديد هذا هو ما يخشاه هؤلاء المغرضين بشده بل هو ما يرتعبون منه.

الفتوحات الإسلامية

الواقع أن الإسلام لا يبغي من نشر دعوته في جميع انحاء المعمورة إلا رعاية مصالح البشر، ووأد الجهل والتخلف ،وإنارة العقول والافهام ونشر العلم والتحضر، و التحلي بمكارم الاخلاق وليس في الإسلام وتعاليمه أى من مقاصد الأغراض الدنيوية الحقيرة أو التباري نحو الثراء من اجل التفاخر بمظاهر البذخ والإسراف والاسلام ليس فيه حب للسلطة او السطوة و ليس فيه كبر او تجبر والإسلام يدين بشده الإعتداء على الغير ويكره ترويع الآمنين ومن تعاليمه السمحة ضرورة الحفاظ على الأنفس والأموال والأعراض .

 

وإننا حينما نتحدث عن الدعوات الإصلاحية على مر التاريخ لن نجد فيها مثل دعوة الاسلام التى يتجلى فيها أصدق البراهين على تحقيق الغايات المثلى كإطلاق الحريات واقامة العدل والمساواة وحرية الاعتقاد والتعايش السلمى بين افراد المجتمع رغم اختلاف عقائدهم وأيدولوجياتهم وبذلك تطمئن الانفس وترضى مما يقود لاستقرار المجتمعات واستعدادها للنهضة الحضارية فى جميع مناح الحياةولما كان إسلامنا الحنيف يحوى كل هذه القيم الربانية العظيمة التى تقود الى التحضر وتدعو الإنسان للارتقاء بذاته وبوعيه فعيب اشد العيب على هؤلاء الذين يصفونه بالعنصرية والهمجية ويكيلون له الاتهامات ويضمرون الحقد تجاهه حسدا من عند أنفسهم رغم علمهم الشديد بانه دين الحق. فالفتوحات الإسلامية لها أسبابها وأهدافها العظيمة التى لا يدرك قيمتها سوى أصحاب البصائر الملهمة وذوى الافئدة المستنيرة.

 

جميعنا يعلم مدى طغيان المستعمرين فى كل الأزمان وعلى مر العصور والتاريخ خير شاهد على ذلك فالمستعمرون يدخلون البلاد لنهب خيرات الشعوب واستغلال مواردهم واستعبادهم هذا علاوة على ما يخلفه من دمار ومآس يشيب لذكرها الولدان.

 

فقد قتل الصليبين فى حملتهم على المسلمين حوالى 90 الف مسلما اثناء حملتهم على بيت المقدس فى حين قتل المغول والتتار ما يقارب مليوني مسلما فى العراق وحدها.

 

والسؤال هنا هل فعلت الفتوحات الإسلامية بالممالك التى فتحتها مثلما فعل هؤلاء الاستعماريون بضحاياهم عبر الازمنة المختلفة؟ هل دخل المسلمون الممالك غازين لاستغلال خيرات البلاد أو لإزلال اهلها وقهرهم والنيل من معتقداتهم ؟ فالإجابة هنا بمنتهى العقلانية .

 

إن المسلمين فى هذه الآونة هم أهل الرحمة والعدل وهم التابعين لرسولهم الكريم صاحب الخلق القويم وهم رحماء فيما بينهم وأشداء على اعداء الله وأعداء الله هنا هم ليسوا أصحاب العقائد الاخرى أنما هم من الظالمين الذى يبطشون بالآخرين ويهدرون القيم الانسانية وهم المتنطعين الذين يرتكبون كل الآثام فى حق الله وفى حق العباد باسم الدين ... والصحابة كانوا اهل تضحية وعطاء مبتغين بذلك فضل الله ورضوانه والمسلمون وضعوا قانونا للحرب ينظمها حتى لا تحيد عن الهدف الذى دقت طبولها لأجله .

 

ومن أهم أسباب الفتوحات الإسلامية هى رد العدوان وهو أمر مشروع للدفاع عن النفس فقد قضى المسلمون 13 سنة تحت ظلم المشركين دون أن يُشهروا سيفًا في وجه من ظلمهم وكانت اسباب غزوة بدر ايضا رد اعتداء القرشيين والدليل على ذلك حدوثها في المدينة المنورة وليس في مكة وكانت اسباب غزوة احد هو رغبة قريش في الانتقام من المسلمين بعد أن ألحقوا بها الهزيمة في غزوة بدر، ومن أجل استعادة مكانتها بين القبائل التي ، فقامت بجمع حلفائها لمهاجمة المسلمين في المدينة المنورة واسباب غزوة الخندق أن يهود بني النضير الذين أجلاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة واستقروا في خيبر؛ غاظهم أن يروا المسلمين في المدينة يعيشون فترة من الاستقرار لنشر دينهم ، فتآمروا مع من يهود خيبر، لينطلق منهم وفدٌ إلى قريشٍ يحرّضوهم على قتال النبي -صلى الله عليه وسلم- وغزو المدينة والقضاء نهائيا على الاسلام ولم يقرر المسلمون فتح مكة الا عندما نقضت قريش عهدها، وأعتدت على قوم من حلفاء المسلمين واصبحت تشكل تهديدا واضحا لسلامه المسلمين وأمنهم، فكان الفتح لرد العدوان امر حتمي و لابد منه مما دفع المسلمين لإستخدام القوة حتى يتثنى لهم الدفاع عن أمنهم واستقرارهم ، وكذلك كان قتال الروم في معركة مؤتة بعد أن قتل الغساسنة وهم حلفاء الروم الرسول الذى ارسله رسول الله إلى ملك بصرى، ثم كان ردّ عدوان الروم في غزوة تبوك التى استعد فيها الروم للعدوان على المسلمين الا ان الرسول علم ذلك فأعد جيشا لمواجهتهم الا ان الله القى الرعب في قلوب الروم وخشوا من ملاقاة المسلمين .

 

وفى عهد ابى بكر خرجت حمله لتأديب عرب الشام وأتباع الروم وكان ذلك بسبب اضطهادهم المستمر للمسلمين وقد وقف مسيحي الشام والعراق آنذاك بجانب المسلمين وقدموا العون لهم لما وجدوه ولمسوه فى الإسلام من فكر سوى يحمل فى طياته العدل والرحمة متوسمين فيه سببا للخلاص من اضطهاد أباطرة بيزنطة.

 

وهنا نرى المسلمين يحاربون من اجل دفع الاعتداء ورد العدوان إمتثالا لقوله تعالى "وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" وحيث إن وجوب نصرة المظلومين والمستضعفين و نجده الملهوف كانت هدفا ساميا من أهداف الدعوة الإسلامية فقد لبي المسلمون نداء المظلومين والمقهورين لما سمعوا أنين من كانوا تحت وطأة جبروت الرومان المتغطرسين فى ذلك الوقت ليكون اغاثة الملهوفين هو هدفا آخر من أهداف الفتوحات الإسلامية النبيلة.

 

وفى عهد الخليفة عمر بن الخطاب بلغه أن الظلم والجور قد بلغ مداه فى بلاد الشام وأن الرومان يسومون الناس سوء العذاب ويعيثون فى الارض فسادا أرسل اليهم الجيوش بقيادة ابو عبيدة الجراح ولما بلغ الجيش الإسلامي وادي الأردن ، وعسكر أبو عبيدة في فحل، كتب الأهالي المسيحيون في هذه البلاد إلى العرب يقولون: "يا معشر المسلمين!! أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، أنتم أوفى لنا، وأرأف بنا، وأكف عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، ولكنهم غلبونا على أمرنا وعلى منازلنا فدخلت الجيوش المسلمة للنصرة اهل هذه البلدان ولترفع عنهم الذل والمهانة وتقيم العدل على أسس من الرحمة والمساواة .

 

الفتح الإسلامي لمدينة القدس ايضا كان على يد ابو عبيدة سنة16هجريا حيث تمت السيطرة الإسلامية على فلسطين و جاء الفتح الإسلامي تعريفا للعالم بمكانة القدس في الإسلام، كما في المسيحية واليهودية. بعد الفتح الإسلامي للقدس فقد رد البطريرك بنيامين الى كرسيه بعد عزله ظلما وعدوانا من منصبه، وسمح لليهود بزيارة وممارسة شعائرهم الدينية بحرية في القدس من قبل الخليفة عمر بعد ما يقرب من 500 سنة قد حرموا فيها من زيارة الأراضي المقدسة من قبل الرومان وفى هذا الزمان أستطاع الخليفة الواعي صاحب البصيرة عمر بن الخطاب من إرساء قواعد التعايش السلمى فى القدس بين العقائد المختلفة. وحينما دخل محمد الفاتح القسطنطينية سنه857 هجريا...كتب وثيقه لأهل امارة غلطة يقول فيها إنه يحفظ للناس حريه عبادتهم وطقوسهم وانه لا يخرب قلعتهم ويترك بين أيديهم اموالهم وأرزاقهم وكنائسهم ملك لهم. تلك هى مواثيق الإسلام الخاصة بميثاق الحروب فقد قال رسول الله "لا تقتلوا صبيا ولا إمرأة ولا شيخا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا ولا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة الا لمأكل ولا تغرقوا نخلا ولا تحرقوه "والمسلمون ملتزمون هنا بآداب الحرب وقانونه فحينما ينتصروا لا تنازعهم أنفسهم فى التجاوز ضد الطرف الآخر وأن النصر لنصرة الحق ونصرة كلمه الله وليس للفخر أو للتباهى وانما كانت سعادتهم الحقة فى نشر روح الإسلام بما يتضمنه بكل معانى الحب والخير والإنسانية. وحينما دخل المسلمون الأندلس دخلت أعدادا كبيره فى الاسلام بسبب الغاء الطبقية ونشر ثقافة حريه العقيدة ذلك تنفيذا لأوامر الرحمن" لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" وهكذا توسعت الفتوحات وقويت وازدادت لتشمل عدد كبيرا من البلدان ولم تكن غايه الفتوحات الا لرد العدوان وإغاثة الملهوفين ونشر فكر الإسلام بالحسنى وليس بحد السيف كما يزعم المتغطرسون ولما كان هذا هو هدف المسلمون يسر لهم الله فتح الأبواب لما كان لديهم فى ذلك الوقت من فهم وإدراك واع لأوامر ذلك الدين الفطري الذى يحمل بين طياته مقاصد إنسانية عظيمة ..نعم انهم أصحاب الدعوة السامية التى تهدف للحب والعدل والتسامح ..فقد دخل حينها العديد من الناس فى دين الله أفواجا عن حب واقتناع لما ارتأوه من حسن خلق وفضل ورد للمظالم وحفاظ على حقوق الأقليات فأصبحت هذه الاقليات فى رضا مطلق عن المسلمين وعن حكمهم .وفى تلك الحقبة الزمنية استقرت دولة الإسلام وازدهرت الحضارة الاسلامية كنتاج لتلك الفتوحات المباركة حيث تجلى العلم و الإبداع فى أرقى صوره فى شتى مناح الحياة والى الآن فى جميع ربوع المعمورة تجد العمارة الإسلامية واثار تلك الحضارة العظيمة خير شاهد عليها ففى هذه الفتوحات ومبنى عليها دروسا جمة مستفاده لن تكفى لها مئات الكتب لسرد فضل تلك الفتوحات ونبل اهدافها وعظيم مكانتها. .ومن هنا نرى ان الفتوحات لم يكون هدفها البته نشر الإسلام بحد السيف إنما هى فتوحات تنشد الهدى والصلاح دون علوا او استكبارا. لقد كان الفتح الإسلامي فتحا متفردا ومختلفا في تاريخ البشرية كلها، لم نرى له من قبل ولا من بعد شبيها ولا نظيرا.. فهو لم يكن فتحا للاستحواذ على كتوز الأرض وإنما كان فتحا للقلوب ، وحينما ندرك طبيعة الفتح الإسلامي ونعى أهدافه وبواعثه لوددنا ان يعود الفتح الإسلامي من جديد ذلك الفتح الذى غمر البسيطة بالعدل ، وألقى فيها رواسي الخير وقضى على البغضاء وغرس فيها الأمن والسلامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الدكتوره سامية الحريرى تكتب لجريدة مع الناس نيوز.. دفع الشبهات عن الفتوحات الإسلامية العظيمة

محرر الخبر

1 admin
محرر

شارك وارسل تعليق